للمرة الثانية خلال شهر.. أردوغان يبدد مجدداً التكهنات حول تراجع وضعه الصحي بلعب كرة السلة- (فيديوهات)

حجم الخط
2

أنقرة – “القدس العربي”:

عمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً، الجمعة، إلى تبديد الشائعات المتزايدة حول تراجع وضعه الصحي بلعب كرة السلة مع شبان أتراك خلال افتتاحه حديقة عامة في إسطنبول، وذلك للمرة الثانية خلال شهر لمواجهة خطاب المعارضة الجديد الذي يحاول التشكيك بقدرة أردوغان صحياً على القيام بفترة رئاسية جديدة في الانتخابات المقبلة المقررة منتصف عام 2023 وتضغط المعارضة لإجرائها بشكل مبكر.

والجمعة، شارك أردوغان في مراسم افتتاح مسجد “حاجي نصرت” في إسطنبول، وأدى صلاة الجمعة هناك قبل أن يتوجه إلى منطقة عمرانية لافتتاح حديقة عامة “حديقة الأمة”، وخلال تجوله في الحديقة التي ضمت ملاعب رياضية مختلفة انضم إلى مجموعة من الشبان والشابات ولعب معهم لدقائق كرة السلة بصحبة المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن.

ونشر مساعدو الرئيس ووسائل الإعلام الرسمية المشاهد على نطاق واسع في خطوة يعتقد أنها جاءت للرد على الإشاعات التي انتشرت على نطاق واسع خلال اليومين الأخيرين حول الوضع الصحي للرئيس التركي، حيث ظهر أردوغان في حالة صحية جيدة وتمكن من تسجيل هدف.

وعاد النقاش مجدداً وبقوة حول الوضع الصحي للرئيس التركي عقب انتشار مقطع فيديو ظهر فيه مرهقاً ويسير بصعوبة، ورغم مشاركة أردوغان بقوة في قمة العشرين وإجرائه أكثر من 10 لقاءات مع زعماء دول مختلفة على هامش القمة، إلا أنه ألغى مشاركته في قمة المناخ بغلاسكو بسبب ما قال إنه خلاف على البروتوكول الأمني إلا أن وسائل إعلام تركية أرجعت ذلك لتراجع الوضع الصحي للرئيس لا سيما أنه ألغى كلمة كانت مقررة له في البرلمان بالذكرى الـ18 لوصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة.

والأربعاء، انتشر وسم على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن وفاة أردوغان وهو ما نفته الرئاسة التركية بشكل غير مباشر بنشر مقاطع مصورة تظهر وصول الرئيس من إسطنبول إلى أنقرة قبل أن يعود أردوغان للظهور في عدد من الفعاليات الرسمية والشعبية، حيث تداول أنصار الحزب الحاكم المقاطع على نطاق واسع.

وعقب ذلك، شرعت المديرية العامة للأمن بملاحقات قضائية بحق قرابة ثلاثين شخصاً بتهمة “نشر رسائل كاذبة ولا أساس لها من الصحة” تتعلق بالوضع الصحي للرئيس، وأوضح بيان مديرية الأمن أن إجراءات قضائية ستتواصل بحق الموقوفين.

وفي واقعة مشابهة بداية الشهر الماضي، نشر أردوغان مقطع فيديو طويلا لمباراة كرة سلة جمعته مع عدد من الوزراء وكبار مستشاري الرئاسة وظهر فيها الرئيس التركي وهو يركض ويسجل أهدافاً ويلعب بحيوية واضحة، وأرفق الفيديو بعبارة: “الرياضة مهمة جداً جداً للصحة، أنا أيضاً أحرص على ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً، في الحركة بركة”.

ونشر هذا المقطع بهذه الطريقة والتسلسل والعمل الإعلامي المنظم، فهم منه على أنه يهدف من خلاله الرئيس ودائرته الإعلامية إلى إيصال رسالة بطريقة غير مباشرة وتفيد بأن الرئيس ما زال يتمتع بكامل صحته ولياقته وقدراته البدنية وذلك للرد على الأنباء التي تشكك بوضعه الصحي والتي تزايدت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.

وسبق ذلك، قيام الرئيس التركي بالمشاركة في عدد من الأمسيات الشبابية واللقاءات الشعرية الشبابية في عدد من الولايات التركية والتي أخذت طابعاً ودياً بعيداً عن البرتوكول الرسمي وتخللها مشاركة أردوغان في إلقاء شعر وترديد أغان والدخول في نقاشات غير رسمية مع الشباب تتعلق بحبه للشعر والغناء، ورداً على سؤال حول ما إن كان يكتب الشعر لزوجته أمينة أردوغان، قال أردوغان: “أحب قراءة الشعر ولا أكتبه، لم أكتب لها، لكننا نعيش حياة مثل الشعر”.

وأردوغان بدأ حياته السياسية منذ نحو 30 عاماً، حيث تولى رئاسة بلدية إسطنبول منذ عام 1994 وصولاً لتوليه منصب رئاسة الوزراء عام 2003 عقب فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مريحة في البرلمان التركي، قبل أن يتولى منصب الرئاسة عام 2014 ويعزز صلاحياته في المنصب عام 2018 بعد تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، ويسعى بقوة للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف عام 2023.

وأردوغان من مواليد فبراير 1954 ويبلغ من العمر 67 عاماً، مارس الرياضة في شبابه بنادي “قاسم باشا” بإسطنبول، ومارس الحياة السياسية الديناميكية في تركيا بقوة طوال السنوات الماضية، ولم يعلن سابقاً أنه يعاني من أمراض معينة كما لم يعلن سابقاً بشكل ملحوظ دخوله المشفى، حيث تعتبر الحياة السياسية التركية نشطة واعتيد على أردوغان الظهور يومياً في فعاليات مختلفة وأحياناً يظهر أمام الكاميرات يومياً عدة مرات في لقاءات رسمية وفعاليات حزبية واجتماعية مختلفة، ولم يسبق أن ابتعد عن الإعلام لأكثر من أيام قليلة جداً.

لكن الأشهر الأخيرة شهدت بعض المواقف التي رأت فيها المعارضة دليلاً على أن الوضع الصحي لأردوغان قد تراجع ومنها مشاهد تظهر أردوغان يتكأ على أحد مرافقيه للنزول عن منصة فعالية رسمية كان يشارك بها ومشاهد أخرى وصفها البعض بأنه كان يتكئ فيها على زوجته أمينة ويسير ببطء، ومشهد آخر فسره البعض على أن الرئيس غالبه النوم لثوان خلال لقاء تلفزيوني، وهو ما نفاه مقربون من الرئيس واعتبروه مجرد “تلاعب تقني”.

المعارضة التركية استندت إلى هذه المواقف وغيرها من تحليلات طبية وما تقول إنها تسريبات معلوماتية للقول إن الرئيس يعاني من تراجع في وضعه الصحي وأنه لم يعد قادراً على ممارسة أنشطته السياسية كما السابق، وتسعى لإيصال رسالة للناخبين أن أردوغان لن يكون قادراً على القيام بفترة رئاسية جديدة بعد الانتخابات المقبلة، فيما تعمل الرئاسة والحزب الحاكم على الدوام لنفي هذه الأنباء.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شروق مغربي:

    الرئيس ارذوغان مصاب بمرض السكر من الدرجة الثانية ويبدو أنه مستفحل به وبدأ التاثير على حيويته العامة ، خاصة ساقيه.لهذا يبدو بمشية البطريق المتمايلة.سبحان الله كل إنسان يمرض.ومعيب على المعارضة استغلال مرض الرئيس لمنافسته منافسة غير شريفة.إن المنافسة السياسية تكون على البرنامج الانتخابي لا على المرض الشخصي.

  2. يقول شروق مغربي:

    الرئيس اردوغان مصاب بمرض السكر من الدرجة الثانية ويبدو أنه مستفحل به وبدأ التاثير على حيويته العامة ، خاصة ساقيه.لهذا يبدو بمشية البطريق المتمايلة.سبحان الله كل إنسان يمرض.ومعيب على المعارضة استغلال مرض الرئيس لمنافسته منافسة غير شريفة.إن المنافسة السياسية تكون على البرنامج الانتخابي لا على المرض الشخصي.

إشترك في قائمتنا البريدية