التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الاثنين الماضي. ومع هذا اللقاء، ذاب الجليد مجدداً بين تركيا والولايات المتحدة، بعد فترة طويلة من البرودة. فقد أعطى أردوغان وبايدن «صورة إيجابية» للغاية خلال القمة الأولى بينهما، سواء من حيث لغة الجسد، أو طبيعة القضايا التي طُرحت. وقال بايدن عقب اللقاء الثنائي الذي استمر 45 دقيقة: «عقدنا اجتماعاً جيداً للغاية مع أردوغان».
وبالإضافة إلى بايدن، عقد الرئيس أردوغان لقاءات ثنائية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. ولقيت هذه اللقاءات ترحيبا لدى المجتمعين التركي والغربي، لأن الأخبار الواردة كانت تبشر بفتح صفحة جديدة من حيث علاقات تركيا مع العالم الغربي.
رغم عدم حل المشاكل، إلا أن لقاء أردوغان ـ بايدن أزال حالة الغموض السائدة في خريطة الطريق الخاصة بالعلاقات الثنائية
لاشك بأن النظام العالمي يتجه إلى مكان يدفع الناتو والولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتهما مع تركيا. لهذا السبب، كان من الضرورة على بايدن وأردوغان إعطاء الأولوية خلال الاجتماع لِمجالات التعاون مثل، إدارة مطار العاصمة الأفغانية كابل، والملف الليبي بدلًا من المشاكل الثنائية القائمة. وهو ما حدث بالفعل. أمّا الجهات التي كانت تتوقع من بايدن إثارة التوتر مع أردوغان، فإنها شعرت بانزعاج من المحادثات الإيجابية. ويبدو أن نهج بايدن في بروكسل يتوافق مع رغبة أردوغان في إطلاق «حقبة جديدة» مع الولايات المتحدة. كانت قمة الناتو في بروكسل ناجحة بشكل عام. ماذا تعني نتائج القمة بالنسبة إلى النظام الدولي والولايات المتحدة والصين، والعلاقات عبر الأطلسي، وكذلك العلاقات التركية -الأمريكية؟ وما الذي ينتظرنا في الفترة المقبلة؟ في ما يتعلق بالنظام العالمي، بدأ الناتو يخرج ببطء من دوره الغامض في حقبة ما بعد الحرب الباردة، وأصبح الآن يريد التحول إلى تحالف عالمي، بعد أن نجح في فرض نفسه كضَرورة من خلال تحركاته في مجال الإرهاب والملف الأفغاني. وهذا ما يشير إليه التأكيد على العلاقات الجديدة مع البلدان الأخرى، الذي تضمنه البيان الختامي. طرح الناتو على جدول أعماله أيضا القضايا الناعمة التي تهم الجميع مثل التغير المناخي. والهدف من ذلك هو الحفاظ على فعاليته وتأثيره، عبر المساهمة في الأجندة العالمية. ومن المهم أيضا التأكيد على ضرورة إقامة علاقة جديدة مع الصين. وهذا يعني أن الناتو يسعى إلى مواكبة العالم المتغير. بالطبع، كانت الولايات المتحدة الطرف الأكثر استفادة من القمة، حيث وجدت مقولة بايدن «أمريكا عادت» استجابة في أوروبا. وكان التأكيد على الصين في البيان الختامي مطلباً أمريكياً على وجه الخصوص. وتسعى الولايات المتحدة للحصول على دعم أوروبي بشأن الصين من ناحية الخطاب وإن لم يكن بالأفعال. حصلت واشنطن على هذا الدعم في موضوع الصين المهم بالنسبة إليها، من خلال حلف الناتو. تختلف وجهات نظر الدول الأوروبية تجاه الصين عن بعضها بعضاً، ولكن على الرغم من إعطاء رسالة مشتركة من خلال الناتو، إلا أنني لست متأكدا مما إذا كان الأعضاء الآخرون سيتبعون النهج الأمريكي في السياسة الموجهة للجانب الصيني. وجوهر الأمر، هو أن حلف الناتو يتأقلم مع العالم المتحول، في وقت يتم فيه التشكيك حتى في دوره من حيث المنظومة الأمنية. ونظراً لاتخاذ القرارات عن طريق الإجماع، سنجد المزيد والمزيد من «الكليشيهات» في بياناته، لكن التأثير سيكون أقل بسبب الأعضاء الذين يفكرون بشكل مختلف.
خلاصة الكلام، كانت قمة الناتو مهمة للغاية بالنسبة إلى العلاقات التركية -الأمريكية بسبب لقاء بايدن – أردوغان. ورغم عدم حل المشاكل بين البلدين، إلا أن اللقاء أزال حالة الغموض السائدة في خريطة الطريق الخاصة بالعلاقات الثنائية، وتم إعطاء الأولوية لتشكل الأجندة الإيجابية، ووضع القضايا ذات التأثير السلبي جانباً في الوقت الحالي. وعزّز أردوغان عبر محادثاته الثنائية على هامش القمة، تأكيده على أن تركيا جزء من التحالف الغربي، ليكون بذلك قد استجاب لخطابات وجهود الابتعاد والانفصال عن المحور الغربي. في خضم ذلك، أعتقد أن تركيا ستكون خلال الفترة المقبلة أكثر نشاطا في علاقاتها مع الغرب مقارنة بالسنوات السابقة.
كاتب تركي
بايدن بحاجة لكل أعضاء الناتو لمواجهة الصين!
لدى تركيا ثاني أكبر جيش بالناتو بعد أمريكا!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
اسمح لي يا توران قشلاقچي، أين (بوتين) من عنوان (لقاء أردوغان – بايدن وقمة الناتو) والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
في حوار بوتين مع ممثل الإعلام الأمريكي قبل اللقاء في سويسرا عام 2021
الذي ترجمته قناة روسيا اليوم، وفق ما ترغب الترويج له، من الواضح هناك صراع بين مفهوم (الدولة)، ومفهوم (اللا دولة)، ولذلك طلب بوتين تحييد فضاء الإنترنت/الشّابِكة والفضاء الجوي من عقلية سباق التسلّح بعد الحرب العالمية الثانية،
ولذلك أحلى ما ورد تحت عنوان (المناورات المغربية- الأمريكية حاكت استهداف منظومة صواريخ “إس 400” الروسية) معنى أو مفهوم قل لي، ما هو سلاحك، حتى أعرف من هو عدو كيانات (سايكس وبيكو)،
بعيداً عن مفهوم الدين والقومية والعشيرة أو الأسرة الانسانية،
ما قلب الطاولة، من وجهة نظري، هو قبول رئيس روسيا (فلاديمير بوتين)، ليس فقط بيع S-400 بل وقبول نقل تقنية تصنيع S-500 إلى عضو في الناتو (تركيا)، كمسمار جحا،
الذي سيعمل على نسف مفهوم حلف الناتو، من الداخل، بعد تدمير حلف وارشو، بعد سقوط حائط برلين في 1989،
ومن هذه الزاوية أهمية رموز اجتماع G-7 واجتماع سويسرا، كإعادة لما حصل بين (ريغان وغورباتشوف) عام 1987، أو اجتماع 1945 لتأسيس الأمم المتحدة،