إشارة المرور حمراء:
« الفرصةُ مواتيةٌ» يقولُ فان كوخ بينما يحثُّ خطواته في الممشى المخصّص للشّاحنات، فهو كثير!
ولوحاتهُ تتوضَّعُ بين يديه كذروة جبل
فتحجب عنه الوجهة المقابلة
لذلك أعتقد بأنّك ستجده مبعثراً كالنّمش
كلّما /انتظرت/
طقوس التّحوّلات والإشارات.
يعبرُ من الضّفّة الزّرقاء إلى زهور عبّاد الشّمس
دون أن
يصلَ
أصلَ
إلى جهات أخرى!
إشارة المرور خضراء:
لم تكن لعبتي المفضّلة سكّة القطار
لكنّني حصلت عليها مراراً في أعياد ميلادي
وسعدتُ بها؛ فتكرار ظهور نجمة لليلتين متواليتين من حسن الطالع!
ثمّة شيء واحد ينقصُها:
الضّوء؛ تلك الرّوح الّتي تومض لنتجاوز المحطّة إلى أخرى
أذكرُ دون الحاجة إلى سماع الصّافرات كم افترشتُ أرض عزلتي
لأمدّ سلسلة القاطرات، كما لو أنّها ثعبان الأمير الصّغير
ولا يهدأُ روعي الطّفولي حتّى أشدّ مفاصل السّكك؛
لئلا تضيع في الرّحلة بعض أجزاء الحكاية!
يبدو من الحزن بمكان ألّا متسع لاستقلال الحلم
ريثما يتحرّك الوقت /هنا/!
إشارة المرور صفراء:
أتهيأ لمراقبة هجرة الطّيور؛ فأنا أحبّ اندلاع رحيلها في السّماء
رغم أنّها لا تلتفت إليّ رغم بكائي والتزامي بمواعيد وداعها كلّ عام!
ليس لطفاً منّي بعد هذا وصفُ هجرانها الصّارم بالجمال!
لكنّ الحقيقة تتجلّى:
إنّها تتفشّى أسراباً كبقع الزّيت!
لا يبدو التّشبيه موفّقاً لولا أنّه في قلبي
شجرُ زيتون
وعرائسُ زعتر
وروحُ القطارات إذ يتقاطر منها الصّمت
فتتمكّنُ من أخذي
بكثرتي
وهشاشتي
/صوبَ ما ينتظر وصولي/
إشارة خارج النّص:
« دعينا نعبر»
يقولُ فان كوخ لي بينما أطوي المسافة بين /قصيدتين ولون/.
٭ شاعرة سورية