“لقاء العقبة”.. “السلطة” تكرر المطالب السابقة.. “فتح” تدافع عن المشاركة والمعارضة تعتبره “طعنة في الظهر”

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة– “القدس العربي”: رغم أن أياً من المسؤولين في المستوى السياسي الفلسطيني لم يعلق على مشاركة وفد فلسطيني رفيع في لقاء العقبة في الأردن، الذي لقي انتقادات حادة من الفصائل الفلسطينية، خاصة المعارضة منها، إلا أن هناك تسريبات تشير إلى أن هذ اللقاء جرى التحضير له مؤخراً، خلال اتصالات أمريكية مع الطرفين، وجرى إقرار موعدها خلال اتصال بلينكن، الذي نجح في إقرار بنود للتهدئة، تقوم على سحب فلسطين مشروع قرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن، وهو ما تم، ووقف إسرائيل الهجمات  الدامية ضد الضفة، وتقييد عمليات الاستيطان، وهو أمر لم يجر الالتزام به من قبل حكومة اليمين.

ويتردد أيضاً أن الجانب الأمريكي ضغط بقوة، خلال اليومين الماضيين، لدفع الجانب الفلسطيني للمشاركة في اللقاء، بعد تململ حصل عقب مجزرة نابلس، في ظل استمرار الضغوط الأمريكية أيضاً لعودة قناة “التنسيق الأمني”، التي قطعتها السلطة الفلسطينية، وأن الجانب الأمريكي رفض التأجيل، خشية من تفاقم الأوضاع الميدانية، مع اقتراب حلول شهر رمضان، الذي يتوقع فيه الجميع، بمن فيهم الوسطاء، حدوث تصعيد خطير، بسبب أحداث قد تقع في المسجد الأقصى.

واستعانت الإدارة الأمريكية في جهودها بكل من مصر والأردن، الدولتين العربيتين اللتين لهما علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، وسبق لمدراء مخابرات البلدين أن زاروا رام الله والتقوا بالرئيس محمود عباس، في ذروة التصعيد، ضمن التحركات الهادفة للتهدئة.

ويدو الحديث عن أن  الوفد الفلسطيني، الذي غادر رام الله قبل يوم من اللقاء، عقد سلسلة مباحثات مع المسؤولين الأردنيين والمصريين، بهدف بلورة موقف يلزم إسرائيل بالتعهدات، ويدفع الإدارة الأمريكية لممارسة ضغوط حقيقية على حكومة نتنياهو.

ووفق ما يتردد من معلومات، فإن الوفد الفلسطيني حمل معه ذات المطالب التي قدمها سابقاً للوسطاء الدوليين والإقليميين، وهي أولاً وقف الحملة العسكرية الإسرائيلية “كاسر الأمواج”، التي تقترب من إنهاء العام الأول، والتي تقوم على تنفيذ جيش الاحتلال هجمات دامية واعتقالات واسعة، وكذلك وقف المداهمات والعمليات العسكرية التي تستهدف المناطق المصنفة “أ” خاصة شمال الضفة الغربية.

ويطلب الجانب الفلسطيني ضمانات حقيقية من هذا اللقاء السياسي، ومن الوسيط الأمريكي تحديداً، تمنع حكومة الاحتلال من تنفيذ الخطط الاستيطانية أو الهجمات الدامية ضد الضفة، خاصة أن حكومة نتنياهو، نقضت التعهد الأخير الذي قطعته للإدارة الأمريكية، بعد أقل من 24 ساعة، بتنفيذ مجزرة نابلس، التي راح ضحيتها 11 فلسطينياً، وأصدرت موافقات لبناء أكثر من سبعة آلاف وحدة استيطانية جديدة.

مطالب فلسطينية

وذكرت الرئاسة الفلسطينية، في بيان رسمي، أن الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال هذا الاجتماع، سيعيد التأكيد على التزام دولة فلسطين بقرارات الشرعية الدولية كطريق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد إقامة دولة فلسطين ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

وأكدت أن الوفد الفلسطيني سيشدد على ضرورة وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، تمهيداً لخلق أفق سياسي يقوم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وصولاً إلى حصول الشعب الفلسطيني على حقه بالحرية والاستقلال.

وينفي مسؤولون في حركة “فتح”، تحدثت معهم “القدس العربي”، عن وجود مقترحات أمريكية، تشمل تدريب قوات فلسطينية خاصة على الأراضي الأردنية، بهدف العمل على ضبط الأوضاع الميدانية شمال الضفة، خلافاً لما ذكرته تقارير عبرية، قالت إن الهدف من وراء التدريبات سيكون مخصصاً لوقف تنامي الخلايا المسلحة التي تنشط في شن هجمات ضد قوات الاحتلال.

وذكرت تقارير عبرية أن الهدف من اللقاء خلق حالة من الثقة ووسيلة تواصل لتهدئة الميدان، وأنه لن تكون هناك شروط مسبقة لأي طرف، وأن الجميع يفهم ضرورة القيام بكل شيء سعياً لمنع التصعيد.

ونقلت “القناة 12” العبرية عن مصدر إسرائيلي قوله “حقيقة انضمام رئيس الشاباك تدلل على الرغبة الإسرائيلية بفحص مدى جدية السلطة في تحمل المسؤولية عن الأماكن التي قد تغيب عنها قواتنا تمامًا مثل جنين”.

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هاتف وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، وطالبه بتهدئة الأوضاع وكبح التصعيد، وأكد، خلال مناقشة العملية العسكرية الأخيرة ضد نابلس، أنها “ألحقت أذى بالمدنيين”، حسب ما ذكر موقع “واللا”، العبري، والذي قال إن أوستن شجع غالانت على اتخاذ إجراءات من أجل تهدئة التوترات وكبح التصعيد.

والجدير ذكره أن “لقاء العقبة” يعتبر الأول من نوعه الذي يعقد بين مسؤولين كبار من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بمشاركة الإدارة الأمريكية وبعض الدول العربية.

ومن المحتمل أن يكون مقدمة لعقد لقاءات أخرى في الفترة القادمة، بهدف العمل على ترتيب الأوضاع في المناطق الفلسطينية، في ظل حالة عدم الثقة الكبيرة التي تبديها السلطة الفلسطينية تجاه حكومة إسرائيل اليمينية.

“فتح” تدافع والمعارضة تنتقد

من جهته، فقد دافع الناطق باسم حركة “فتح” حسين حمايل على مشاركة الوفد الفلسطيني في ذلك اللقاء، وأكد في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين على أهمية تلك المشاركة، من أجل “وقف إجراءات الاحتلال وتصاعد هجماته”.

كما أكد على أهمية التحرك السياسي للقيادة الفلسطينية على كل الصعد لـ “ردع الاحتلال”، مشيراً إلى أن انتهاكات الاحتلال تتطلب حراكاً فاعلاً وعقد لقاءات دبلوماسية بدعم من مصر والأردن، إضافة للتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي تستطيع أن توقف جرائم الاحتلال وإجراءاته أحادية الجانب.

وأشار كذلك إلى أهمية الحراك السياسي الحالي، وذلك من أجل بقاء القضية الفلسطينية حاضرة على طاولة المجتمع الدولي، مشدداً في ذات الوقت على وجوب أن تبقى المقاومة الشعبية مستمرة، وقال: “فتح لن تعود للخلف وستظل تتصدى للاحتلال”.

كما دافع الناطق باسم حركة “فتح” منذر الحايك عن قرار المشاركة، وأكد أن القيادة تشارك في اللقاء “بهدف وضع حد لعدوان الاحتلال المتواصل على شعبنا ومقدساته، وتأكيد الثوابت الوطنية”، لافتاً إلى أن الوفد المشارك حمل عدة مطالب تتمثل في وقف سياسة الاغتيالات والاقتحامات وتهويد القدس المحتلة والتوسع الاستيطاني، والإجراءات الإسرائيلية الأحادية، معتبراً أن مهاجمة البعض للاجتماع تأتي ضمن “أهداف حزبية ضيقة بعيداً عن مصالح شعبنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية