لقاء مع القراء (1): كورونا هذبنا جميعا!

حجم الخط
63

الأديبة الفلسطينية رنى سنداحة تواصلت معي بواسطة الفاكس، فأنا -كما يعرف بعض قرائي- ممنوعة، للأسف، بأمر طبيب العيون، من معاقرة التواصل بالكمبيوتر. وبعد استفسارها عن صحتي وابني، قلقاً علينا من وباء كورونا، كتبتْ بطرافة: «كورونا هذبنا جميعاً»، وهذا صحيح: لا سهر.. لا مطاعم.. لا طائرات نرحل بها للسياحة أو إلى وطن القلب، وغير ذلك من الممنوعات الكثيرة.

«رادار» أفانين والإصغاء له

الحاسة السادسة، الحدس، كلها أصوات داخلية أحببت تشبيه الفنانة التشكيلية أفانين كبة (العراق، كندا) لها بـ«الرادار». وهو اسم عصري علمي للحدس: «نوع من الذبذبات والترددات يدركها ويتحسسها الإنسان» كما قالت.
أما سلام عادل (ألمانيا) الذي يعتقد أن الله تعالى منحنا قدرات خارقة لكن البعض لا يلتقط الإشارة، فمضيفاً.. يقول السيد المسيح عليه السلام: «لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا فينتقل».

نجم الدراجي: يضبطني بالجرم المشهود!

أشعر بالدهشة أحياناً حينما يفك قارئ ما أتوهمه قطباً لجرحي تخفيه، كما في روايتي «فسيفساء دمشقية»، حيث تتحدث بطلة الرواية الطفلة عن موت أمها. وفي روايتي «يا دمشق وداعاً» حيث تروي فجيعتها بموت والدها.. وكنت أظن أن الأحزان ارتدت ما يكفي من «الأقنعة الروائية»!
ويبدو أننا حين نكتب نمارس رقصة (ستربتيز) التعري لأعماقنا وجراحها جرحاً بعد آخر، موتاً بعد آخر، فجيعة بعد أخرى.. ولن أنسى نجم الدراجي زودني بصورتين، واحدة لاستوديو الفلوجي الشعبي للتصوير وذلك في النجف، وكنت قد مررت به في إحدى زياراتي للعراق الحبيب وتوقفت أمام عبارة بخط اليد في واجهته المغبرة تقول «الحياة فقاعة فصورها قبل أن تنفجر» ووجدتها شعراً مقطراً، وصدرت بها كتابي «اعتقال لحظة هاربة» دون أن أدري أنها لشيخ المصورين في مدن الفرات.
العبارة الجميلة طائر مسحور يطير بين القارات بجناحي الإبداع.. وفي الترجمة الإنكليزية لكتابي «اعتقال لحظة هاربة» تصدرت عبارة الفلوجي الصفحة الأولى!

الكروي داوود ومحمد حاج ومنتهى

محمد حاج، يرى أن الحدس حقيقة «لا نتنبه لها ،لكنها تأتينا فجأة لتنبهنا»، ويروي ما حدث له عن رحيل والده وشقيقته، وشعرت بالذنب حين كتب يشكرني على تذكيره بهذه القصص المؤلمة التي عاشها ولا تنسى.. وكذلك منتهى، التي ترى أن نهاية حياة والدي كانت جميلة لأنه ختمها بصلاة الصبح.. أما الكروي داوود فيرى أنه «لا حدس ولا حاسة سادسة. إنها رحمة من الله تعالى».
أما غسان إبراهيم، فيشكرني على ما أكتبه وما سبق أن كتبته، وذلك جميل ومشجع..
فرحلتي مع القلم طالت وأتساءل أحــــياناً: ترى، كم كيلومتراً قطعها قلمي على الورقة؟ كم من آلاف الأميال عاماً بعد آخر، كتاباً بعد آخر؟
أجل! كم كيلومتراً قطعها قلمي على الورقة مثل شهاب راكض في السماء وهو يحــــترق وسيأتي يوم ينتــــهي فيه إلى رمـــاد. وحتى ذلك اليوم، سيظل قلمي يركض على الورقة كما يفعل الآن بسرعة مجنونة!

سوري: تقييمنا السلبي عالمياً

تهزني رسائل أخي العزيز الإعلامي الكبير «سوري» الذي أعرف اسمه ولا أكتبه ما دام اختار أن يوقع لي باسم «سوري» كما عمرو ـ سلطنة عُمان. وحين يدعوني «أختي الكريمة، يا ست الشام الحبيبة» تعيدنا كلماته إلى دمشق.. إلى سوق الحمدية والجامع الأموي، والمسكية وسوق «تفضلي يا ست» والبزورية وطريق الصالحية وشارع أبو رمانة والحلبون وإلى دكان جدي (الآدمي) الذي أتخيل أنه عاصر بناء برج إيفل الباريسي، ولو قال له أحدهم إن حفيدته ستعيش طويلاً قرب ذلك البرج لغضب، فقد كانت ابنته (عمتي) أُميّة، وزوجته (جدتي) أُميّة أيضاً.. تعيدني كلمات سوري إلى الجامعة في دمشق وأنا أذهب إليها أحياناً تحت المطر وأدخل إلى الصف بشعر مبتل.. تعيدني إلى جبل قاسيون، إلى حيث قدت أول سيارة اشتريتها بالتقسيط وكانت مستعملة وعتيقة لكنني فرحت بها..
وأتذكر دمر والهامة والغوطة والسيران على ضفاف نهر بردى..
وأتذكر.. وذاكرتي تمعن في تعذيبي.. أتذكر كيف قدت سيارتي للمرة الأولى إلى بيت عمتي المتزوجة في حمص.. وتوقفت في النبك في منتصف الطريق لشرب الليمونادة الشهيرة هناك.. أتذكر.. أتذكر..
يقول «سوري» في تعقيبه على مقالي «صمت يصم الآذان»: «كم أتمنى أن يقوم فريق من الأطباء العرب بوضع لقاح لهذا الفيروس اللئيم وينقذوا البشرية» لعلها (الدول الأخرى) تغير رأيها في تقييمنا السلبي.
وأشاركه الرأي، فقد حان الوقت لرفض تحويل بلادنا إلى ساحات حروب بين الأمم نحن ضحاياها، وصار من الضروري إعلان قدراتنا العلمية والطبية في زمن الكورونا.

د. محمد شهاب أحمد: قصائد الشعراء عن العناق!

في زمن الأوبئة، أحب الاستماع إلى آراء أهل العلم والطب قبل الشعراء!
في فرنسا، طار رئيس جمهوريتها السيد ماكرون إلى مرسيليا للالتقاء بالبروفيسور الطبيب الشهير راؤلت (ولم يستدعه إلى قصر الإليزيه في باريس) واستمع إلى رأيه في بعض الأدوية وإمكانية إيجاد لقاح ضد هذا الوباء الذي يحصد الأرواح، كما سبق لوباء الكوليرا والإيدز وأخرى كثيرة.
ويذكرنا بسياسة العزل الاجتماعي التي سخر منها الرئيس ترامب في البداية، بل نصح بعلاج بحقن مطهرة زعم أنها للوقاية من المرض. وقرر كثيرون، وأنا منهم، أنه من الأفضل لرجال السياسة ألا (يهرفوا بما لا يعرفوا) وقد توقف (الدكتور!) ترامب مؤخراً عن قتل الناس بنصائحه الطبية، مكتفياً بقتل الفلسطينيين في «صفقة العصر»!!
وأحترم رأي د. محمد شهاب أحمد: «يجب الاستمرار في اتباع طرق الوقاية لفترة طويلة»، وأحاول دائماً ألا أنسى ارتداء القناع الواقي حين أغادر البيت، وأبتعد مسافة متر على الأقل عن أي شخص، وأنسى قصائد الشعراء عن العناق! ووداعاً لزمن التغزل بالعناق في زمن كورونا، وإلى اللقاء مع القراء في الأسبوع المقبل أيضاً.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ” أتذكر كيف قدت سيارتي للمرة الأولى إلى بيت عمتي المتزوجة في حمص.. وتوقفت في النبك في منتصف الطريق لشرب الليمونادة الشهيرة هناك.. أتذكر.. أتذكر..” إهـ
    وهل تتذكرين هريسة إستراحة طيبة في النبك على الطريق العام؟ لم أذق أطيب منها بحياتي!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    “وأتذكر دمر والهامة والغوطة والسيران على ضفاف نهر بردى..” إهـ
    مع الأسف يا أستاذة بأن أقول لكِ بأني شاهدت نهر بردى عدة مرات بالصيف ولم أجد فيه غير الحصى!
    لم أشاهد فيه ماء!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      حصل معي نفس الشيء أخي الكروي, وكم هو منظر مؤلم. لكن على الطريق صاعداً باتجاه الزيداني مثلاً تنفست الصداء لأن الماء العذب مازال يجري ويتدفق.

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    الكورونا عملت من جو النرويج معكرونا! وكأن شمس النرويج أصيبت بالكورونا!!
    الأمطار ليل نهار, والبرودة تدخل بالعظم وكأننا بالشتاء!!! درجة الحرارة العليا 13 درجة مئوية!!!!
    الزميل العزيز علي قال بالأمس بتعليقاته على مقال الدكتورة إبتهال: هرمنا! وأنا أقول: غرقنا!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول علي:

    أين هي دمشق؟ ماذا تبقى منها بعد البراميل المتفجرة والفانتوم الصهيوني،و الميج الروسي، ولبيك ياحسين؟ أين دمشق الحضارة التي صنعها الأمويون مع كل سلبياتهم في الحكم والإدارة، أين هي دمشق الحديثة بأدبائها وعلمائها، والأصدقاء الراحل عبد السلام العجيلي، وفاضل السباعي -أطال الله عمره، والراحل الظريف شريف الراس، وغيرهم عشرات من الذين صمتوا في الوطن المهجور، أو تشتتوا في المنافي إشباعا لطائفية السفاح الكبير والسفاح الصغير.. كان حلما أن أزور دمشق وحلب وحماة والرقة وغيرها.. ولكن أني لي ذلك والسفاح الصغير يعلن (المقاومة والممانعة؟)، ورحلة العمر توشك أن تصل إلى خط النهاية؟سلاما دمشق (وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق) آه يا دمشق.. دمشق.. دمشق..

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      آه ياأخي علي! أنت تشعرني بالآلم الشديد وكاني مريض في الفراش يؤلمني جراحي وبلادواء وبلاطبيب.

    2. يقول علي:

      معذرة أيها الأخ الكريم، فأنيني في وطني يجعلني أشعر بألم أشقائي في عاصمة العالم الإسلامي التي حولها المجرمون إلى ركام. سوف تشرق الشمس في يوم ما بإذنه تعالى على دمشق التي هابها الشرق والغرب في زمن ما.

    3. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      شكراً أخي علي ذكرتني بفارس الخوري, وكلهم رحلوا وستشرق الشمس من جديد إن شاء الله وسنصبر كما صبر أيوب عليه السلام, لنا الله ومالنا غيرك ياالله.

  5. يقول نجم الدراجي - العراق:

    يبدو أننا حين نكتب نمارس بوح المشاعر ، وتتشابك حروفنا مع انغام موسيقى تأتلف مع احاسيسنا .. حزينة أناملنا حين تكتب وحين تعزف ، وحين تعترف ، حزينة هي رقصاتنا العارية ..
    الحزن الذي أعرفه قديم جداً ، وقد طالعته في تهويدة الام السومرية زوجة الملك شولكي ، وهي أميرة من الساحل السوري تترنم بعبارات من أجل طفلها المريض كي يشفى وينام ..
    عبثاً نحاول اخفاء الحزن العميق ، الحزن ياسيدتي النبيلة يحتاج الى مزيد من التعارف مع الاعماق ، وربما ادعي بانني نجحت في متابعة الكثير من احزانك ، وقد لمستها في ادبياتك ، وحتى في بعض أماكن وشخوص رواياتك ، وحاولت العثور على مقهى ( الماي فير ) في بيروت لكنه تلاشى للاسف ، وسكنت في فندق ( ماي فلاور ) في شارع الحمرا ، وكان شبحك يطوف في اروقة الفندق ،وتذكرت حزنك في لحظات حرب الفنادق ، وأعتقد الى حد ما بانني التقيت باحد شخوص رواية سهرة تنكرية ، ورافقت أغلب احزانك ، وقد تمثلت امامي في شخوص الرواية .
    تحياتي
    نجم الدراجي – بغداد

  6. يقول عمرو - سلطنة عمان:

    التحية والحب لأصدقائي رواد صالون السيدة غادة وإلى سيدة الصالون..
    يسألونني دائما عن سبب حبي لدمشق ويعتقد البعض أن من يحمل هذه المشاعر لابد أنه اكتسبها من حكاية عشق جعلته يرتوي من نهر بردى لكن الحقيقة ليست هناك سوى حكاية عشق واحدة وهي مع الحرف الذي عرفته منذ المراهقة عندما وجدت رواية بيروت ٧٥ بطبعتها الأولى في مكتبة العائلة وتوالت القراءات وخلق حنين في قلبي إلى تلك المدينة التي أصبحت مدينتي وأزورها كل ليلة في أحلامي بين أزقة دمشق القديمة وحديقة السبكي ومقهى الهافانا وحارس الشام “قاسيون” وعبارة اذكريني دائما التي نحتها عاشق ما ( لعل أسم العاشق كان : دمشق ) كما قالت ياسمينة في رواية “بيروت ٧٥” مضيفه (لكنها ستنسى).
    لكن دمشق التي في أحلامي لا تنسى أبناءها مهما تشاجرت معهم تفرح لنجاحهم ونسبهم إليها وهم بقدر ما لعنوها في العلن كتبوا فيها غزلا بالخفاء هناك سر يربط الجميع بهذه المدينة فلا راحة فيها ولا راحة بالبعد عنها.

  7. يقول أفانين كبة - كندا:

    شكرك سيدتي الفاضلة على تواصلك مع القراء الذي يقربك الينا أكثر . واشكرك على مشاركتنا ذكرياتك الجميلة النادرة واستحضار الماضي ، فاللذكريات أرواح ، هي أيضا تشتاق وتحن الى أصحابها وتعود الينا كالطيور المهاجرة التي تعود الى أوكارها.
    بالتأكيد أن كورونا قد غير طريقة تفكيرنا ونظرتنا للحياة وأعطانا دروسا كثيرة . فمن خلال تبادل الكلام مع الآخرين ، بدأ الأنسان ينتبه الى أساسيات الحياة والى النعم التي هي عنده و صار يقدرها وعدم التبطر فيها . وأخذ يلتفت الى الأمور التي كانت مهملة في حياته ويستثمر وقته فيها . أصبحت الناس تهتم بالأغذية الأساسية الصحية لتقوية جهاز المناعة . كذلك بدأت العوائل تقضي وقت أكثر في الحدائق العامة وممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء ، وأصبح الأهل يمضي أكثر وقت مع أولادهم و يمارس بعض الألعاب والهوايات معهم ، هذه كلها من الأولويات والتي كانت مهملة بسبب الحياة العصرية السريعة ، وكما قيل ،أن رُب ضارة نافعة !
    أفانين كبة – كندا

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      اسمحي لي بالتعليق أختي أفانيين على كلامك الجميل الذي لايقاوم في عذوبته.
      باسثناء الكمامة والعمل في البيت بدلاً من المكتبة الجامعية لم يتغير كثيراً عندي, الإنتباه إلى الصحة والرياضة, هذه أساسيات وهي طبيعية في الحياة عندي. لكن بالطبع فقدت هدوء المكتبة الجامعية وقضيت وقتاً أطول في البت مع ابنتي. أنا أعتقد أن الأمور تم تضخيمها في بعض الدول (ربما خوفا من سوء العاقبة), وتم الإستهتار بها في دول أخرى بلا مسؤولية, كما تم استغلالها سياسيا ببشاعة في بعض الدول. ولو كنا نمارس الحياة “الطبيعية” قبل الكورونا وتعاملنا بشكل مناسب مع الجائحة, لم شعرنا بقوة هذا التغيير في حياتنا. هكذا نحن البشر في سلوكنا!.

  8. يقول غسان ابراهيم:

    ان شاء الله هذا القلم يقطع ملايين الأميال وليس آلافها ،لان الكثيرين يتمتعون بهذه الرحلة الجميلة..

  9. يقول سوري:

    سيدتي الكريمة، وأصر: يا ست الشام
    كلماتك اطلقت دمعة حبيسة منذ تركت شامنا الحبيبة، كلماتك الرقيقة يا سيدتي تذكرني بصبا بردى، وكل تلك الامكنة التي ذكرتها وعشناها، عشقا ومراهقة، اثرت في الشجن، اشكرك يا سيدتي لكل هذه الكلمات التي نفذت إلى اعماقي.
    لك ولكل احبائي المعلقين اجمل تحية

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      ودمع لايكفف يادمشق!
      أليس من أكبر المأسي أن يكون المستعمر والحاكم في بوتقة واحدة.

    2. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      أخي سوري, فقدت عنوانك البريدي هل تكتب لي من فضلك, عنواني
      okullie-ate-googlemail.com
      بالمناسبة, الجمبع يمكنه التواصل معي. والشكر الجزيل للقدس العربي التي تسمح لنا بهذا التواصل.

  10. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    صباح الخير ياسيدتي, أشعر وكأنك تكتبين الكلمات الأولى في حياتك الأدبية لاأعرف هذا هو شعوري! تعيديننا دائماً إلى شبابك وكأنما هو الحاضر, وتخبريننا كيف يطوي الإنسان محور الزمن, كم هي! رائع.
    أعذاري التي اقدمها دائماً أني قارئ رديء للأدب وكاتب رديء ولايمكن أن يكون البعد بيننا أكثرمن ذلك, ورغم ذلك يجمعنا هذا اللقاء معك بالأصدقاء والرواد وكأننا أبناء حارة واحدة مع الذكريات والأحلام والأمال الآلام. الأحزان لم تعد كذلك لأننا تعودنا عليها, والقدس ودمشق وبيروت وبغداد ومصر واليمن وتطون … كلنا معاً في سفينة مُبحرة في بحر هائج وربما أكثر مايؤلمنا أننا لانعرف مصرينا, نتمسك فقط بالأمل الذي لن نفقده أبداً.
    هل قرأت كلام مريم مشتاوي قبل أيام آه يا بيروت ماذا فعلوا بك؟ كم آه نقول في زمن الآه. أو كلام الطاهر الطويل البارحة عن مصر قلب العالم العربي الذي ينبض بالأم, أو شاهدت في سيداتي سادتي الفرق بين الضم والقضم في زمن الضيم والكورونا الكوفيد١٩. حفظ الله عيونك وقلمك الذي ينبض بالحياة.
    مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية