“لغز” عودة الجنرال كوريلا مجددا إلى “تل أبيب”: إعادة بناء “تحالف إبريل” مهمة صعبة.. والأصدقاء “أقل حماسا” بعد “اغتيالين”

حجم الخط
0

عمان- “القدس العربي”:

لماذا زار كبير القيادة الأمريكية المركزية الجنرال مايكل كوريلا إسرائيل للمرة الثانية خلال أقل من “أسبوع”؟

السؤال الثاني الذي يطرحه ملاحظون وخبراء عسكريون في العاصمة الأردنية عمان وغيرها هو: ما هو سر الاتصال الذي أجراه وزير الدفاع الأمريكي مع نظيره الإسرائيلي مساء الخميس وأبلغه خلاله عن “خطة تموقع دفاعية جديدة” عن إسرائيل في حال الهجوم عليها؟

 سؤالان ترددا بصيغة ملموسة وسط تراكم الانطباع بأن “الولايات المتحدة” تواجه “صعوبات بالغة” دفاعيا في إعادة “حشد تحالف أصدقاء” بين دول المنطقة يتولى الدفاع عن إسرائيل وحماية مجالها الجوي كما حصل في شهر إبريل الماضي.

مصدر أردني مطلع وبخلفية أمنية أبلغ “القدس العربي” بأن الجانب الأمريكي عملياتيا تم إبلاغه بـ”تفصيل الموقف الأردني السيادي” على أساس أن “الظروف الآن” اختلفت عن ظروف شهر نيسان إبريل الماضي بعد “اغتيال” إسرائيل لقائدين كبيرين في حزب الله وحركة حماس.

مصدر أردني مطلع وبخلفية أمنية أبلغ “القدس العربي” بأن الجانب الأمريكي تم إبلاغه بـ”تفصيل الموقف الأردني السيادي” على أساس أن “الظروف الآن” اختلفت عن ظروف شهر نيسان

طبعا صعب جدا تفصيل “الظروف التي اختلفت”.

لكن سياسيا وأردنيا تتراكم القناعة بأن الإدارة الأمريكية تريد “حشد الحلفاء مجددا” لصالح إسرائيل بدون “بذل جهد حقيقي بالتوازي” لضبط تصرفات حكومة اليمين المتطرف بتل أبيب وبدون “التدخل لفرض وقف إطلاق نار فوري في غزة”.

قبل ذلك خلف الستائر، عمان أبلغت الأمريكيين بوضوح.. “الأجواء الأردنية بالرغم كل ما يقال لن تكون متاحة أمام الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.. فوق ذلك “أي جهد دفاعي أردني أو للقوات الصديقة الموجودة في الأردن وظيفته مفهومة لكل الأطراف ولن يؤدي إلى المشاركة بنطاق عملياتي ضد إيران”.

ذلك مؤشر على قرار سياسي وسيادي فرضته الاحتياجات الوطنية الأردنية في مرحلة “ما بعد الاغتيالين”.

 لذلك سارع نضال أبو زيد وهو خبير استخبارات أردني معروف لتوضيح يقول فيه علنا من عمان بأن “طائرات إف 22” الأمريكية المتطورة التي وصلت المنطقة لا يوجد مطارات ومدرجات لاستقبالها وعملياتها في الأردن ولا في المنطقة، باستثناء مطار عسكري واحد في أبو ظبي.

 وقبل ذلك أبلغ نائب رئيس الأركان الأردني السابق قاصد محمود “القدس العربي” مبكرا بأن بلاده تستطيع اتخاذ ترتيبات تضمن “الحياد السيادي” في حال اندلاع حرب عسكرية بين إسرائيل وإيران.. ذلك ليس صعبا ولا معقدا لا بل مطلوب وطنيا في هذه المرحلة في ظل حسابات اليمين الإسرائيلي.

 بروز هذه الآراء لخبراء بخلفية عسكرية في عمان مؤشر على أن إعادة بناء صيغة إبريل الماضي عندما هاجمت إيران إسرائيل مسألة معقدة وصعبة الآن بما في ذلك “ترميم” التحالف الدفاعي عن إسرائيل بعد “الاغتيالين” وفي ظل “الجرح السيادي” الذي تعيشه إيران.

الأردن بوضوح “لا يتحمس” لإعادة بناء سيناريو إبريل بسبب الكلفة السياسية والشعبية الباهظة لذلك كما يقدر المحلل السياسي المتابع في واشنطن الدكتور سنان شقديح

 الأردن بوضوح “لا يتحمس” لإعادة بناء سيناريو إبريل بسبب الكلفة السياسية والشعبية الباهظة لذلك كما يقدر المحلل السياسي المتابع في واشنطن الدكتور سنان شقديح وهو يعبر لـ”القدس العربي” بدوره عن قناعته بأن كل نشاطات البنتاغون الآن مع الحلفاء تريد بالحد الأعلى “ردع ومنع إيران من الرد” وفي الحد الأدنى “التوافق على سيناريو إبريل الماضي” بمعنى “رد إيراني متفق عليه ومحسوب تتولاه دفاعات المحور الأمريكي”.

 بوضوح، دفاعيا، سربت مصادر أردنية رسمية عدة مرات مؤخرا القول بأن المجال الجوي الأردني “غير متاح” لا لإيران ولا لإسرائيل… هل يعني ذلك أنه غير متاح لأصدقاء الأردن وإسرائيل أيضا مع وجود قواعد وإمكانات عسكرية أمريكية وفرنسية وألمانية في المملكة؟

يجيب المسؤولون الأردنيون السياسيون حصرا على “واجبات في ظل أولويات” حددها وزير الخارجية أيمن صفدي علنا.. “الدفاع عن أرضنا ومواطنينا أولا”.

وقد يعني ذلك بتفسيرات يميل لها بعض الخبراء نطاقا عملياتيا يشتبك دفاعيا عن الأردن فقط مع “تحفظ وقيود” على “استفادة إسرائيل” بالنتيجة جراء ذلك ما دامت تصر على الحرب والتصعيد ولا توقف لا الاغتيالات ولا إطلاق النار.

الموقف الأردني العملياتي مسحوب تماما بالتوافق مع مصر وعلى الأرجح مع قطر وبصورة مفترضة مع السعودية.

ولم يعرف بعد موقع دولة الإمارات من أي خطط أمريكية للدفاع عن إسرائيل مقابل نشاط ملحوظ للجميع بعد “بيان الرؤساء الثلاثة” المعلن مساء الخميس بشأن غزة.

 بالخلاصة ما تفيده كل تلك المشاورات والسيناريوهات أن “أصدقاء واشنطن وإسرائيل” الآن لديهم تحفظات وعليهم قيود وقلقون من المجازفات.

“أصدقاء واشنطن وإسرائيل” الآن لديهم تحفظات وعليهم قيود وقلقون من المجازفات

 بالتالي سربت واشنطن بوست مساء الأربعاء ما يفيد بأن البنتاغون يجد صعوبات مع الحلفاء في تطبيق قواعد إبريل الماضي لردع إيران وحماية إسرائيل التي منحت الآن “مهلة جديدة” لوقف حربها في غزة.

الجنرال كوريلا عاد إلى تل أبيب مجددا بسبب تلك الخلفية من “النقاشات العملياتية” مع الحلفاء وزار فورا مقر سلاح الجو الإسرائيلي.

 ووزير دفاعه تحدث مع نظيره الإسرائيلي عن “خطة جديدة” لنفس الأسباب على الأرجح حيث “فتور” كبير عند عدة دول عربية في المساهمة بخطة دفاع موحدة تردع الإيرانيين بعد اغتيال كل من فؤاد شكر وإسماعيل هنية وبدون “وقف حرب غزة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية