يلقبهن البعض (ملائكة الرحمة) والمقصود الممرضات في المستشفيات. ولكن حذار من تصديق الألقاب، فالممرضة البريطانية جميلة الوجه «لوسي ليتبي» قتلت حتى الآن سبعة أطفال بعدما ولدوا قبل أيام. لماذا؟
من أجل متعتها الشخصية؟ قتلتهم بحقن الهواء في دورتهم الدموية والأنسولين، ولم يعش أحدهم أكثر من ساعات أو أيام! لماذا اقترفت ذلك؟ إنه الشر… أمتعتها تعاسة الأمهات والآباء للأطفال الذين ماتوا على يديها، ومن يرى صورتها بجمالها البريء الشاب يكاد لا يصدق ذلك!
ذكرتني جرائمها بإسرائيل
لو لم يلقَ القبض على «لوسي ليتبي» ويحكم عليها بالسجن المؤبد لتابعت الجرائم التي تقترفها. ولا أدري لماذا ذكرّتني الجرائم التي اقترفتها بما تقترفه إسرائيل في غزة، فقد قتلت حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف طفل فلسطيني في غزة. إنه الشر وقد انطلق على عقاله، وهذا الرقم لم أخترعه من حقدي على شرور الاحتلال ضد الفلسطينيين وأبناء غزة، بل قال الرئيس البرازيلي «لولا» واصفاً ما يدور في غزة: هذه ليست حرباً بل مجزرة، لأنها قتلت حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف طفل!
وغزة ليست وحدها مدينة المآسي لأن 75 بالمئة من سكان القطاع هم من اللاجئين من جنوب فلسطين. من المرعب أن بعض الأهل الفلسطينيين صاروا يكتبون أسماء أولادهم على أيديهم وأرجلهم ليتعرف المنكوبون على أطفالهم القتلى! وكم تبدو الممرضة البريطانية (الشريرة) التي تقتل الأطفال إثر ولادتهم بأيام، بريئة قياساً إلى أفعال إسرائيل بأطفال غزة.
لهن «حق الحب»
وها هي بريطانية أخرى (ماري جلبرتا) وهي شابة جميلة تتبنى قطة لأنها مصابة بالعمى، قائلة: للقطة أيضاً حق الحب. إنها النقيض للممرضة قاتلة الأطفال إثر ولادتهم، والتي قتلت (الكثيرين) عرف منهم سبعة مواليد! إنها الطبيعة البشرية وزواج الشر بالخير. أما في إسرائيل فيسود الشر ويؤذي أبرياء قطاع غزة وكل ما تطاله أسلحتهم لقتل الفلسطينيين، وذنبهم أنهم يعيشون في وطنهم الذي تريد إسرائيل احتلاله بأكمله! ولم تكتف ماري بتبني قطة عمياء، فهي تعتني بالعديد من الحيوانات المعاقة!
فلسطينية تسيل حناناً ووفاء
فلسطينية في بيت جارتها العديد من الطيور، وبالذات الحمام الأبيض، وكانت الجارة ترعاهم. وحين نقلوا جارتها إلى المستشفى بسبب العدوان الإسرائيلي المجرم على غزة، تولت الجارة رعاية طيور الجارة في بيتها، وبين تلك الطيور حمامة بيضاء كأنها حمامة السلام، هذا بعدما نقلت طيور الجارة إلى بيتها في خان يونس.
سيأتي يوم تخجل فيه إسرائيل بما تقترفه بحق أبناء غزة اليوم وتاريخها الطويل مع إيذاء أطفال فلسطين.
مقارنة بين الشر والخير
تلك الممرضة البريطانية الجميلة الشابة «لوسي ليتبي» التي كانت تقوم بقتل الأطفال في الأسبوع الأول لولادتهم، هي النقيض الشرير لما تفعله مواطنتها «ماري مبليت» التي تعطف على قطة عمياء وتتبناها وتحن على ذوي العاهات. ولكن إسرائيل تمارس شرها على الفلسطينيين كما يحدث اليوم لأبناء غزة، وتمعن في ذلك يوماً بعد آخر.
بل إن الفلسطينيين يعانون اليوم إبادة جماعية. والاحتلال في غزة يرتكب ـ باعترافه ـ 15 مجزرة كل 24 ساعة.
ما الذي تتوهمه إسرائيل أن ذلك سيحقق لها، غير المزيد من نفور العرب والعالم عامة منها؟ وهل تتوهم أنها ستنجح في إبادة جماعية للفلسطينيين والعرب؟
أم أنها ستكتفي بسرقة بيوت الفلسطينيين في غزة والاستيلاء حتى على بيوت المستوطنين؟
ليت الشر الإسرائيلي يتوقف عندما فعلته الممرضة البريطانية «لوسي ليتبي»، وليت التسامح العربي ظل قادراً على احتواء شرور إسرائيل والقدرة على الحنان على قطة عمياء في بريطانيا أو طيور جارة قتلت غيلة في خان يونس العربية في غزة.
نجاح في حقل الجريمة
يوماً بعد آخر، تنجح ممارسات إسرائيل الإجرامية في حق أهل غزة، تنجح في جعلها يوماً بعد الآخر رمزاً للإجرام. فقتل الأطفال لا يشرف أحداً، وإسرائيل تمعن في قتل أطفال غزة حتى بدأت تحوز على لقب الإجرام المجاني. أم تراها تخشى من اليوم الذي يكبرون فيه فينتقمون لأهلهم؟ أما السيدة ابنة (خان يونس) التي عطفت على طيور جارتها التي قتلها الاحتلال، فهي نموذج للطيبة العربية والكرم الروحي العربي. يمعن الاحتلال في الاغتيال ويترك الأطفال والطيور بلا معيل سوى الكرم الفطري الفلسطيني!