لماذا كل تلك الشيطنة للإسلاميين؟

حجم الخط
1

المانيا احدى اكثر الدول علمانيةً في العالم حيث غالبية الشعب من الملحدين، يفوز فيها بالانتخابات للمرة الثالثه على التوالي حزب يدعى الاتحاد الديمقراطي المسيحي، من دون ان يقوم سيسي الماني بطلب تفويض وامر من الشعب الالماني لمحاربة العنف والارهاب المحتمل، اي استخفاف بالعقول هذا؛ انه كمن يعتقل رجلا بريئا لانه من المحتمل ان يقتل او يسرق يوما ما؛ اي منطق هذا.
لقد اختبرت اسرائيل معنى وصول الاسلاميين للسلطة خلال عدوانها على غزة، بما سمّته عامود السحاب من 14 21 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، ورغم استمرار وجود الدولة العميقة وقفت مصر الى جانب القطاع، فزاره رئيس الوزراء قنديل خلال العدوان متضامنا ومؤكدا على استعداد بلاده لبذل الغالي والنفيس في سبيل وقف العدوان على غزة، ثم تم التوصل الى اتفاق تهدئة بنكهة انتصار حمساوية. بالطبع لم يرق ذلك لاسرائيل فدفعت بالتعاون مع اصابعها من رؤوس الاموال وقيادات الجيش الى الانقلاب العسكري، الذي اطاح باول ديمقراطية في تاريخ مصر، ولوحظ ارتفاع البورصة المصرية في اليوم التالي لاسقاط الرئيس مرسي، وهذا طبعا ينافي كل القواعد الاقتصادية التي تقتضي تراجع تلك البورصة، نتيجة دخول البلاد في حالة عدم الاستقرار مما يؤدي لهروب رؤوس الاموال باتجاه الاسواق الامنة، ولكن قام مؤيدو الانقلاب بشراء الكثير من الاسهم للايحاء باستقرار السوق المصرية ولاضفاء بعض الشرعية على الانقلاب العسكري؛ اذا ليست حركة ‘تمرد’ ومظاهراتها وراء ما جرى وما هي الا مجرد ديكور قبيح لا ينطلي على احد، كل ما جرى كان مدبرا ؛ ثم كان شعار ‘Egypt fight terrorism ‘ الذي خرج به السيسي ليستبيح مصر. الاسلاميون المنتخبون اصبحوا ارهابيين، اما من قتل الاف المصريين وهو في طريقه لتدمير المجتمع المصري وما تبقى من اقتصادهم فهو المسالم البريء الوطني.
لقد اتفق الغرب الرأسمالي الحر مع الاتحاد السوفييتي الشيوعي الدكتاتوري على شيء واحد فقط ؛ محاربة الاسلام وحاولوا اجتثاثه كل على طريقته، وما زالوا حتى الان يسعون بالتعاون مع بعض انظمة الدول الاسلامية الى افـــــراغ تعاليمــــه من مضــــمونها، فقــــرنوا رمضان بالمسلسلات مع كل ما تحمله، وربطوا اللحية بالارهاب و…
في منتصف القرن الماضي قام البريطانيون بفصل باكستان وبنغلاديش عن الهند للحؤول دون قيام عملاق هندي ذي اغلبية مسلمة، الفلبين تحارب مواطنيها المسلمين في جنوب البلاد، وكذلك تايلاند، في الهند يعاني المسلمون من الاقصاء والتهميش ويحاربون في كشمير. اما في بورما فالاوضاع اكثر فظاعة، وما فظائع البوسنة و الهرسك وما تلاها في كوسوفو الا خير برهان على نزاهة المجتمع الدولي ونجاح مؤسساته، فقد ظلت سراييفو محاصرة اربع سنوات وهي في قلب اوروبا الحرة التي تقوم الدنيا فيها ولا تقعد اذا سمعوا عن اساءة معاملة قط او كلب. اما مجازر البوسنة فذاك شأن داخلي لا يتدخل فيه احد، ولا ننسى افغانستان والشيشان والقوقاز والصومال، ثم العراق والقائــــمة تطول ولا تكاد تنتهي. اما ما يجري في فلسطين فهو ارهاب يمارسه الفلسطينيون تجاه الاسرائيليين الابرياء، فهم يقصـــفونهم بالطــــائرات الحربية والمدافع والصواريخ والفوسفـــور الابيض، و يستبيحون مقدساتهم ويقضمون يوميا ما تبقى من اراضيهم المحتله اصلا، ولكن للاقليات المسلمة عزاء واحد في ما تعانيه فحتى الاكثريه المسلمة لم تنج في بلدانها وتكفل بها مَنْ تَكَفَّل، كما في سورية مثلا، كل ذلك ويقرن الاسلام بالارهاب والمسلمين. حتى في نظر بعض انظمة الدول الاسلامية هم ارهابيون.
خلال زيارة اوباما الاخيرة للسويد وفي المؤتمر الصحافي المشترك له مع رئيس الوزراء السويدي؛ تحدث هذا الاخير عن عراقة ديمقراطية بلاده ولم يذكر من مآثرها الا الحادثة التي قامت فيها بانقاذ اليهود الدنماركيين من الترحيل الى معسكرات الاعتقال عام 1943، انّ حماية اليهود والسهر على أمن اسرائيل والدفاع عن فظائعها، اصبح ذروة سنم الديمقراطية وابلغ مفاخر الدول والحضارات الغربية، غاضين البصر عن جرائمها وعن جرائم اي نظام يقدم ادنى خدمة لها، مثل حماية حدودها الشمالية او حصار غزة وخنقها، والا فمن ما يزال يسمح بابادة الشعب السوري، ومن يتغاضى عن ممارسات السيسي وهو يدفع بمصر الى شفير سورية جديدة؟
محاكمة مبارك واركان نظامه تستغرق اكثر من سنتين ولمّا تنته، ثم يُفرج عنه وعن احمد عز و… اما قضية حل جماعة الاخوان المسلمين فتستدعى لها محكمة القضايا المستعجلة ويصدر الحكم باسرع من لمح البصر.
ليست المشكلة في الحزب الذي يحكم اذا ما وصل لسدة الحكم بشكل ديمقراطي، وحكم وفق القانون و بمقتضى الدستور ووضع مسؤوليه تحت سلطة الرقابة الشعبية والرسمية القضائية، وبذلك لا يوجد ادنى خوف من وصول الاسلاميين او غيرهم الى السلطة؛ اما ان يأتي من يحكم وفق مزاجه ويُزوِّر الحقائق وينكل بالشعب، كما يحدث في سورية ومصر مثلا فهذه هي الطامة الكبرى.
انّ الغرب لا يزال في اقصى درجات قلقه خائفا من استيقاظ العالم الاسلامي ذلك المارد الذي لا تغيب عنه الشمس، ففي اليوم الذي يمتلك فيه العرب او المسلمون زمام امرهم لن تبقى اسرائيل حتى غروب شمس ذلك اليوم، ثم يعود العرب والمسلمون لدورهم الريادي في قيادة الحضارة الانسانية – باخلاقهم الاسلامية وعقيدتهم السمحة – التي لم تعرف اعدل منهم، وقد بات جليا ان حل كل مشاكل العالم المادية والروحية لا سبيل له الا بالاسلام .

‘ كاتب سوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول bjoubasy:

    الله يعطيك العافية على هل المقال الحلو

إشترك في قائمتنا البريدية