في عالم الجريمة عندما يزدادُ المجرمُ توحشاً وعدوانية، فهذا يعني أنه بدأ يشعر بانكشاف أمره وافتضاح جرائمه، وعندما يبذل المجرم قصارى جهده لإخفاء جرائمه فهذا يعني أنه يشعر بأن نهايته اقتربت، وما يفعله ليس سوى محاولة لتأجيل النهاية ليس أكثر.. وهذا هو الدافع باختصار لاغتيال شيرين أبو عاقلة.. لقد كانت تكشف الجريمة على الهواء.
لا شك في أن اغتيال أبو عاقلة لم يكن حادثاً فردياً ولا عابراً، ولم يكن برصاصة طائشة، ولا كان بمحض الصدفة، وإنما كان جريمة إعدام ميداني مدبرة، ومثل هذه الجريمة لا يُمكن أن يتم اتخاذ قرارها من قبل الجندي الذي أطلق النار، وإنما من جنرالات كبار، بل ربما يكون المستوى السياسي في إسرائيل متورط في هذه الجريمة بشكل مباشر وأعطى الضوء الأخضر لارتكابها.
لا شك في أن اغتيال أبو عاقلة لم يكن حادثاً فردياً ولا عابراً، ولم يكن برصاصة طائشة، ولا كان بمحض الصدفة، وإنما كان جريمة إعدام ميداني مدبرة
كل المؤشرات تدل على أنها عملية اغتيال مدبرة سلفاً، فالشهيدة كانت ضمن مجموعة من سبعة صحافيين، ولم تكن وحدها، وإصابتها كانت في منطقة قاتلة وليس في الخوذة أو الجاكيت مثلاً، ما يعني أن القاتل كان قناصاً محترفاً وليس هاوياً أو مبتدئاً، كما أن عملية القنص تمت في منطقة بعيدة نسبياً عن موقع الاشتباك (أكثر من 250 متراً) ما يعني أن القاتل كان في حالة استرخاء، وليس في حالة ارتباك أو خوف أو قلق. هي جريمة اغتيال مدبرة إذن تمت بقرار عسكري أكيد، وبموافقة محتملة من المستوى السياسي، وهذا يعني أن الاحتلال كان قد اتخذ قراراً بإسكات الصحافية شيرين أبو عاقلة بعد 25 عاماً من الكلام، والعمل المتواصل في الأراضي الفلسطينية، وربما لم يُرد الاحتلال إسكات شيرين وحدها، بل أراد تخويف زملائها أيضاً بما يدفعهم الى السكوت وعدم الإقدام في تغطياتهم ونشراتهم ونقلهم لما يجري في الأرض الفلسطينية. تأتي هذه الجريمة بالتزامن مع جدل كبير داخل اسرائيل حول ما يسمونه «أزمة العقد الثامن» وهو الجدل الذي فجره، أو كان أبرز المشاركين فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي كتب مقالاً مثيراً في جريدة «يديعوت أحرونوت» العبرية، استعرض فيه جملة من الأمثلة عن دول تفككت وفي في العقد الثامن من عمرها، ليصل إلى نتيجة مفادها، أن إسرائيل التي تعيش اليوم عقدها الثامن تواجه تهديدات وجودية يجب عدم الاستخفاف بها. المثير في حكاية «العقد الثامن» أنها تتوافق مع قناعات بعض الإسلاميين والعرب أيضاً، وتنبؤاتهم التي تتحدث عن «زوال إسرائيل» بالاستناد الى حسابات رقمية أو اجتماعية أو تفسيرات لنصوص دينية مختلفة. يشير باراك في مقاله الى أن «الاتحاد السوفييتي» انهار واختفى تماماً من الوجود قبل أن يبلغ الثمانين من العمر، كما أن إيطاليا جنحت نحو الفاشية وهي في عقدها الثامن بعد التوحيد، وكذلك ألمانيا جنحت نحو النازية في عقدها الثامن، وفي كلتا الحالتين كان هذا الجنوح هو بداية النهاية لتلك الدول التي استمرت لثمانية عقود أو أقل من ذلك بقليل.
ثمة شعور إسرائيلي إذن بأن النهاية تقترب، وهذا يعني أن ساعة الحساب قد تُصبح وشيكة، في الوقت الذي لم يعد العالم من قبل يتفرج على ما يجري في فلسطين ويغض الطرف، إذ ثمة منظمات عدة تقوم بتسجيل الشكاوى واحدة تلو الأخرى لدى المحكمة الجنائية الدولية، وثمة منظمات تقوم بتوثيق ما يجري عبر تقارير متتالية..
وأمام هذا كلُهُ فثمة رغبة لدى المجرمين بإخفاء ما يفعلون والتملص من المسؤولية عن جرائمهم التي يرتكبونها في الأراضي الفلسطينية، وهذا ربما يكون التفسير المنطقي الوحيد لاغتيال شيرين أبوعاقلة.. إذ كان في المكان من يرتكب جريمةً ما، وكان ذلك المجرم يودُ إخفاء جريمته ولذلك أطلق النار على الشهود.. ليس لدينا أي تفسير آخر.
كاتب فلسطيني
لا يوجد مستوى سياسي في هذا الكيان الغاصب. يوجد عسكر و لا شيء غير العسكر و لا شك في أن قرار الاغتيال تمت الموافقة عليه من أعلى مستوى في هذه الدويلة المارقة.
*اللهم انصر اخواننا في فلسطين على الصهاينة المجرمين القتلة وكل من لف لفهم.
هذا الكيان العنصري المجرم إلى زوال إن شاء الله.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل.
العدو الصهيوني لا محالة زائل من الوجود فقط علينا نحن العرب والمسلمون أن نتوحد في مواجهته لتحرير فلسطين.
لماذا اغتالوا شيرين ؟؟ ولكن السؤال الأصح. ..لما لا يغتالوها و لماذا لا يغتالوا من يريدون ؟؟ من يقف في طريقهم من يمنعهم …يعلمون ان العرب نيام وان الفلسطينيون منقسمون نصفهم ينسق أمنيًا معهم والنصف الاخر يستجديهم لفتح الحدود كي يذهب شبابهم ألى إسرئيل طلبا للرزق والنصف الثالث يحتج ويعربد لبضعة ايام …وكفى الله الناس شر القتال (في هذا الزمن المسخره ينقسم الجزء الواحد الى ثلاثة انصاف )