باريس ـ «القدس العربي»:  خلافا لبقية أشهر السنة الميلادية، يتميز شهرا تموز/يوليو وآب/أغسطس بأنهما الشهران الوحيدان المتعاقبان خلال العام واللذان عدد أيام كل منهما 31 يومًا. فما السبب وراء ذلك؟
قبل عهد الإمبراطور يوليوس قيصر، كان التقويم الروماني، الذي كان ساري المفعول منذ تأسيس روما عام 45 قبل الميلاد، كان عشرة أشهر فقط، من أجل أن يتوافق مع المراحل القمرية، حسبما ذكرت صحيفة «ويست فرانس» الفرنسية.
يمتد التقويم إلى 304 يومًا من آذار/مارس إلى كانون الأول/ديسمبر. يتم تسمية كل شهر إما على اسم «إله» أو على رقم. Quintilis هو الشهر الخامس الموافق لشهر تموز/يوليو. Sextilis هو الشهر السادس. بعد ذلك ستتم إضافة أشهر آب/اغسطس، وكانون الثاني/يناير، وشباط/فبراير، لأن أيامهم لم يتم احتسابها من قبل، ليصبح التقويم 355 يومًا.
قام الإمبراطور يوليوس قيصر، بناءً على نصيحة عالم الفلك سوسيجين من الإسكندرية، بتكييف التقويم مع الدورة الشمسية، والتي تبلغ بالتحديد 365.25 يوم. ليتحول التقويم إلى 365 يوما. ومن أجل أن تتوافق مع الدورة الشمسية، يتم إضافة يوم واحد كل أربع سنوات إلى شهر شباط/فبراير. على أن تتناوب الأشهر الأخرى بين 30 و31 يومًا: 31 يومًا لشهر تموز/يوليو، الذي تمت إعادة تسميته Julius تكريماً للإمبراطور قيصر. و30 يومًا لشهر آب/اغسطس.
وفي عهد الإمبراطور أغسطس قيصر، تم تغيير اسم شهر Sextilis إلى أغسطس، وذلك بهدف إرضاء غرور الإمبراطور. غير أن الإمبراطور أغسطس لم يتحمل كون شهره أقصر من شهر يوليوس قيصر.
هذه، إذن، هي الطريقة التي تمت بها إضافة يوم إلى شهر آب/أغسطس ، والذي يحتوي الآن على 31 يوماً على غرار شهر تموز/يوليو.
ومن أجل تفادي أن يكون هناك ثلاثة أشهر متتالية من 31 يومًا، نسحب يومًا من شهر أيلول/سبتمبر، ونضيف يومًا إلى شهري تشرين الأول/اكتوبر وكانون الاول/ديسمبر.
ومنذ ذلك الحين، لم يتغير التقويم الغريغوري أو الميلادي الذي نستخدمه الآن. ليسجل التاريخ، بذلك، أن غرور إمبراطور كان وراء هذا الشذوذ: 31 يومًا لشهر تموز/يوليو و31 يومًا لشهر آب/أغسطس.