الجزائر- “القدس العربي”: أعلنت الرئاسة الجزائرية، اليوم الثلاثاء، عن لقاء قريب سيجمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بنظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان. ويأتي هذا التطور في أعقاب توتر شديد في العلاقة بين البلدين، بعد اتهام الجزائر لأبوظبي بالقيام بأعمال عدائية ضدها في المنطقة.
وذكر بيان صادر عن قصر المرادية أن “الرئيس عبد المجيد تبون، استقبل اليوم مكالمة هاتفية من سمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تقدم له بالتهاني باسمه وباسم الشعب الإماراتي على فوزه في الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، متمنيا له التوفيق والسداد”.
وأضاف البيان: “بدوره شكر رئيس الجمهورية، رئيس دولة الإمارات ومن خلاله كل العائلة الكريمة الحاكمة وحكام الإمارات، متمنيا له وللشعب الإماراتي مزيدا من الرقيّ، كما اتفق القائدان على لقاء قريب يجمعهما”.
وكان أول كسر للجليد بين الرجلين، على هامش قمة مجموعة السبع العالمية في روما في حزيران/يونيو الماضي، حيث ظهر تبون وبن زايد في حديث جانبي أثار اهتماما واسعا بالنظر لما سبقه من توتر.
وعلى مدار السنة الماضية، أبدت الجزائر قلقا كبيرا من الدور الإماراتي في المنطقة وقيادتها لمشروع التطبيع الذي تعتبره البلاد تهديدا مباشرا لها، وهو ما انعكس في حملات سياسية وإعلامية مركزة تحذر من الخطر الإماراتي.
وبعد أن ظل الحديث عن الإمارات محصورا في الإعلام، أُعطي في كانون الثاني/ يناير الماضي، صبغة رسمية، بإصدار المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، بيانا أبدي فيه أسفه لما قال إنها “تصرفات عدائية مسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق”، وهو ما فُهم مباشرة على أنه تحذير للإمارات.
وتلا ذلك في آذار/ مارس الماضي، اتهام صريح من قبل الرئيس الجزائري للإمارات، بإشعار نار الفتنة في جوار الجزائر ومحيطها، قائلا: “في كل الأماكن التي فيها تناحر، دائما مال هذه الدولة موجود. في الجوار، مالي وليبيا والسودان. نحن لا نكن عداوة لأحد، لأننا محتاجين إلى الله عز وجل وإلى الجزائري والجزائرية. نتمنى أن نعيش سلميا مع الجميع ومن يتبلى علينا فالصبر حدود”.
وفي الساحة السياسية الجزائرية خاصة منذ العدوان الإسرائيلي على غزة، لا تمر فترة إلا وتظهر تصريحات من قادة أحزاب تحذر من الدور الإماراتي. ودعت المرشحة الرئاسية والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، في أكثر من مناسبة، إلى تقويض العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة وتأميم الشركات الوطنية التي استحوذت عليها، وذلك بسبب ما قالت إنها “الأعمال العدائية التي تقوم بها هذه الدولة ضد الجزائر”.
وسبق لسياسي آخر هو عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني المشاركة في الحكومة، أن حذر في عدة مناسبات من الدور الإماراتي في المنطقة عقب انقلاب النيجر الأخير، مشيرا إلى أن “هناك دولة خليجية وظيفية، توجد دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة”.
وسجلت علاقات الجزائر بدول الجوار في الساحل، بعض الاضطرابات خاصة مع مالي التي اتهمت الجزائر بالتدخل في شؤونها وهو ما نفاه تماما وزير الخارجية أحمد عطاف، الذي أكد أن بلاده تتعامل من منطلق احترام السيادة المالية ووحدة ترابها في رعايتها لاتفاق المصالحة في هذا البلد.