لماذا أعادت ايران طائرات صدام الى العراق؟

حجم الخط
32

مر قرار ايران اعادة الأسطول الحربي الجوي العراقي التي كان نظام الرئيس السابق صدام حسين قد سلمها لطهران ضمن ظروف اضطراب هائلة حجبت رؤية المعاني الخفية لهذه العملية، وجاءت العملية الرمزية لتسليم بعض الطائرات الحربية الروسية الى حكومة المالكي ليضيف الى دلالات هذا القرار ويوسعها.
في حساباته الاستراتيجية كان خوض صدام حربا دموية فظيعة ضد ايران بهدف ايقاف اجتياح المشروع الثوري الإيراني للمنطقة العربية، ومع تغير الظروف السياسية والعسكرية وتأكد استهداف أمريكا اسقاط النظام العراقي، لم تمنع بحار الدم التي ارتفعت بين البلدين الجارين من تسليم سلاحه الجوي لعدوته اللدودة طهران مفترضا أن ما يجمع بين العراق وايران ضد العدو الخارجي أكبر من عدائهما القومي والمذهبي والأيديولوجي.
كيف نقرأ اذن امتناع طهران عن تسليم هذه الترسانة الجوية الكبيرة الى نوري المالكي، الذي كان يدين بمنصبه كل هذه السنوات الى ايران بالدرجة الأولى، وهل كانت علاقتها بالموالين العراقيين لها علاقة تحالف أم علاقة استخدام واستغلال فحسب؟
اعادة ايران لسلاح العراق الجوي حين أصبح هذا السلاح مطلوباً في صراع سني شيعي مكشوف يدل على اختلاف كبير في رؤية ايران للأولويات الاستراتيجية التي افترضها صدام حسين التي اعتبرت ان ما يجمع بين العرب والايرانيين قوميا واسلاميا أكبر مما يجمعهم مع الأمريكيين، وأن الصراع بين العراقيين والإيرانيين هو صراع حدود، وأن هناك صراعاً وجودياً يجمعهم ضد الأمريكيين.
لكن تسليم الطائرات الحربية في هذا الوقت يدل على أولويات ايرانية مختلفة، فنفوذ طهران الإقليمي الكبير ما كان ليتوطد لولا تحالفها الموضوعي مع الأمريكيين، وهو تحالف تضع الدول الكبرى النقاط على حروفه حالياً بحيث تحلّ الإشكالية النووية الإيرانية مع الغرب في مصالحة او مقايضة كبرى لاستمرار نفوذها الكبير في المنطقة العربية.
هجوم الفصائل السنية المسلحة على الموصل خلط الأوراق من جديد فرغم العداء الوجودي بين الأمريكيين و»داعش» فإن هجوم الأخيرة مع الأطراف السنّية الأخرى فتح ثغرة كبيرة في المخطط الإيراني للهيمنة على المنطقة وأضعف فكرة المقايضة التي تجمع النووي والمشروع الجغرافي السياسي الإيرانيين كحزمة واحدة، وكانت اعادة الطائرات المرتهنة الى بغداد ثم الحركة الرمزية الروسية بعدها تعبيرا عن خلط الأوراق هذا ورد فعل على تلكؤ الولايات المتحدة الامريكية في تقديم غطاء جوي لـ «الميليشيات الشيعية» على حد تعبير أحد جنرالات امريكا السابقين في العراق.
الأكيد ان صدام حسين ما كان ليتصور ان سلاحه الجوي سيعود للاستخدام في صراع طائفي ضد الشعب العراقي لتهديم ما تبقى من نسيج بلد كان يحمي ظهر العرب الى ان تآمر عليهم من حماهم وتركوه فريسة لأعدائه.

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول mohamed:

    ربما تموت الافاعي من سموم العقارب

  2. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.عنوان رأي القدس اليوم(لماذا أعادت ايران طائرات صدام الى العراق؟)ورد فيه الفقرة التالية(فنفوذ طهران الإقليمي الكبير ما كان ليتوطد لولا تحالفها الموضوعي مع الأمريكيين).واما اعادة الطائرات الى العراق فلا يختلف اثنان انها لزيادة فعالية آلة القتل الهمجي لميليشيات الدموية الايرانية ضد اهل السنة ،بعد ان بدأت الكفة تتوازن لحد ما بين هذه المجموعات الحاقدة وثوار اهل السنة من العشائر وحركات الجهاد السني مع بعض وحدات الجيش العراقي الذي حله بريمر بالتنسيق مع ملالي طهران وصفوييها
    المجتمع الدولي وعلى رأسه امريكا وروسيا وبقيادة صهيونية لن يسمح لاسلام محمد(ص) ان يعود للساحة العربية الاسلامية لان ذلك معناه حتما القضاء على النفوذ المعادي لدين الامة وتاريخها ومعناه الاعمق كذلك ارجاع الغزاة الصهاينة الى بلدانهم التي جلبهم منها الحقد الصهيوصليبي الاستعماري لاحتلال فلسطين وتشريد اهلها وتهويد ارضها ومقدسالتها.واكثر ما ارعب هؤلاء الاعداء هو حراك الربيع العربي والذي تصدره الاسلام الحق الواعي.وقامت الدنيا ولم تقعد لاجهاض هذا الحراك وقتله في مهده؛واستنسخت نظام مبارك(ذخر اسرائيل الاستراتيجي) في مصر بانقلاب السيسي على شرعية الصناديق؛وجندت لذلك عملاء الغرب واسرائيل ،من النخب الحاكمة والحركات التغريبية لدعمه والترويج له.واما القوة العسكرية التي تساهم اكثر في قتل حلم المسلمين بالوحدة والحرية واستقلال القرار فهي ايران وعبر مذهب الانحراف الشيعي وعبر الدعم السري والعلني لاقطاب البغي والعدوان الصهيوصليبي الحاقد.وستظل ايران بصفويتها وحقدها على العرب والمسلمين الخنجر المسموم في خاصرة الامة الى ان يأذن الله للمجاهدين بردعها ودحرها لداخل حدودها

  3. يقول محمد:

    لماذا اختبئ حارس البوابة الشرقية في غضون لحظات عندما سمع اصوات الطائرات الاميركية تحوم في سماء العراق لماذا منع الجيش العراقي من الرد وجمد كل شي لماذا هرب الطائرات الئ ايران والجزائر لماذا اختبئ في حفرة ولم يقاتل او علئ الاقل ينتحر عندما عرف انهو خسر المعركة كل قادة الجيوش الشجعان عندما تخسر معركة تنتحر حتئ يخلدها التاريخ فقط حارس البوابة الشرقية اختبئ مع الجرذان واعلن استسلامة في الاخر لماذا العرب يصنعون من الجبان رمز هل هذة عقدة نفسية من الذل والهوان حتئ يتسترون علئ عيوب حكامهم الخونة الجبناء الذين كسرت انوفهم الصهيونية ومرغتها في وحل الذل واغتصبت قدسهم الشريفة امام اعينهم وهم يتفرجون علئ فض بكارتها

    1. يقول iraqi:

      كلامك صائب تماماً وينتمي الى الواقع المأساوي…اما البقية فلحد الان لا زالوا يصدقون حكاية …بطل العرب والقائد الضرورة وصانع الحفر والجحور

  4. يقول asç:

    كلا!
    ثم كلا!
    داعش ليست سنيا ولايمثل السنيين بل هي حزب ارهابية والحرب ضدها ليس حرب على السنيين

  5. يقول بسام ناصر - فلسطين:

    عزيزتنا القدس هذه الطائرات وعددها 103 ارسلها العراق اثناء حرب عام 1991 لغرض تدمير الاسطول الامريكي في مياه الخليج انطلاقا من بوشهر حسب اتفاق سري مع نظام هاشمي رافسنجاني ولكن رافسنجاني لم يلنزم واعلن ذلك في خطبة الجمعه الخامس من شباط 1991 فقال لن نهب دماءنا للعراقيين لكي يكون لهم منفذ على البحر ولا لاامريكيين لكي يكسبوا الحرب وللحديث تغاصيل سنذكرها في وقت لاحق ان شاء الله

  6. يقول Noor:

    شماعة سنة وشيعة من انتاج إسرائيلي وتنفيذ امريكي فداعش والنصرة والجيش الحر هولا جميعهم ظهروا بأيدي إسرائيلية وقد صرحت بذلك عدد من الصحف الغربية ولاكن الشعوب العربية تقرا الخبر وثاني يوم تنسي فعندما ايران رجعت الطائرات العراقية بعدما علمت ان امريكا وإسرائيل وتركيا والأكراد متآمرين علي العراق بعدم تسليحها باي سلاح حتي تسهل المهمة بتفيت العراق علي اساس طايفي حسب المخطط الاسرائيلي الكردي التركي والهدف هو تمزيق الشعب العراقي حتي لا تكون هناك دولة ولو كان الارهابين من داعش والنصرة خارج هذا المخطط كان امريكا ضربتهم ولأكنهم في الحقيقة أدواتها لتفتيت الدول العربية علي اساس طائفي ولن تنجح اسرائيل بالوصول الي دولة الحلم الكبري من الفرات الي النيل الا بأيدي الارهابين وهولا هم من ينجح المشاريع الصهيونية في الدول العربية نجحوا في العراق ونجحوا في ليبيا ونجحوا في السودان وغدا سوف ينجحوا في في مصر فلا تخلقوا للعرب عدوا جديد اسمه ايران لتهلكوا جميعا ويغضب الله عليكم وينزل سخطه عليكم بالانجرار ورأ الفتنة ومن قتل مسلما متعمد فجزاه نار جهنم وباس المصير اذا كان حصل لديكم غسيل دماغ بسبب الضخ الإعلامي الغربي والعربي المنحاز ألمنحاز للصهاينة ارجعوا الي أقوال بيريز ونتنياهو وباراك وجميع الوزرا الصهاينة انهم يقفون ألي جانب الارهابين لان هولا علي ايديهم يتحقق مشروعهم الكبير كذلك انظروا الي تصريحاتهم بخصوص ايران يريدون القضا عليها لانها الوحيدة التي يشعرون الصهاينة بانها تهدد وجودهم وحاصروها اقتصاديا اذا لماذا نحارب ايران او نعاديها التي تهدد وجود الصهاينة ونترك الصهاينة يحتلوا المقدسات وطرد سكانها سوف الله سبحانه يغضب عليكم جميعا أيها المسلمون أعدائكم لبعضكم الم تسمعوا قول الله انما المسلمون أخوة اين طاعة الله بخصوص ذلك كذلك الم تسمعوا قول رسول الله صلي عليه وسلم بحجة الوداع بتحريم دم المسلم علي أخيه وماله وعرضه كيف يكون مصيركم يخامن عصيت الله ورسول الله صلي عليه وسلم بقتلكم الابريا بالمخخات وتمزيق الامة من اجل المخطط الصهيوني لينجح في البلاد العربية .

  7. يقول سامح // الامارات:

    * الله يرحم ( صدام ) وجميع أموات المسلمين .
    * من وجهة نظري المتواضعة : أصلا إرسال مئات الطائرات العراقية
    الى ( ايران ) كان قرار غبي وأحمق وهروب من مواجهة العدو ( الأمريكان ) ؟؟
    * عموما : ايران أعادت الطائرات أم لم تعدها لا تفرق كون الطائرات
    أصبحت ( منتهية الصلاحية ) وخارج الخدمة .
    * زد على ذلك : ايران أعلنت أنها على إستعداد تزويد حكومة ( المالكي )
    بالأسلحة الحديثة إذا طلبت المساعدة من ايران .
    * الطريف والعجيب في وسط هذه المأساة والفوضى العارمة التي تجتاح العراق
    موقف ( الأكراد ) حيث أعلنوا نيتهم بالإنفصال النهائي عن العراق
    وقال زعيمهم ( البرزاني ) الظروف ملائمة الآن ( لإستقلال كردستان )؟؟؟
    لعمري هذا هو ( الصيد ف الماء العكر ) والإنتهازية الشاملة .
    * حمى الله العراق من شر الأشرار وكل من يخطط لدمار وخراب العراق .
    شكرا والشكر موصول لقدسنا العزيزة ( بارك الله فيها ) .

  8. يقول Hikmat USA:

    التآمر الإيراني الامريكي واضح وضوح الشمس … شكرًا للمقال الذي أعاد تأكيد ذلك … ولكن المشكلة ان العرب لا يقرأون ولا يتعلمون ولا يريدون معرفة هذه الحقيقة ، فهم لا زالو يثقون بأمريكا ثقة مطلقة …
    وايران تتعامل مع امريكا ولكن لا تثق بها ولذلك هم أقوى من العرب في ذلك!
    تأكيدا لكلام السيد العلي …هذه الطائرات ليس لها لا طيارين ولا قطع غيار ولا طاقم صيانة ولا مطارات ولا سلاح ولا عتاد ولا قيمة عسكرية ابدا، وهي للدعاية فقط.
    وشكرا

  9. يقول زيـــاد - المانيا:

    مع انني لا افرق بين سني وشيعي إلا أنني لم افهم تصريحات ايران للعمل مع امريكيا الشيطان الاكبر كما قالوا هم في سبيل القضاء على .. لنقل داعش. اما الشهيد صدام حسين والذي ُدمرت بلاده بناءا على كذبة من بلير وبوش واعدم يوم العيد وصاح وهو ُيعدم تحيى فلسطين، ما كان مستعدا لأن يعمل مع الشيطان الكبير كما تفعل القيادة الايرانية الجديدة، لا نريد ان نتهم ايران بالخيانة ولكن نطالبها باخراج حزب الله الشيعي من سوريا ليعود ويتمرس بجنوب لبنان، بدلا من ان ُيهلك نفسه ويهلك هو ايضا على أرض سوريا العربية.

  10. يقول عبدالحميد:

    الذاكره المتقطعه او المخرومه تنسي بعضهم بان صدام خان من قدم له الدعم واجتاح بلدا عربيا

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية