سرني أن التعقيبات كلها على مقالي «أنت أسود: سأعذبك» كانت إيجابية حقاً من وجهة نظري. نجم الدراجي كتب يقول: «رغم الحث على تحقيق المساواة التي نادت بها الأديان السماوية فلا يعمل به إلا إذا تقاطع أو اختلف مع المصالح والشخصيات الفئوية.. أعتقد أن الخلاص يبدأ من أعماق الإنسان ثم تتحقق بعد ذلك العدالة الاجتماعية وتنمو فرص المساواة».
أفانين كبة: «أجيال جديدة
كتبت أفانين كبة قائلة إن العنصرية والطائفية موجودتان في كل مكان.. ولكنهما أصبحتا أقل بكثير مما كانتا عليه في السابق في أمريكا. فذوو البشرة السوداء أصبحت لهم وظائف مهمة وحققوا نجاحات.. ووصلوا إلى الشهرة والثراء.. ولكن مع هذا فقد لا تختفي العنصرية نهائياً وسوف تحتاج إلى أجيال جديدة واعية لها عمق في نظرتها للإنسانية».
لون عظامي كلون عظامك
حين يموت الأبيض ويدفن ومع الزمن لا يبقى منه في قبره إلا بعض عظامه. وحين يموت الأسود أيضاً ويدفن لا يبقى إلا بعض عظامه، لا بد من الاعتراف: أن عظام الرجل (المرأة) الأسود لها بالضبط لون عظام الأبيض، والإنسان أسود البشرة لا تختلف عظامه بعد الموت عن عظام (الأبيض).
هذه هي الحقيقة التي تقف إلى جانب وجهة نظري وهي أن لون الإنسان قشرة: أبيض/أسود لا فرق. واضطهاد الأسود من قبل (البيض) حماقة وأذى عليه الاعتذار عنها بعد مرور قرون على ذلك والاعتذار عملياً أي إذا جاءك من يريد العمل معك تستطيع أن تبحث في كل شيء معه وتنسى أنك أبيض وهو أسود.
«سوري» يتقن الاختيار
يكتب الأخ «سوري» أنه معجب بقول عنترة بن شداد «إن أنا أسود فالمسك لوني. ويعلق قائلاً: هذا يعني أن العرب كانوا عنصريين ضد السود. ويضيف: لقد عشت فترة في بعض الدول الإفريقية وكنت أتعجب لأن الأفارقة يفوقون أي عرق آخر بلطفهم وتعاملهم مع البيض وقد غدرهم البيض وساقوهم بالأغلال إلى أمريكا بالملايين وهناك عملوا بالسخرة مدى الحياة».
ومن وجهة نظري لن ننسى طريقة تعامل الأمريكي الأبيض مع «الهنود الحمر» كما كان يدعوهم! كعرب نحن أيضاً مذنبون بالعنصرية!
«العبيد أنجاس مناكيد!»
تذكرنا «سنتيك/اليونان» بشاعر مسلم من أهم شعراء العرب (وصف السود بالعبيد) وبأنهم «أنجاس مناكيد» وأنا أستنكر ذلك بل أستنكر بيت الشعر بأكمله ويقول: «لا تشتر العبد إلا والعصا معه/إن العبيد لأنجاس مناكيد».
ولطالما استفزني هذا الكلام إذا لم أجد فيه شعراً بل اعتداء على أصحاب البشرة السوداء، وثمة من يعتقد مثله أن السود كذلك ولذا ينصحك بشراء العصا معه (أي كان يمكن شراء الأسود كعبد وضربه بالعصا أيضاً.. وذلك أمر مخز لمن لم يكن أسود البشرة أو للبيض مثل سنتيك (على الأرجح) ومثلي!
انقلاب السحر على الساحر
يكتب محيي الدين علي رزق أن كل ما يقال عن العنصرية هو من تشجيع الحكومات الغربية وأمريكا.. ولكنني أتذكر رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية أوباما الذي كان أسود اللون كما زوجته..
أي أن الحرب ما تزال تدور بين الذين يحترمون الآخر أياً كان لونه وكما كتب الأستاذ محيي الدين: «كل الذين يتكلمون عن المساواة بين الأبيض والأسود هو حبر على ورق».
أسامة كلية: جمال الأسود
يلفتنا إلى أهمية تعويد الناس على احترام مواهب الآخرين، الإنسان بشخصه لا بانتمائه أياً كان الفكري التنويري هو ما يساعدنا على التطور والتقدم ونستطيع بإرادتنا الطيبة (مهما كانت العوامل المقيتة) أن نجعل حياتنا أكثر رقياً وإنسانية.. ويقول إنه يمكننا أن نرى جمال اللون الأسود بدلاً من النظرة السوداء إليه وبدلاً من المآسي التي نتخبط فيها.
وتحية مني لأصحاب البشرة السوداء.
ربما ستربح أكثر من مليار دولار
إنه اليانصيب المدعو «ميغا مليونير» أي أن من تكون ورقته هي الرابحة يحصل على مليار دولار وعدة ملايين. أتمنى أن يفوز بالجائزة امرأة (أو رجل) من فئة سود البشرة. فقد شاهدت مؤخراً فيلماً فرنسياً عن موظف في البريد نصف بدين ويحاول مصادقة زملائه لكنهم لا يتجاوبون معه. ثم يربح الملايين في اليانصيب وفجأة يصير الجميع أصدقاء له ويكتشفون مزاياه ويحاولون استغلاله مالياً..
وأتمنى لأسود أو سوداء ربح ورقة اليانصيب الشهيرة «ميغا مليونير» ليعيدوا النظر في موقفهم من السود بصورة غير مباشرة حين يتوددون إليه فالأسود كالأبيض يمكن أن يكون إنساناً جيداً أو العكس حتى ولو لم يربح في اليانصيب.