لقادة إسرائيل: لا تكرروا “7 أكتوبر” على أهالي المخطوفين برفضكم “الصفقة” مع حماس

حجم الخط
0

 المحامي أوريئيل لين

ينشأ سؤال مركزي أمام زخم الجيش الإسرائيلي في أرجاء قطاع غزة: ما الوقت الذي نحتاجه لمواصلة الهجوم العسكري لمدينة غزة كي نحقق الأهداف النهائية التي حددها وزير الدفاع ورئيس الوزراء؛ أي تدمير حماس والقضاء على كل بناها التحتية القتالية؟ هناك من يقول إننا سنواصل الحرب دون توقف حتى لو تطلب الأمر أسابيع أخرى بل وحتى أشهراً. اعتقد أنهم مخطئون.

 نتفهم ونتماثل مع الرغبة والتصميم لإبادة منظمة القتلة التي تعمل على حدودنا، والتي تفوق بوحشيتها حتى “داعش”، والتي تمكنت على مدى العشرين سنة الأخيرة، أمام عدم اكتراث إسرائيل، من بناء قلعة الإرهاب الأقوى والأكثر ذكاء في العالم.

بعد أفعال الفظاعة التي ارتكبوها، ولدت رغبة شديدة ومفهومة للثأر منهم، والمس بهم قدر الإمكان وإبادتهم، للتكفير عن القصور الرهيب وعن إحساس انعدام الوسيلة الذي وقع علينا في 7 أكتوبر. من السهل جداً التماثل مع هذه الرغبة وافترض أننا جميعاً نتماثل معها، لكننا في نظرة أوسع، ملزمون بإدراك أن للقوة قيوداً. استمرار القتال في غزة دون نقطة نهاية محددة لن يكتب له الصمود.

إسرائيل، رغم عدالة الحرب، تدخل إلى مسار يؤدي بنا إلى عزلة عموم عالمية تقريباً، بالطبع باستثناء الدعم الذي نتلقاه من بضعة بلدان غربية. لكن حتى هذا الدعم يبقى محدوداً، وهذا يجد تعبيره في المطالب والتوجهات التي نتلقاها من الولايات المتحدة لهدنة إنسانية.

إن دعم الدول الصديقة رغم أنها تفهم أهمية تدمير حماس، يبقى محدوداً. إن قوى عالمية عظمى مثل روسيا والصين، تتعزز بمعارضتها لكفاحنا واستعدادها لتزويد العدو بوسائل قتالية كلما استمر الصراع. لا يمكننا الاستخفاف بها. ونشهد كل يوم ألماً عميقاً بسقوط مزيد من الجنود.

ثمة من يدعون، وعلى رأسهم وزير الدفاع ورئيس الوزراء، بأننا لن نكون مستعدين حتى لهدنة إنسانية قبل أن تحرر حماس كل المخطوفين. أما انا فلست واثقاً من أن استمرار الصراع سيفضي إلى تحرير المخطوفين. لدينا اليوم وفرة من الخبراء الذين يفهمون حماس جيداً بعد 7 أكتوبر. لم يكن لدينا قبل ذلك خبراء فهموا نوايا حماس واستعدادها لهجومها الكبير.

والحقيقة أننا علّمنا حماس ما هو ضعفنا الوطني. بدأ هذا بصفقة جبريل التي قادها اريئيل شارون وتواصل مع صفقة شاليط التي أقرها بنيامين نتنياهو.

 رغم أهداف الحرب المعلنة، نملك اليوم واجباً أسمى تجاه العائلات الإسرائيلية التي تحتجز حماس أبناءها. هذا الواجب الأسمى ينبع من أننا تركنا أمنهم الشخصي، انطلاقاً من الغباء والغرور لمصيرهم.

يبدو لي أن إسرائيل ستشير بعد بضعة أيام إلى إنجازات عسكرية عظيمة المعنى في الحرب ضد حماس. علينا في هذه المرحلة أن نتوقف ونعمل بحكمة؛ أن نثبت خطوة على دوافع إنسانية، وأن نوافق على هدنة إنسانية كما تقترح الولايات المتحدة، ونستثمر مقدرات أكثر وقوات وجهودا في الإعلام الخارجي، ونبذل محاولة حقيقية لتحرير المخطوفين حتى بثمن باهظ.

يجب أن يتم هذا ضمن حدود زمنية. حماس تفهم جيداً أن المخطوفين هم السلاح الأقوى الذي في أيديها، وبالتأكيد لن ترغب في الوصول إلى وضع تحرر فيه المخطوفين، يسهل علينا إبادتها. بل ترغب في تلقي مقابل حقيقي. لكنها محاولة علينا القيام بها لأن واجبنا تجاه عائلات المخطوفين هو الهدف الأسمى الآن. وبالطبع، ثمة أسباب أخرى لوقف القتال كما فصلنا سابقاً. لقد وصلنا إلى مرحلة علينا أن نفكر فيها جيداً بثمن استمرار القتال في غزة.

هذه هي معضلة إسرائيل المركزية؛ أنه أمام ثمن استمرار القتال يجب الأخذ بالحسبان ثمن عدم الاستمرار في القتال.

علينا أن نتوقف ونفكر، وآمل أن يعرف “كابينت الطوارئ” كيف يتوصل إلى الاستنتاج الصحيح.

 معاريف 12/11/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية