لماذا تصدرت تركيا رسمياً وشعبياً الدول المتضامنة مع مادورو ضد محاولة الانقلاب؟

إسماعيل جمال
حجم الخط
8

إسطنبول ـ “القدس العربي”: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إنه أصيب بالصدمة جرّاء تصريح لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، اعترف فيه برئيس برلمان فنزويلا خوان غوايدو، “رئيسًا انتقاليًا”، بدلًا من “نيكولاس مادورو” المُنتخب.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته المالطية ماري لويز كوليرو بريكا، في العاصمة التركية أنقرة.

وأوضح أردوغان، “كشخص يؤمن بالديمقراطية، فإن تصريح ترامب، أصابني بالصدمة”.

وشدد على أن مادورو، فاز بالرئاسة عبر صناديق الانتخاب.

وأضاف أردوغان، أن الرئيس الفنزويلي مادورو “اتصل بنا دون تأخر للإعراب عن دعمه إثر محاولة 15 يوليو/تموز 2016 الانقلابية الفاشلة”.

واعتبر أن عدم احترام نتائج الانتخابات ينافي المبادئ الديمقراطية، وأن على “الذين يكافحون من أجل الديمقراطية الوقوف إلى جانب نتائج صناديق الاقتراع”.

وأكد الرئيس التركي، ثقته بقدرة الرئيس الفنزويلي تجاوز الأزمة، وبوقوف الشعب “وراء قائده الذي انتخبه، سيما إذا واصل مادورو الصمود والسير في الطريق الذي يؤمن به”.

وتصدرت تركيا رسمياً وشعبياً الدول الداعمة والمتضامنة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يواجه محاولة انقلاب مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أشهر من التقارب التاريخي بين مادورو والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يعتبره “صديقاً مقرباً له” وبوابة تركيا إلى أمريكا الجنوبية.

الرئيس التركي مخاطباً “صديقه”: قف منتصباً أخي مادورو

وترى تركيا التي تقول إنها تتبنى موقفاً مبدئياً ضد جميع الانقلابات العسكرية في العالم لما عانت منه البلاد من هذه الانقلابات، إن محاولات عزل مادورو تتم بمؤامرة خارجية وتستهدف أيضاً المصالح التركية، حيث وضعت تركيا خططاً استراتيجية للتوسع سياسياً واقتصادياً في أمريكا الجنوبية انطلاقاً من فنزويلا.

ويعتبر مادورو من أبرز المعجبين بقيادة اردوغان وسياساته الداخلية والخارجية، وزار تركيا خلال الأشهر الماضية أكثر من مرة، ويردد على الدوام أنه يؤمن إلى جانب اردوغان بـ”عالم جديد متعدد الأقطاب”، كما زار اردوغان كاراكاس نهاية العام الماضي وحظي باستقبال تاريخي أبهر الشعب التركي.

والخميس، هاتف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظيره الفنزويلي للتعبير عن الوقوف إلى جانبه أمام محاولة الانقلاب التي تشهدها البلاد، وقال إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية إن اردوغان قال لمادورو: “قف منتصبًا أخي مادورو فنحن نقف إلى جانبك”، مضيفاً: “تركيا بزعامة رئيسنا اردوغان ستحافظ على موقفها القائم على مبادئ والمناهض لكافة المحاولات الانقلابية”.

من جهته، أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن استغرابه لإعلان رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، نفسه رئيسا للبلاد “في ظل وجود رئيس منتخب”، متهماً الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون فنزويلا الداخلية.

وقال الوزير التركي: “فنزويلا واحدة من أغنى الدول بالموارد الطبيعية، لكنها وللأسف لم تتمكن إلى الآن من الاستفادة من هذه الثروات، وتركيا حاولت دعم فنزويلا اقتصاديا في الفترات العصيبة التي مرت بها”، مشيراً إلى سعي تركيا للقيام بما يقع على عاتقها من أجل أمن واستقرار فنزويلا.

كما اعتبر نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ماهر أونال، ان عدم الاعتراف بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو “يعني عدم الاعتراف بالشعب الفنزويلي”، مشدداً على أن بلاده تقف ضد “عمليات الانقلاب” التي تستهدف السلطة الشرعية وتضرب بجميع القيم السياسية والديمقراطية عرض الحائط.

وشعبياً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، عبر عشرات آلاف الأتراك عن تضامنهم مع الرئيس الفنزويلي مشيدين بمواقفه من الولايات المتحدة، وحبه الكبير لتركيا، وتضامنه مع القضية الفلسطينية، وتصريحاته المعادية لإسرائيل.

وعبر عدة وسوم على موقع “تويتر” أبرزها “إلى جانب مادورو” و”إلى جانب فنزويلا” كتب عشرات آلاف الأتراك تغريدات تؤكد على تضامنهم مع مادورو في وجه محاولة الانقلاب، معتبرين أنها محاولة أمريكية “لمحاربة الدول الصديقة لتركيا”، و”محاولة لكسر إرادة الدول الخارجة عن دائرة الطاعة لأمريكا”، و”محاولة لنهب موارد البلاد من خلال حكومة عملية لواشنطن”، على حد تعبيرهم.

وركز المغردون على مواقف مادورو الداعمة للقضية الفلسطينية، وجرى ترجمة العديد من الخطابات له إلى اللغة التركية ونشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أعاد المغردون نشر صور ومقاطع فيديو تظهر حب الرئيس الفنزويلي لتركيا ومنها مشهد التقاطه علم تركي سقط على الأرض خلال استقبال اردوغان في كاراكاس، وصور انتشار العلم التركي في فنزويلا، إلى جانب صوره وهو يتابع المسلسلات التركية حيث عبر مادورو في أكثر من مرة عن انبهاره بمسلسل ” قيامة أرطغرل” التركي الشهير، وزار موقف تصويره في تركيا.

وقبل أشهر، كانت أنقرة قد تصدرت الدول المنددة بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها مادورو الذي شارك في حفل تنصيب اردوغان عقب فوزه بالانتخابات الأخيرة وشارك في القمة الإسلامية الأخيرة التي عقدت بإسطنبول، كما شارك لاحقاً بحفل افتتاح مطار إسطنبول الثالث.

ومع التقارب السياسي الكبير بين البلدين في السنوات، جرى تعزيز العلاقات الاقتصادية بشكل لافت، وبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وفنزويلا العام الماضي قرابة 800 مليون دولار ليتجاوز حجم التجارة بين البلدين على مدار 5 سنوات ما بين 2013 و2017 البالغ آنذاك 803 ملايين و575 ألفًا و193 دولاراً. كما جرى توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الكريم البيضاوي.:

    الدوكترينات الماركسية الصلبة لم تعد تنفع اليوم في عالم اقتصادي رأسمالي متجبر يخنق أي توجه من هذا النوع ويهدم اقتصاد البلاد . الحل هو إيجاد طريق وسط مع إعطاء الشعب الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار النظام الذي يرضاه في جو ديمقراطي سليم دون قهر أو خوف.

  2. يقول علي النويلاتي:

    أمريكا لم تغير لون جلدها، وعدوانها وتآمرها على دول العالم، وتحالفها مع جميع المستبدين والطغاة والعنصريين وعلى رأسهم النازيين الجدد في فلسطين المحتلة. ويسألون لماذا يكرهوننا، ولا ينظرون في المرآة ليشاهدوا وجههم القبيح وكراهيتهم هم لشعوب العالم وخصوصاً العرب والمسلمين. لن يكون مصير أمريكا سوى في مزبلة التاريخ كما هو وضع جميع الأنظمة الإستعمارية والعنصرية والمعتدية.

  3. يقول سامح //الأردن:

    *(مادورو) رئيس شرعي وسوف يتجاوز
    هذه الأزمة المفتعلة من قبل الحرباءة
    الانتهازية(أمريكا) .
    سلام

  4. يقول سامى عبد القادر:

    وما الجديد فى الموقف الأمريكى تجاه الرئيس الفنزويلى المُنتخب نيكولاس مادورو?!! … أمريكا لا تؤيد النظم الإنقلابية فقط, ولكنها تصنع الطغاة على عينها وترعاهم وتحميهم من شعوبهم!! … وليس ببعيد عنا موقفها من الإنقلاب الدموى الذى قام به مغتصب السلطة السفاح السيسى … فترامب, الذى يسب السيسى فأقذع الألفاظ, يستقبله فى البيت الأبيض ويُغدق عليه بالسلاح الذى يقمع به الشعب المصرى
    الشعوب الحرة النابهة اليقظة فقط هى التى تستطيع أن تقف أمم الغطرسة الأمريكية, أما العبيد فهم وسيلتها للسيطرة على دول العالم المتخلفة

  5. يقول بسيط:

    قديماً كل إنقلابات الغرب كانت في الخفاء عكس ما يحدث الآن. إنه النفاق و السقوط! أين الديمقراطية؟ القانون الدولي؟ أين الحضارة التى تتكلمون عنها؟

  6. يقول البترودولار كيف ولمادا????:

    على العالم الحر ان يتخلص من الدولار والتعامل به لانه يسيطر على الذهب والذهب الاسود ويحارب به اقتصادات دول اخرى ويقحمونه في السياسة الشيطانية لقتل واستنزاف تروات الشعوب

  7. يقول Passerby:

    اختلط الحابل بالنابل! من يستطيع حل هذه الأحجية: أردوغان صديق مادورو و مادورو صديق الأسد وأردغان عدو الأسد إذا ليس صحيحا أن صديق صديقي هو صديقي أو عدو صديقي هو بالضرورة عدوي، إنها السياسة !

  8. يقول تيسير خرما:

    حل مشاكل تركيا بانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تنتج إدارة جديدة كلياً للسياسة والاقتصاد ومعاملة العرب والعالم وإلغاء دولة فوق الدولة وإلغاء تعديلات دستور وقوانين وتفكيك أجهزة أمن تضطهد شعوب تركيا وخفض موازنة حكومة وجيش للربع لوقف تراكم مديونية فلكية ووقف تدريب وتمرير إرهابيين وغسيل أموال وسحب قواتها من الوطن العربي وترك مياه فرات ودجلة تنساب بلا عوائق لسوريا والعراق واعتماد ثقافة أول دولة مدنية بالعالم أنشاها محمد (ص) بوثيقة المدينة تحترم مكونات وحقوق إنسان ومرأة وطفل وتحمي نفس ومال وعرض وعدالة

إشترك في قائمتنا البريدية