لعنة تشابه الأسماء!

حجم الخط
29

أحد الذين رشحوا أنفسهم لرئاسة جمهورية فرنسا بعد انتهاء ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون يدعى إريك زيمور، ويكرهه كثير من الفرنسيين لأنه عنصري. ولسوء حظ أحد حلاقي الشعر وصاحب عدة صالونات لأناقة شعر الرجال والنساء، تصادف أن اسمه اريك زيمور، وهو ابن مدينة نيس الفرنسية، ولديه عدة صالونات هناك لتجميل الشعر، ولا صلة له بالسياسة، وتحمل كلها اسمه في يافطة تعتلي مدخل الصالون. وتوهم بعض الذين يكرهون الاتجاه السياسي للمرشح اريك زيمور، أن هذه الصالونات ملك له، بسبب تشابه اسم المسكين صاحبها الذي لا صلة له بالسياسة مع اسم المرشح زيمور، وصار الذين يمقتون الاتجاه السياسي العنصري للمرشح اريك زيمور يحطمون واجهة بعض صالونات الحلاقة في بلدة نيس بسبب تشابه الأسماء وتوهمهم أن مالكها هو المرشح إياه لرئاسة الجمهورية بعد الرئيس ماكرون!
إنها لعنة تشابه الأسماء، وكثيرون عانوا منها.

في بلادنا أيضاً نعاني!

أذكر أن محامياً لبنانياً كان اسمه مشابهاً لاسم نزار قباني الشهير، وكان يكتب الشعر لكنه كان نزيهاً، وصار يوقع قصائده باسمه الثلاثي. والشيء ذاته ينسحب على اسم اقتصادي هو رياض الريس (أذكر أنه كان شقيق الفنان عارف الريس) لكنه كان يوقع مقالاته باسمه الثلاثي احتراماً لتشابه اسمه مع اسم رياض الريس صاحب دار النشر الشهيرة. وقرأت في «القدس العربي» عن تعذيب وإعدام أبرياء في العراق بسبب تشابه الأسماء! وهذا مروع بأن تسجن وتعذب وتعدم لتشابه اسمك مع آخر!

برنامج تلفزيوني فرنسي حول ذلك

إحدى مقدمات البرامج جمعت بعض المغمورين والمغمورات إلا من تشابه الأسماء مع مبدعة/مبدع مشهور. واعترفت إحداهن (على الهواء) أنها تستغل أحياناً اسمها المشابه لاسم مشهورة للحجز في أحد المطاعم، وتحصل على أجمل طاولة كتلك التي تطل نهر السين وكنيسة نوتردام في مطعم شهير، وتزعم أنها لم تستغل تشابه الأسماء لأكثر من ذلك. وكذلك فعلت العديدات الفرنسيات المحظوظات بتشابه اسمائهن مع اسماء مشهورة. أما في عالمنا العربي، فاستغلال الأسماء يحتاج إلى وقفة مطولة وإلى «لحظة حرية» مكرسة لها!

التطعيم ينقذ الأرواح

حين كنت طفلة في دمشق تم تطعيمي ضد مرض الجدري، وكما الأطفال (العفاريت) كلهم، اقتلعت مكان الطعم مرات وشفي مرات، وحمل جسدي حتى اليوم توقيع الدكتور ع.م الذي طعمني يومئذ ضد الجدري، كما أن ذراعي الأيسر في أعلاه ندبة بسبب لقاحي ضد السل. وأنا شخصياً أجد اللقاح ينقذ الأرواح، ولذا سارعت منذ أشهر إلى تلقي التطعيم ضد مرض كورونا 19. وأعرف أن ذلك لا يحمي كلياً من هذا الوباء، بدليل أن الملكة إليزابيت الثانية في لندن أصيبت بالوباء، لكنه جاء خفيفاً كالرشح ولم يقتلها، وقيل إن ابنها الأمير شارلز هو الذي حمل لها العدوى، وهو ما حدث لرئيس الوزراء أيضاً في بريطانيا، الذي أصابه الوباء وشفي بسرعة لأنه كان ملقحاً ضده.

يرفضون تلقي التطعيم!

الشقيقان التوأم ايغور وغريشكا يوغدانوف (72 سنة) قتلهما الوباء لأنهما رفضا تلقي اللقاح وتوهما أنهما بخير حتى بدونه، لكنهما لم يتورطا في دعوة أحد إلى عدم تلقيه. وهكذا مات أحدهما وأصيب الآخر (بالكوما) ومات بعده بأيام دون أن يدري أن شقيقه رحل قبله، وكان ذلك سيسبب له صدمة قاتلة. فقد كانا معاً منذ شهرتهما في فرنسا كمقدمي برنامج، ثم عمليات التجميل التي خضعا لها، وصار كل منهما نسخة عن الآخر في تشابه إلى أبعد مدى.
وقبل موتهما، قال أحدهما إنه ليس ضد التطعيم عامة، بل لهما خاصة. ومات إيغور وتوأمه غريشكا، بالوباء لأنهما رفضا التطعيم ضده، والله أعلم.

أضحك بحزن للألمان!

ألم يعد الألمان يثقون في البنوك؟ ولماذا يحتفظون بمالهم في بيوتهم كما قرأت؟ يحق للبناني ذلك بعدما ابتلعت البنوك مالهم وصارت تعطيهم (بالقطارة) ما يحق لهم سحبه بأكمله. والخبر عن الألمان يوقظ أحزان اللبناني الذي صادرت البنوك ماله بذرائع متعددة وصار بوسعه أن يسحب من رصيده مبلغاً محدوداً جداً (كي لا يموت جوعاً؟). من ابتلع نقود اللبنانيين؟
من المسؤول عن الانفجار المروع في مرفأ بيروت؟
من المسؤول عن تفجير سيارة الرئيس الحريري؟
من المسؤول عن إفقار لبنان وقتل قيمة الليرة اللبنانية؟
من المسؤول عن قطع الكهرباء الدائم في (ربوع) لبنان؟
من المسؤول حتى عن قطع ماء الشرب عن البيوت؟
يذكرني ذلك بكتاب الشاعر سعد الحميدين «السين بلا جواب» ولذا لا يبدو غريباً بعد اليوم أن يحتفظ أي لبناني بأي مال مهما كان ضئيلاً في بيته، بعدما التهمت البنوك ماله الذي جمعه بالكد والتعب ليوم الحاجة في الشيخوخة.
وهل نلوم أي لبناني بعد اليوم إذا فقد ثقته بالبنوك المحلية؟
ولماذا يتزايد عدد الألمان الذين يحتفظون بأموالهم في المنزل، كما قرأت؟
وهل سمعوا بما أصاب المودع اللبناني؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله العقبة:

    أخي خالد الربيعي لا تهتم ، ضمير الاسم غائب ولو حضر لكشف الاسم المكنون.فينقلب السحر على الساحر.

    1. يقول Passerby:

      فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة!

  2. يقول جاسم الشمري ــ دير الزور:

    أعجبني المقال لتنوعه.سيدتي فكرة البنوك بالاصل يهودية.انشاها المرابون اليهود ليأتي الناس بأموالهم إليهم مقابل فوائد قليلة في السابق كان المرابي يأتي للناس ويقرضهم مقابل فوائد فاحشة.بمرور الوقت اصبحت البنوك غير موثوقة لذلك الناس لايثقون بوضع أموالهم في البنوك ويبنون لها خزائن حديدية مسلحة في المنازل.كما فعلت.

  3. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    أسعد الله أوقاتكم بكل خير لك أختي غادة السمان وللجميع. ماذا أقول وأحدثكم “لاتشكيلي ببكيلك” كما يقول المثل الشعبي. أي بعد ماحصل في عام ٢٠٠١ وقد كنت أفتخر بإسمي دومًا كعادتنا حيث نفتخر بالإسم الأول وليس بالإسم العائلي. قدر أحمق سحقت هامتي خطاه كما غنى عبد الحليم حافظ وأصبحت أكتب إسمي Oss بدلًا من Ossama وخاصة بالمراسلات البريدية. قصص كثيرة لكن الحمد لله في الوقت الحاضر يمكن القول أن الأمور أصبحت شبه طبيعية.
    أما فيروس كورونا فقد قضيت عليه بثلاث لقاحات, لكن برأيي من لايريد ذلك فهي حريته الشخصية لكن هو أول المتضررين إن أصابه الفيروس.
    بالمناسبة الألمان يحبون الإدخار جدًا ولهذا هم حريصون على التعامل بالعملة بدلًا من الدفع بالبطاقة البنكية مثلًا وهو السبب الرئيس في اعتقادي في حرصهم على الإحتفاظ بالنقود في البيت, بالإضافة إلى أنهم يحبون المال لكنه أمر أصبح شائعًا في كل مكان. إلا أنهم لايثقون إلا بالمال أو رأس المال في عصر أصبح كل شيء فيه رأس المال وأصبحت القيم الإنسانية عمله نادرة كما يقال. لابد من الإشارة إلى أن تجربتي الشخصية مع المجتمع الألماني في الحقيقة إيجابية جدًا من الناحية الإنسانية. رغم عدد من الحالات ذات أسباب ساسية وبعضها تحتمل تفسير معادية للأجانب. مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.

  4. يقول Passerby:

    هناك الكثير من السوريين قضوا بسبب تشابه الأسماء، وعندما كنا نصل إلى سوريا عن طريق المطار وعلى حاجز الجوازات كان أسوأ شيء يمكن أن يحصل للمسافر هو أن يقول له ضابط الجوازات ” روح راحع المحفوظات” وما أدراك ما المحفوظات، هو مكتب ملفات الأشخاص المطلوبين أمنيا (غالباً) أو جنائيا أو لأي سبب. الكثير من الناس كانوا يراجعون هذا المكتب البغيض بسبب تشابه الأسماء إذ أن الذي يعرف أنه مطلوب أو حتى مشتبه به كيف سيأتي برجليه إلى أحضان النظام، لا يمكن. الغريب أن التشابه يكون في اسم الأب مع أن ضباط الجوازات لديهم معلومات أخرى كأسم الأم ومكان وتاريخ الولادة ولكن كانوا يحيلون الأشخاص فقط إحترازياً. ومن مكتب المحفوظات غالباً يتم نقل الشخص إلى أحد الفروع الأمنية في دمشق وهي كثيرة. وتبدأ المعاناة الحقيقية في إثبات انك ليس الشخص المطلوب وأنه مجرد تشابه أسماء ولكن هيهات وحتى لو كانت المخابرات متأكدة أنك ليس الشخص المطلوب سيتم إبتزاز الشخص كي يُطلق سراحه :ان يدفع فدية فإن لم يستطيع فيُيطلب منه أن يصبح عميل لهم كي يتجسس على معارفه وحتى أقرب المقربين له.

  5. يقول أفانين كبة - كندا:

    الشكر الكبير للاستاذ د. أثير الشيخلي على هذا التوضيح الوافي ويسرني جدا مداخلتك مع البيت الشعري الجميل التي وافيتنا به .
    نعم ، أفانين كلمة عربية أصيلة ، وتعني الأغصان المتدلية ، و هي جمع أفنان المذكور في القرآن الكريم والتي بدورها هي جمع فنن ، إضافة الى المعاني الأخرى التي وضحها الأستاذ أثير الشيخلي .وهنالك العشرات من الأبيات الشعرية والمقالات العربية التي أُستعمل فيها كلمة أفانين ، يمكن البحث عنها في المواقع الألكترونية ، أو الرجوع الى قاموس المنجد العربي لإيجاد المعنى .

    أفانين كبة – كندا

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أسم جميل في الحقيقة. وكنت أعتقد أن أفانين من الفن وربما بعض ظني كان أن أفانين إسم غير عربي. لكن بقي الأمر في ذهني أفكر فيه. على عكس الأخ Passerway الذي وقع في ورطة الأن هههه?

    2. يقول Passerby:

      لم أتورط يا أسامة ولا يحزنون، أنا فقط كنت أستغرب المعنى. وبعد البحث في المعاجم تبين لي أنها كلمة عربية قحة ولكن اختلف النحويون في مفردتها فمنهم من قال أفنون وهو الغصن الملتف و أيضاً فن وجمع تكسير لفنون أي أفانين والغريب أنها وردت في بيت شعر من معلقة إمرؤ القيس حيث يقول:
      كَأَنَّ أَبَانًا فِي أَفَانِينَ وَدْقِهِ كبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلُ
      و أباناً اسم جبل بالجزيرة العربية و المعنى كما وردت في البيت يعني ضروب أو أصناف أي كأن جبل أباناً قد نزل عليه كل أصناف الودق وهو المطر أو قطرات الندى وبالتالي أفانين تكون بمعنى ضروب و أصناف كأن تقول ذاق افانين العذاب أي أصناف وضروب العذاب إلخ. إذاً أنا أعترف أنها كلمة عربية ولكن غريبة و هي جمع مُختلف على مفردته! والله أعلم.

    3. يقول اثير الشيخلي - العراق:

      شكراً جزيلا الأستاذة الفاضلة أفانين كبة
      و الشكر موصول لسيدة الأبجدية العربية صاحبة هذا المقام و هذا المقال الاسبوعي و لجميع الاخوة المعلقين خاصة الدائمين منهم على هذه الزاوية الاسبوعية التي ننتظرها جميعاً فجر كل سبت بفارغ الصبر كما أتصور .

      بالغ التقدير و وافر الاحترام.

  6. يقول فلسطينية حرة:

    سيدة غادة هناك الكثير ممن ينتحلون أسماء غيرهم ، وبالطبع إن لم يقروا كأي نزيه يحترم نفسه فأغلبهم مرضى نفسيين يعانون من عقدة النقص والشعور بالدونية ، معروف على مر التاريخ أن العبيد العتفة وخاصة عبيد المنازل ينتحلون أسماء أسيادهم كما نوه الثائر الأفرو-أمريكي مالكولم إكس الذي كان يحتقر عبيد المنازل أولئك أشد الاحتقار وهناك فيلم وثائقي عن كل هذه القضايا

  7. يقول ريام الكنعاني:

    فلسطينية حرة : اختي ما معنى قولك ( معروف على مر التاريخ أن العبيد العتفة ).فما هو معنى العفتة ؟ وشكرا.

    1. يقول فلسطينية حرة:

      جوابا على سؤالك يا ريام: العبيد العَتَفَة جمع العبد العاتِف (مثل سَفَلَة جمع سافِل)، والعبد العاتف هو من يَعْتِف (أي يَنْتِف) حاجبيه تشبُّها بالنساء لكي يبدو بمظهر “لائق” شبيه بالبشر أمام أسياده كما يظن، لكنه في الواقع يبدو كالبغايا المسترجلات – ولهذا السبب كان مالكولم إكس يحتقر العبيد العتفة دون سواهم أشد الاحتقار !!!؟

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية