لماذا البرازيل؟

حجم الخط
0

 لن تفلح آخر المحاولات الشيطانية في إلغاء الحقيقة ولا تغيير الواقع، كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر.

لكننا لن ننجرف وراء تلك الأعمال الخبيثة أو العنصرية التي تدعو إلى رجم المبادئ ورفع أعلام الشذوذ والشواذ، ولن نتحدث عنها طويلا. يكفي الإشارة إلى أن مونديال قطر سيكون الأول في التاريخ (الرائد) في عدد من الإيجابيات التي يندر تكرارها مستقبلا. هو الرائد في مجانية التنقل ومجانية العلاج ومجانية الدخول بدون تأشيرة لكل ضيوف قطر من حاملي بطاقة كأس العالم “هيا”، وهو الأول قطعا الذي يمكن لشخص واحد أن يشاهد كل مبارياته الـ64 في كل الأدوار من داخل الملاعب المتقاربة في المسافات. وريادة قطر في بناء 7 ملاعب جديدة بديعة خصيصا للمونديال أيضا أمر غير مسبوق. ويبقى نقل البطولة من الصيف إلى الشتاء حدثا فريدا.

تركيزنا من اليوم وحتى نهاية كأس العالم ينصب على كرة القدم… كرة القدم فقط. وما أعظمها من رياضة إنتزعت إعجاب ومتابعة وشغف المليارات حول العالم.

البطولة التي تحتضن 32 منتخبا من كل قارات العالم هي قمة اللعبة على كل المستويات بين منتخبات ولاعبين وحكام ومباريات وملاعب وتنظيم وإيرادات ودعايات وتغطيات. وأدعوكم في لقائي الأول معكم للتنقيب عن جواهر ولآلئ المونديال.

ما هي المنتخبات الأقرب للتتويج بالكأس؟ علما أن سبعة فقط من المنتخبات المشاركة سبق لها تحقيق هذا الإنجاز، وهي البرازيل 5 مرات والمانيا 4 مرات وأوروغواي مرتان والارجنتين مرتان وفرنسا مرتان ولقب واحد لكل من انكلترا واسبانيا، بينما لم تتمكن ايطاليا الفائزة أربع مرات من عبور التصفيات الاوروبية للمرة الثانية على التوالي.

ولنبدأ بتقسيم المنتخبات إلى أربعة مستويات وفقا لمستواها ونجومها وترشيحاتها. فالمستوى الرابع قاصر على مجموعة من المنتخبات التي يكفيها شرف التأهل للبطولة بدون أن يكون لديها المؤهلات الكافية للتنافس على مراكز متقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا وكوستاريكا وإيران واستراليا والكاميرون وغانا. والأخيران كانت لهما صولات وجولات في بطولات سابقة لكأس العالم ولكنهما تقهقرا قاريا في السنوات الأخيرة ولم يعد لديهما من الموهوبين ما يسمح بالظهور على مستوى عال.

ويبقى المستوى الثالث مفتوحا للمنتخبات المرشحة لعبور دور المجموعات إلى ثمن النهائي بداية بالمنتخبات التي يمكنها أن تدحض التوقعات وتسجل المفاجآت بالقفز إلى الدور الثاني، كأن يخطف منتخب السعودية مكانا من المكسيك وبولندا أو يفاجئ المغاربة العالم بتخطي أحد العملاقين البلجيكي والكرواتي، أو يفعلها نسور قرطاج بإقصاء الدنمارك والصعود على حسابها.. ولا نغفل منتخب اليابان كذلك. ولدى أصحاب الملعب والجمهور منتخب قطر أفضل الفرص لوقوعه في مجموعة غير نارية على عكس السعودية والمغرب وتونس. ويتواجد معه منتخبات اكوادور والسنغال وهولندا. وستكون المباراة الإفتتاحية للقطريين أمام إكوادور فاصلة ليمر أحدهما على حساب الآخر إنتظارا لمواجهة السنغال في اللقاء التالي وإنتزاع بطاقة ثمن النهائي. علماً أن قطر هي الوحيدة بين كل منتخبات كأس العالم 2022 التي لم يسبق لها التواجد مطلقا في المونديال. والترشيحات للعبور تذهب أيضا إلى منتخبات ويلز والمكسيك وبولندا والدنمارك وصربيا وسويسرا.

المستوى الثانى للفرق الأقرب للوصول إلى ربع النهائي أو تحقيق المفاجأة والعبور إلى المربع الذهبي، وأبرزها إنكلترا والمانيا وكرواتيا وهولندا واوروغواى. والمنتخبات الخمسة نالت شرف التتويج أو الوصول إلى النهائي فى كأس العالم. والجذور العريقة للمنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم تضعه دائما بين المرشحين بغض النظر عن أدائه ونتائجه قبل البطولة.

ومسك الختام، المستوى الأول (قمة المستوى) وهى الدول الخمس الأقرب للعبور إلى الدور نصف النهائي ثم التتويج بالكأس. البرازيل والأرجنتين وفرنسا وأسبانيا وبلجيكا. وبينها فريقان فقط كان لهما شرف الوصول لنصف النهائي الأخير 2018 فى روسيا. فرنسا حامل اللقب وبلجيكا ثالث الترتيب. بينما تعثر ليونيل ميسى وزملاؤه الارجنتينيون مبكرا في ثمن النهائي أمام فرنسا، وأخفق نيمار والبرازيليون في ربع النهائي ضد بلجيكا كما خرجت اسبانيا بغرابة شديدة أمام روسيا في ثمن النهائي.

البرازيل عمليا هي الأقوى والأقرب لكن لا تتسرع وتمنحها الكأس، فقد كانت الأقرب خمس مرات من قبل عندما نظمت النهائيات عامي 1950 و2014 ومجددا في دورات 1982 و1986 و2006. بل شهدت تلك المسابقات الخمس إحجاما من شركات المراهنات على قبول الترشيحات للبرازيل من فرط وفرتها. ولم تفز البرازيل في أي واحدة منها. وقائمة البرازيل مرعبة بمعنى الكلمة ولديها إثنان من أحسن حراس المرمى بالعالم، أليسون وايدرسون. وكوكبة من أمهر من لمس الكرة بقدميه في كل الخطوط والمراكز. وهم موزعون بين أفضل وأقوى الأندية في خمس دول فقط، انكلترا وفرنسا واسبانيا وايطاليا والبرازيل. وعلى رأسهم الكابتن نيمار الذي يعيش أفضل أيامه فى باريس والجناح المدريدى المذهل فينيسيوس جونيور. ولم يخسر المنتخب البرازيلي أي مباراة رسمية أو ودية خاضها في آخر 12 شهرا رغم مواجهته للارجنتين وكولومبيا واكوادور وفنزويلا في ملاعبها في التصفيات الأمريكية المؤهلة للمونديال. ونجح أبناء المدرب الوطني تيتي في الفوز بأربعة أهداف أو أكثر في 6 مباريات من أصل 13 مواجهة، بينها رباعيات في اوروغواي وباراغواي وتشيلي وبوليفيا مع خماسيتين في شباك كوريا الجنوبية وتونس. ولنا موعد في المقال المقبل مع نقاط القوة لدى الارجنتين وفرنسا وبلجيكا واسبانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية