الوضع الطبيعي، عندما تحدث توترات بالقرب من بيتك، فإنك لا تتردد في أن تساعد جيرانك على تطويقها حتى لا تمتد إليك. لكن إن كنت أنت السبب المباشر، أو غير المباشر في إذكائها، فهل إنك سترغب حقا حينها في فعل ذلك؟ والسؤال هنا، وفي علاقة بالتوترات الجزائرية المغربية هو، هل يمكن للإسبان أن يكونوا وسطاء نزيهين في ذلك الملف؟ ثم قبل ذلك هل تقبل الجزائر، ومن حيث المبدأ بالوساطة في خلافها مع المغرب؟ أم أنها تضع شرطا خفيا لها وهو وجود وسيط دون آخر؟
إن لغة المسؤولين الجزائريين لا تدع مجالا للشك في أنهم يرفضون الفكرة في المطلق، ولا يبدون حماسة لأي وساطة، غير أن ذلك قد لا يكون سوى مظهر خادع يغطي على توجههم لتفضيل واحدة على أخرى. ولعله كان واضحا منذ أن قطعوا الطريق على مساع عربية وخليجية لتطويق الأزمة، ولم يلتفتوا لتعبير نواكشوط عن عزمها بذل مساع في ذلك الاتجاه، إلى أنهم كانوا يفكرون بوسيط أو بوسطاء آخرين، لكن من هم؟ وهل يمكن أن يكونوا جيرانهم الشماليين، أي الإسبان من بينهم؟ المؤكد أنهم بعيدون عن ذلك، والثابت أيضا أن الأمر يزداد تعقيدا، فيوما بعد الآخر يصبح نزولهم من أعلى الشجرة بعد اللاءات التي رفعوها في وجه الدعوات العديدة التي صدرت من أكثر من جهة، لإقناعهم بمد أيديهم لجيرانهم، وطي صفحة الخلافات وفتح صفحة أخرى في علاقاتهم بهم، أكثر عسرا من السابق.
الوساطة بين طرفي نزاع لا تحتاج لإنجاحها لتصريحات إعلامية، بقدر ما تتطلب مساعي جدية وأعمالا جانبية بعيداً عن الأضواء
ومع أن الإسبان أبدوا في البداية قدرا من اللامبالاة بالتطورات التي كانت تحصل جنوب حدودهم، إلا أنهم كشفوا الآن عن رغبتهم في القيام بمسعى لتقريب الفرقاء، آخر هذا الأسبوع بمناسبة اجتماع متوسطي سيعقد في برشلونة، لكن السؤال الأهم هو ما الذي جعلهم يفعلون ذلك، ويطرقون بابا هم أكثر من يعلم أن فتحه قد يحتاج لمعجزة؟ هل أن النوايا الطيبة هي التي حملتهم إلى ذلك؟ قد يرد البعض بأنهم ليسوا الوحيدين الذين أعلنوا عن تلك الرغبة، فالموريتانيون قد عرضوا بدورهم وساطتهم بين الجارتين، لكن حتى إن تقاطعت رغبات الطرفين، فإن الحسابات الإقليمية لمدريد ونواكشوط تظل مختلفة. فلئن كان ممكنا أن نجد تفسيرا لتصريحات وتلميحات المسؤولين في نواكشوط، إلى تطلعهم لأن يقوموا بدور ما في حل التوتر القائم بين الرباط والجزائر، وذلك بحرص الموريتانيين على أن لا يدفعوا غاليا ثمن أي تصعيد إضافي قد يحصل بين البلدين، بحكم عوامل جغرافية وديمغرافية معروفة، فإنه سيكون من الصعب أن نجد بالمقابل تبريرا مقنعا لإعلانات مماثلة تصدر في هذا الوقت بالذات من مدريد. ولا شك في أن استفهامات عديدة تحوم حول السبب الحقيقي الذي دفع وزير الخارجية الإسباني خوزيه مانويل ألباريس، على سبيل المثال، لأن يصف الثلاثاء قبل الماضي في تصريح لصحيفة «الديارو دي سيبيا» الإيبيرية، المغرب والجزائر بـ»البلدين الشريكين لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي» و»معهما نبني العلاقة في البحر الأبيض المتوسط» على حد تعبيره. ثم يقول بعدها وفي نبرة أشبه ما تكون بإعلان احتفالي عن حدث استثنائي، أو إنجاز عظيم سيحصل في غضون الأيام القليلة المقبلة، أنه و»خلال يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري ستحتضن برشلونة اجتماعا لاتحاد المتوسط، حيث سنبحث هذه القضايا». فمن الواضح أنه وفي الظاهر، فإن ذلك يعكس وبشكل كبير قلق مدريد من الوضع الحرج وغير الطبيعي، الذي تمر به العلاقات المغربية الجزائرية منذ عدة شهور، وتخوف إسبانيا من أن تتحمل ولو قسطا من عواقب أي تصعيد إضافي قد يحصل في تلك العلاقات في مقبل الأيام. لكن إلى أي مدى تبدو تلك الحجة منطقية ومعقولة؟ أليس من مصلحة إسبانيا أن يحصل العكس، وأن يستمر العداء والقطيعة بين الجارتين المغاربيتين؟ ثم على فرض أن البلدين المتنازعين قد توصلا إلى تطبيع علاقاتهما وجلسا بعد طول انتظار إلى طاولة المفاوضات، وفضا كل أو جل المشاكل العالقة بينهما، فما الذي ستكسبه إسبانيا حينها من وراء ذلك؟ ألن تكون هي الخاسر الأكبر من توافق أكبر قوتين في الشمال الافريقي؟ المنطق يفترض أن المحرك الأقوى لتصريحات المسؤول الإسباني هو، رغبة الإسبان في إعادة التموقع في المنطقة، وتطلعهم لاستعادة زمام المبادرة والتقاط الخيوط والأوراق الإقليمية، التي بدأت تخرج من بين أيديهم، أكثر من أي شيء آخر، ولو كان ذلك من خلال إعطاء الانطباع بأنهم الشرطي الصغير للإقليم. فالوساطات أو محاولات الوساطة بين طرفي نزاع لا تحتاج لإنجاحها لتصريحات إعلامية، بقدر ما تتطلب مساعي جدية وأعمالا جانبية بعيدا تماما عن الأضواء. ولأجل ذلك يبدو أن الحرص الإسباني على إطلاق تلك التصريحات يعكس، وإلى حد كبير، نوعا من الاحتجاج غير المباشر لمدريد على إقصائها من لعب دور الوسيط في ملف الخلافات المغربية الجزائرية، وعدم حماس البلدين، أي الجزائر والمغرب، وبشكل واضح لأن تتولى الوساطة بينهما. ألم يعد وزير الخارجية الإسباني من زيارته للجزائر، أواخر سبتمبر الماضي، بوعد باستمرار تزويد إسبانيا بالغاز الجزائري، بدون أن يعرف أحد لا الطريقة التي قد يتم بها ذلك، ولا تصور مدريد، إن كان للقرار الجزائري انعكاس على علاقتها بالرباط؟ وما قاله الجزائريون حينها بشكل أو بآخر للإسبان هو لا شأن لكم بخلافاتنا مع جارتنا الغربية، وتأكدوا فقط أن قرارنا غلق أنبوب الغاز الذي يربط بيننا وبينكم ويمر عبر المغرب، لن يكون له تأثير عليكم، ثم ألا يدل تعثر التطبيع بين مدريد والرباط على أن الأخيرة حتى إن قبلت فكرة التفاوض مع الجزائر، ورحبت بها فإنها قد لا تكون متحمسة بشكل كبير لأن يتوسط الإسبان في الملف. لكن هل يعني ذلك، أنه لن يكون ممكنا أن نرى السبت أو الأحد المقبلين مصافحة تاريخية بين وزيري الخارجية المغربي والجزائري، في مؤتمر برشلونة المتوسطي؟ ليس مؤكدا أنه في حتى في حال ما إذا حصل ذلك أن يكون الأمر نتيجة لجهود إسبانيا، بل محصلة مباشرة لوساطة أخرى قادها على الأرجح طرف أو أطراف غيرها. غير أن مجرد وجود ولو مؤشر بسيط على بداية ذوبان الجليد بين الجارتين، قد يحسب في إسبانيا على أنه نصر للدبلوماسية الإيبيرية وربما يجعل مدريد تمضي أبعد فتنتظر من العاصمتين المغاربيتين عوائد على ذلك الإنجاز. ولا شك في أن الهزائم والنكسات التي منيت بها تلك الدبلوماسية في المنطقة المغاربية ليست بحاجة لدليل، فالتطورات التي حصلت هناك في غضون عام واحد فقط أثبتت أن الإسبان فقدوا تأثيرهم ووزنهم، ولم يعودوا اللاعب الإقليمي الأكبر، خصوصا بعد تداعيات استقبالهم لزعيم البوليساريو بشكل سري. أما كيف سيتصرف المغرب والجزائر مستقبلا مع مدريد، إن تمكنا من تطبيع علاقاتهما؟ فذلك هو الكابوس الذي يؤرق الإسبان أكثر مما قد يشغلهم تواصل التوتر بينهما إلى أجل مفتوح.
كاتب وصحافي من تونس
المغرب إبتعد كثيرا عن أي تقارب محتمل بتحالفه مع إسرائيل القضية أصبحت قضية امن قومي مغاربي محض فبعد يقينه بتخلي الخليجيين عنه و تراجع دور فرنسا ها هو و كعادته مبتزا و مستغلا يقع في أحضان الحليف الجديد
تحليلك غير منطقي العلاقات مع فرنسا ودول الخليج ممتازة جدا الدليل ان كل دول الخليج تدعم المغرب في وحدته الترابية وتعترف بمغربية الصحراء احيلك على اجتماع هيىة الأمم المتحدة الأخير الجزاىر من هي غي عزلة عالمية الدليل قرار مجلس الأمن الأخير 2602 قضى على احلامكم
أظن تخوف إسبانيا ومعها كل الاتحاد الأوربي هو إن تأزم الوضع وحصلت مناوشات أو حرب فبدون شك سيحدث هجوم أعداد هائلة من اللاجئين نحو الشواطيء الاسبانية. أظن عامل الغاز الجزائري يمكن تعويض النقص فيه, حالتا سبتة ومليلية الصعبة يمكن كذلك التعامل معها , لكن الحساسية الكبرى والخوف الكبير من تدفق اللاجئين لأنهم يخلقون لهم مشاكل اقتصادية واجتماعية ليسوا مستعدين لتحملها, ثم عامل فوضى اليمن من مظاهرات وغيرها ستشتعل بدون شك. الأفضل لهم محاولة التدخل لرأب الصدع ربما قبل فوات الأوات من وجهة نظرهم.
اجدني مرارا و تكرارا في حيص بيص من أمري و أنا اقرأ تعليقات من الجزائر .. و هي .. احصائيا .. يمكننا ان نعتبرها عينة
معبرة للرأي الشعبي الجزائري عموما .. و الدي يزيد من الحيص و البيص .. هو انني المس صدق التعليقات .. بمعنى حتى و إن
كان محتوى التعليق لا “يخش النافوخ” .. فكاتب التعليق مؤمن بمحتواه .. و إليكم عينة من الحيص و البيص ..
.
نرى أن هناك من يرى في تصريح السفير المغربي بخصوص القبايل ذنبا لا يغتفر .. و يطالب المغرب باعتذار ..
.
و في نفس الوقت .. هؤلاء .. لا يرون في انطلاق ميليشيات مسلحة من داخل الجزائر و باذن من نظامها .. هجوما على جنود المغرب
اي مشكل .. و لا حتى جزء من الف .. بل يعتبرون حسب اعتقادي ان الامر عادي جدا .. حتى و القانون الدولي يعتبر الهجوم من
داخل الاراضي الجزائرية على المغرب هو هجوم جزائري عسكري على المغرب ..
.
المتتبعين في العالم لاشكالية العلاقة المغربية الجزائرية ربما سيرون في تعليقي هذا احد اسباب المعضلة .. انها السكولوجية .. بنفحة
من استعلاء .. و لا ادري كيف استقرت سيكولوجية الاستعلاء عند قوم لهم نفس جينات المغاربة .. ما يأكذ ان هذه السكولوجية ليست
بنيوية .. و لا عضوية .. بل هي سيكولوجية مكتسبة .. كنتاج لمطرقة خطاب العسكر .. و منذ استقلال الجزائر.
.
و ستبقى المنطفة في حيص بيص ..
لنتتبع كرونولوجيا الاحداث كانت الزيارة السرية لراس البوليساريو لاسبانيا سبب أزمة الرباط و مدريد و المسبب هي الجزائر و مارس المغرب حقه في وضع النقاط على الحروف مع الجارة الشمالية في ضبط اسس العلاقة و وجدت اسبانيا نفسها في موقف لا تحسد عليه و السبب الجزائر ادا يجب الا نستغرب من اجتهاد الجزائر في اختلاق أزمة مع المغرب و وضع مفاتيح حلها بيد اسبانيا بالوساطة او اي شيء آخر لتحسين صورتها التي كانت الجزائر سببا في تشويهها .. و من هنا يتضح لنا مدا العبث الدي تمارسه الأخيرة بافتعالاتها و توجهاتها المراهقة سياسيا التي تلعبها بوساخة و وقاحة لا تكثرت بمصير شعبين شقيقين ما يجمعهما اكبر و اكثر مما يفرقهما .. و ما يفرقهما فقط قلة من قطاع الطرق على المصير الواعد المشترك ..
المغرب دائما الحمامه التي تغرد خارج السرب
بتحالفه مع اسرائيل لن يكون هناك تقارب ولو اعطانا المغرب نصف ارضه انه مبدا الجزائريين
أناأصلح بين المغرب والجزائر، وكل المغرب العربي من المغرب الاقصى الى ليبيا ، والرجوع للشعوب الحرة الأبية المتشبعة بالعزة والانفة ، لاتتبع لا الملكي ولا الأنفصالي عن اصله ويكون التوحيد والوحدة هو اساس المواطنة لاالخنوع والخضوع والركوع والسجود لغير الله سبحانه وتعالى ، ويكون انتخاب حر ونزيه للشعب ولا اقول الشعوب ، فمن أراد ان يعيش عبدا فله ذلك، ومن أراد التحرر فله ذلك ، ويسجل في بطاقة تعريفه الشخصية، وكفى المؤمنين القتال والسلام خير من الكلام الفارغ أبن الجزائر
يا ابن الوليد . هات ما عندك من الادلة والبراهين والحجج . والمعطيات التاريخية . وابتعد عن السوفسطائية البيزنزنطية . والنظرايات الجوفاء التي لاتصلح للمقام . وقديما :. قالت العرب .. لكل مقام مقال. في مثل هذة المواضيع . انت تضيع وقتك بمثل هذة الغوغلئيات الميتافيزيقية والفوقاعات الهوائية ظنا منك انتك تخدغ القارئ بهذه الافاظ . ولكن انت تخدع نفسك دون ان تشعر .
الا تطالب السفير المغربي بالاعتذار .. و في نفس الوقت تغض الطرف .. و لا تندد باعطاء نظام الجزائر الاذن للبوليساريو
كي تهاجم المغرب انطلاقا من تندوف ..من داخل الجزاءر ..
أصلاً فرنسا و إسبانيا هوما سبب المشكله بين المغرب والجزائر من زمان يخلق أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية حتى بين شعب العربي
الاسبان عليهم قبل الوساطة ان بحلوا مشاكلهم مع المغرب