للإسرائيليين: نتنياهو ومن معه يريدونها حرباً دائمة.. ولا تهمهم دولة أو “مخطوفون”

حجم الخط
0

الثلاثاء الماضي تم تنظيم زيارة لنتنياهو إلى قاعدة “إليكيم”، التي تستخدم لتدريب القوات في الجبهة الشمالية. طلب من لواء الاحتياط “ألكسندروني” اختيار ممثلين عنه. وشملت الاستعدادات فحصاً مسبقاً لموقف المقاتلين من رئيس الحكومة. وقد اكتوى بنار اللقاء الأول (والأخير حتى هذا الأسبوع) مع جنود الاحتياط في مفترق “بيلو” بعد بضعة أيام من السبت الأسود.

الذين اختارهم “ألكسندروني” اجتازوا اختبارات شاملة في معسكر “اليكيم” من قبل وحدة حماية الشخصيات الهامة، بما في ذلك فحص إلكتروني وتفتيش جسدي. انتظروه ساعتين بدون سلاح (حسب طلب الشاباك).

أجرى نتنياهو محادثة قصيرة وموثقة مع بعض القادة، ثم وصل إلى الجنود، صور فيلم لدقيقتين شكل فيه الجنود ديكوراً ثم غادر. بالصدفة، المدهشة حقاً، كان الضابط المبتسم الذي ظهر في الفيلم بجانبه هو الرائد إلياهو كوهين، ابن عائلة فالك، التي استوطن الزوجان نتنياهو في بيتها بالقد، الشهر الماضي.

نتنياهو في حملة الآن، لكنها ليست حملة انتخابية؛ لأنه لا احتمال حقيقياً له بالفوز في الانتخابات. بالعكس، هذه حملة بقاء استهدفت منع إجراء الانتخابات وإطالة تمسكه بالحكم قدر الإمكان. في فيلم العلاقات العامة الذي تم تصويره في “إليكيم”، مثلما في كل ظهور له، فإنه كرر في بيانه وتغريدته هذا الأسبوع، رسالته الوحيدة وهي “لن نوقف القتال”.

بالنسبة له، يجب أن تستمر الحرب إلى الأبد. لذلك، لدهشة الأمريكيين وجهات أخرى تؤيد إسرائيل، لم يتم تحديد أهداف واضحة وواقعية لها، ولم تُبلور استراتيجية للانسحاب، ولم تتم مناقشة “اليوم التالي”.

كان نتنياهو أعلن بأن حماس لن تحكم غزة، ولا حتى السلطة الفلسطينية أو قوة دولية. وأعلن أيضاً بأن إسرائيل لن تستأنف الاستيطان في غزة (شكراً حقاً). والاستنتاج أن الكيان الوحيد الذي يمكنه بالنسبة له أن يدير القطاع والاهتمام بمليوني نسمة فيه هو الجيش الإسرائيلي. هذه الصورة اختفت عن عيون معظم الجمهور في إسرائيل.

تصريحات وزير الدفاع غالنت والقيادة العليا في الجيش باستمرار القتال مدة سنة، أمر يخدم نتنياهو، وهي في كل الحالات تحتاج إلى نقاش استراتيجي وجماهيري. يجب الاستيضاح إذا كانت إسرائيل مبنية لحرب تستمر طوال سنة. ما معنى هذا بالنسبة لمئات الآلاف في الاحتياط ولمن يخرجون في إجازات بدون راتب، وما تأثير ذلك على العاطلين عن العمل وعلى السوق والاقتصاد ومن تم إخلاؤهم من الجنوب والشمال. مرة أخرى، ما الهدف؟ ما هو التفسير العملي لـ “تدمير سلطة حماس” و”إزالة التهديد من قطاع غزة” وما هي خطط اليوم التالي. هكذا تتصرف الدول السليمة والعقلانية، وليس مثل التي اختطفت على يد عائلة هستيرية.

هناك أيضاً قضية القتلى؛ ففي قسم المتحدث بلسان الجيش يحرصون على عدم فصلهم عن الجنود والمجندات الذين قتلوا في المذبحة يوم السبت الأسود وفي معارك الصد والبطولة في 7 و8 تشرين الأول. وسائل الإعلام تتساوق مع ذلك. أجريت فحصاً: صحيح أنه حتى كتابة هذه السطور منذ 9 تشرين الأول، سقط في الجبهة الجنوبية والشمالية 101 من الجنود (بما في ذلك الجندية المخطوفة نوعا مرتسيانو التي قتلت وهي في أسر حماس). وقتل في الجنوب والشمال 77 جندياً منذ بداية العملية البرية، وهذا العدد الذي سيزداد يجب أن يوضع أيضاً أمام ناظري جميع الإسرائيليين دون صلة بموقفهم من أهمية العملية البرية والحاجة إلى استئنافها بعد استكمال صفقة المخطوفين المباركة.

استمرار الحرب يمنع استئناف محاكمة نتنياهو (الأمر الذي أصدره ياريف لفين يجمد عقد جلسات الإثبات) وتشكيل لجنة تحقيق رسمية وخروج غانتس وأصدقائه من الائتلاف الواسع والمستقر الذي شكلوه من أجله. الحرب تمنع استقالة متوقعة لكبار جهاز الأمن والتي ستبقيه مكشوفاً، وعودة جنود الاحتياط الى البيت وانضمام الكثيرين منهم إلى احتجاج ضخم لم تشاهد إسرائيل مثله. أدخلوا ذلك في عقولكم: ما دام الأمر متعلقاً بنتنياهو، فلن تنتهي هذه الحرب أبداً.

أوري مسغاف

هآرتس 23/11/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية