للإسرائيليين: هل تنتظرون الإعلام الإيراني يعنون صحفه بـ “اتركوهم يتفككون”؟

حجم الخط
0

في الوقت الذي ترى فيه دولة إسرائيل نفسها داخل الدوامة، وأصبح الانتباه الجماهيري متركزاً على الانقلاب القضائي والرفض والمظاهرات والانشقاق والشرخ، يتابع العالم الواسع وبخاصة أعداؤنا هذه الفوضى التي تمر علينا، بينما يصعب على الجميع أن يفهموا كيف ولماذا ولد هذا الانقلاب الغريب في إسرائيل الديمقراطية والمستقرة التي لم يتوقع عبقري واحد في العالم حدوثه قبل نصف سنة فقط.
نبأ متوقع في وسائل الإعلام الإيرانية مثل “إسرائيل ترى الظلام في نهاية النفق” قد يبدأ يومياً نشرة الأخبار ويصبح العنوان الرئيس. قد يحصل غداً، بعد غد، فيوقظ مستوى القلق في أوساط من يقرأونه وإن كان هذا لا يفترض أن يفاجئ أحداً هنا. نبأ كهذا لا يزال خيالياً حتى كتابة هذه السطور، وربما يحدث في كل لحظة وينشر في الإعلام العالمي وبخاصة في إعلام العالم العربي.
حينئذ، يصرخ رئيس جهاز الاستخبارات الإيراني: “ترى إسرائيل الظلم في نهاية النفق”، وفي العنوان الفرعي – “حكومة نتنياهو اليمينية ستفكك إسرائيل”. تظهر صورة اجتماع قيادة الحكم وهيئة الأركان الإيرانية تحت هذا العنوان، بينما تبرز على طاولة المباحثات صورة صحف إسرائيل: “معاريف”، “إسرائيل اليوم”، “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت” وكأنهم يفسرون من أين يأتي العنوان.
في سياق النبأ، كتب: “اجتمعت قيادة النظام الإيراني للبحث في الفوضى الناشئة عن دولة الصهاينة، وأثر ذلك على صراع إيران وحلفائها ضد العدو الصهيوني. بدأ الجلسة رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حسين بكري، بقوله: “اسمحوا لي أن أبدأ هذه الجلسة المهمة مع آية من توراة أعدائنا الصهاينة، من أقوال نبيهم عاموس الذي قال “والعاقل في هذا الوقت يصمت”. وفي ترجمة بسيطة، هذا وقتنا للبقاء في الظل، وإن كان يمكن أن ينشأ وضع لأجل التخلص من الفوضى، تبادر حكومة نتنياهو إلى خطوة عسكرية، في لبنان أو في غزة.
“علينا أن نسخن الحدود هذه الأيام، وننفذ أعمالاً ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في العالم. كل عملية، وكل تسخين حدود من ناحيتنا، يمكن أن يجمع الشظايا التي نشأت في دولة الصهاينة. الأصح أن ندعهم الآن ينضجون في مرقهم، فهم يفعلون هذا على نحو ممتاز من دوننا”.
بعد ذلك، نسمع استعراضاً استخبارياً من رئيس جهاز الاستخبارات الإيراني عما يجري في دولة الصهاينة. وعلى حد قوله، “يتبين أن أعداءنا الصهاينة هم أفضل الأعداء لأنفسهم. في غضون بضعة أشهر نجحت حكومة اليمين لنتنياهو أن تفعل ما لم تنجح الجيوش العربية والفلسطينيون في فعله في كل الحروب والصراعات على مدى 75 سنة. هذا على مدى الـ 30 أسبوعاً التي تجري فيها الاحتجاجات هناك والمظاهرات التي تشوش حياة الصهاينة، وحكومة نتنياهو اليمينية ستفكك دولة اليهود.
“البشرى الأفضل لنا هي أن هذا الانقلاب خلق ظواهر رفض للخدمة والتطوع من أفضل طياريهم، أفضل القادة، من ذوي الوظائف الأكثر حساسية في مجال الاستخبارات والسايبر. يظهر من المعطيات التي بين أيدينا ضرر شديد في رأس حربة القوة الأمنية الصهيونية.
“من المهم أن نضيف بأني أرى ميل الرفض يتسع أيضاً إلى الوحدات الميدانية وإلى الوحدات المختارة مثل “سييرت متكال” خاصتهم. دولة الصهاينة تضعف وتتفكك يوماً بعد يوم، حين تضر المظاهرات بالاقتصاد وبالمجتمع وبحياة الصهاينة، الذين يبدون في هذا الانقلاب مثلما ادعينا دوماً بأن هذا ليس شعباً واحداً حقيقياً وقوياً، بل جمع قبائلي اتحدوا لهدف واحد – سلب وطرد الفلسطينيين من ديارهم وحقولهم.
وفي سياق النقاش، أضاف نائب وزير الدفاع الإيراني للشؤون الدولية: “بالفعل، الصورة الواردة أن النظام الصهيوني في انهيار، واقع كفيل بأن يقسم دولة الصهاينة إلى دولتين، إلى شيء يشبه كوريا الجنوبية والشمالية. حكومة اليمين التي قامت في دولة الصهاينة قبل نحو نصف سنة هي الهدية الأفضل التي نحصل عليها.
“نعرف جيداً بأن الصهاينة خططوا واستعدوا غير مرة للإضرار بصناعتنا النووية، لكن يتبين أن الله أراد شيئاً آخر. الفوضى الناشئة هناك ستفككهم بشكل كبير. لقد بات هذا واضحاً. فلئن كانت إسرائيل منذ زمن غير بعيد هي الرواق إلى البيت الأبيض لكل زعيم ودولة، فإن نتنياهو اليوم يستجدي دعوة ويتسول على الأبواب. كما أسلفنا، ينبغي الحفاظ على ضبط النفس والهدوء كي ندع حكومة نتنياهو تقوم بالعمل نيابة عنا”.
افرايم غانور
معاريف 19/7/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية