للعالم: لليهود “إرهاب منظم” تقوده دولة أبرتهايد

حجم الخط
0

بعد سنوات من التنكر، بدأت الظاهرة تتسع في إسرائيل والعالم بوجود إرهاب يهودي، بل ووجود إرهابيين يهود. أما الآن فباتوا متأكدين من وجود منظمات إرهابية يهودية منظمة.

ليس هناك ما نعلم به “الشاباك” بوجود الإرهاب اليهودي، فحتى قبل عملية القتل التي نفذها المستوطنون في قرية برقة يوم الجمعة، وعملية الثأر التي جاءت أعقبتها أول أمس في تل أبيب، حذر رئيس “الشاباك” روني بار، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن الإرهاب اليهودي يشعل إرهاباً فلسطينياً؛ وقال رئيس الأركان هرتسي هليفي أموراً مشابهة هو أيضاً، وخرج وزير الدفاع يوآف غالنت للدفاع عن بار بعد هجمة الشتائم التي تلقاها. وقال غانتس أيضاً إن “إرهاباً قومياً يهودياً خطيراً يتطور أمامنا”، وشجبت وزارة الخارجية الأمريكية القتل الذي نفذه المستوطنون في قرية برقة، وأفادت بأن الحديث يدور عن “عملية إرهاب نفذها مستوطنون إسرائيليون متطرفون”.

هذا الشجب جدير ومهم، وبالفعل ينبغي أن تسمى الأمور بأسمائها. غير أن الحديث لا يدور فقط عن فكرة مبسطة (إرهاب يهودي)، وعن منفذي عمليات يهود أو “فتيان تلال” ضائعين يبحثون عن “الترويح عن أنفسهم وتبديد سأمهم عن طريق التنكيل بفلسطينيين لا يملكون الوسيلة، بل إنهم إرهابيون يهود يعملون في إطار سياق واسع، راسخ، متعدد الأذرع ومنظم.

مثلما هناك إرهابيون يهود، ثمة منظمات إرهاب يهودية وأعشاش إرهاب في “المناطق” [الضفة الغربية]. وكما هو متبع في كل منظمة إرهابية راسخة، هي أيضاً لها “ذراع سياسي”. ممثلو هذا الذراع يساندون الإرهابيين، ويوفرون مظلة حماية قانونية، ويهتمون بالميزانيات بتوسيع الصفوف، وبنشر الأيديولوجيا التي يكافحون باسمها، “يسوون” الأراضي التي يسلبونها ويشرعون في صالحهم.

ليس صدفة أن الناطق السابق بلسان النائبة ليمور سون هار ميلخ، اليشع يراد، هو أحد المعتقلين للاشتباه بقتل قصي معطان. للدقة، من المفضل القول إن سون هار ميلخ هي الناطقة بلسان يراد. هذا ينفذ وهذه تتحدث. وليس صدفة أن الكهاني إيتمار بن غفير – الرجل الذي رفعت ضده عشرات لوائح الاتهام، وأدين ثماني مرات، بما في ذلك دعم منظمة إرهاب وتحريض على العنصرية – هو وزير الأمن القومي. بن غفير دافع أمس عن المشبوهين، وقال إن “من يحمي نفسه من رشق الحجارة، يجب أن يحصل على وسام”؛ وليس صدفة أن رئيس قيادته هو حنمال دورفمن، فتى تلال وهدف استراتيجي لـ “الشاباك”. وليس صدفة أن بتسلئيل سموتريتش هو وزير في وزارة الدفاع، وتسلّم السيطرة على الإدارة المدنية.

في دولة سليمة، كان النظام سيعلن عن أن التنظيم الإجرامي في “المناطق”، بكل مساعديه، هو منظمة إرهاب وتعالج كما يجدر بها. لكن في إسرائيل نتنياهو، بات الإرهابيون محميين من مساعديهم في الكنيست، بل إن بعضهم يجلسون حتى في وزارات مسؤولة عن أمن الدولة.

أسرة التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية