لماذا لا تعترض سلطة عباس؟

حجم الخط
16


قدم وفد الجامعة العربية الذي زار واشنطن الاسبوع الماضي مقترحات لاحياء المبادرة العربية للسلام، او بالاحرى تعديلها تنص على قبول مبدأ تبادل الاراضي بين الفلسطينيين والاسرائيليين في حال التوصل الى اتفاق سلام.
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، مثله مثل استاذه اسحق شامير، رفض هذه المقترحات والتعديلات الفريدة من نوعها، وقرر ارسال وفد الى واشنطن برئاسة تسيبي ليفني وزيرة العدل ومسؤولة ملف المفاوضات في حكومته، لعرض التحفظات الاسرائيلية عليها الى جانب مستشاره القانوني اسحق مولخو.
استراتيجية نتنياهو معروفة وهي دفع العرب والفلسطينيين الى تقديم التنازلات له، لكي يرفضها تحت ذرائع معينة طلبا للمزيد منها لانه يدرك جيدا ان العرب سيقدمون على ذلك بعد ان ينسوا انهم قدموا هذه التنازلات، او اعتبروها شيئا عاديا.
النقطة الاخطر في هذه المقترحات او التنازلات العربية لا تنبع من كونها جاءت خارج عملية التفاوض المجمدة فقط، وانما لان الطرف الفلسطيني بشقيه في الضفة وغزة لم يستشر بشأنها، وهذا ما يفسر البيانات الرافضة لها، خاصة من قبل حكومة حركة حماس في قطاع غزة.
وفد الجامعة العربية الذي يتحرك تحت غطاء رسمي عنوانه متابعة مبادرة السلام العربية، لم يحصل على اي تفويض عربي او فلسطيني بتقديم مثل هذه المقترحات، اثناء اللقاء بجون كيري وزير الخارجية الامريكي في واشنطن. فالمنطق يقول بضرورة اجتماع وزراء الخارجية العرب جميعا ومناقشة اي مقترحات جديدة بطريقة معمقة والاتفاق عليها.
ندرك جيدا ان الوفد يجادل معارضي خطوته هذه بالقول، ان السلطة الفلسطينية وافقت على مبدأ التبادل للاراضي هذا اثناء مفاوضاتها مع حكومة ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، ووزيرة خارجيته في حينها السيدة ليفني، وجرى تبادل خرائط حصرت عملية التبادل هذه في ما نسبته اثنين في المئة فقط.
السلطة لم تتوصل الى اتفاق مع اسرائيل حول هذه النسبة، لان الجانب الاسرائيلي طلب ان تكون بين ستة وعشرة في المئة من الاراضي موضوع التبادل، وان كنا نعتقد بان مبدأ التبادل مرفوض لان المستوطنات التي تريد السلطات الاسرائيلية الاحتفاظ بها هي الموجودة في القدس المحتلة او حولها، مما يعني التسليم عمليا بتهويد هذه المدينة.
اسرائيل ستفسر موافقة الجامعة العربية ووفدها على مبدأ تبادل الاراضي على انه اقرار بتعديل حدود عام 1967، وهذا يتناسب مع طلب حكومة نتنياهو، واصرارها على وجود القوات الاسرائيلية على اي حدود مستقبلية للدولة الفلسطينية مع الاردن.
لا نفهم اسباب تطوع وفد الجامعة العربية وامينها العام بتقديم هذه التنازلات المجانية لاسرائيل، فاذا كانت الدول العربية لا تريد الحرب لاستعادة المقدسات الاسلامية والعربية في القدس المحتلة لاعذار مختلفة، فان عليها ان تتنازل عن الثوابت الفلسطينية وبصورة مجانية.
نشعر بالالم ونحن نرى المشروع الوطني التحريري الفلسطيني ينحدر الى هذا المستوى المتدني، بسبب وجود سلطة فلسطينية فاقدة للهيبة قبل القدرة على الفعل، ولم تعد قادرة حتى على الدفاع عن الحد الادنى من الثوابت الفلسطينية ولو كلاما فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رضوان بن الشيخ عبدالصمد:

    الجامعة العربية هي من المتآمرين على قضية الشعب الفلسطيني من أولهاإلى آخرها وسلطة عباس تدور في هذالفلك ي .

  2. يقول مواطن:

    لن يحدث سلام الان ,فمسلسل الابتزاز من نتنياهو مستمر ومسلسل التنازل من العرب ايضا مستمر ..الان نتنياهو يطالب بالاعتراف بيهودية دولة اسرائيل , وسيعترف العرب بذلك وسيتبع ذلك سحب كل الحقوق للفلسطينيين في اسرائيل وربما طلب ابعادهم خارج حدود اسرائيل وبعد ذلك …نعم بعد ذلك طالما اعترف العرب بيهودية دولة اسرائيل , اي بالقصة التوراتية للتاريخ فسيطلب منهم قادة اسرائيل الاعتذار والتعويض عن الخسائر التي فقدتها في حروبها مع العرب وسيدفع حكام النفط ….هذا هو مسلسل عصر الانحطاط العربي ..

  3. يقول ابوالايسر جرادات فلسطين:

    لانها موافقه سلف وهو مشروعها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  4. يقول سامح // الامارات:

    أولا : معذرة من قدسنا العزيزة : سقط حرف ( لا ) من إحدى العبارات وأدى
    الى قلب المعنى وتغيره .
    ( ……..فإنّ عليها أن ( لا ) تتنازل عن الثوابت الفلسطينية وبصورة مجانية ) .
    ثانيا : بما أن ( فاقد الشيء لا يُعطيه ) … لا نتوّقع مواقف صُلبة وعنيدة من
    ( السلطة الفلسطينية ) .
    للأسف : أحيانا كثيرة أتخيلها …سلطة ( مخاتير ) فقط لا غير .
    لا أتوقع : الكثير في الملف الفلسطيني وشعا ر ( اللف والدوران ) سيبقى هو السائد
    الى متى …الله أعلم …ممكن …بعد ( مئة سنة ) كل شيء جائز …؟؟؟
    حياكم الله وشكرا .

  5. يقول خالد:

    هذا ما جنيتموه على أنفسكم والآتي أعظم فلم تعجبون؟؟؟

  6. يقول احمد دبور:

    يا سيدي الكريم : ليس من الصعب ان تفهم لماذا قامت الجامعة العربية بهذه الخطوة المجانية لصالح اسرائيل. فالجامعة العربية منذ تأسيسها قامت لتكون أداة طيعة بيد الغرب, قد يبدو هذا الكلام غريبا او متسرعا او يدل على عدم الفهم؛ قل ما تشاء ولكن هذه هي الحقيقة , ومن لم يصدق فليراجع تاريخ الجامعة العربية, اما صلب موضوعنا الحالي فيجب الاجابة على مجموعة من الاسئلة لتتضح الصورة. لماذا لم تقم الجامعة العربية بالوقوف على مسافة واحدة من النظام السوري والثورة السورية ومحاولة ايجاد حل يرضي جميع الاطراف, سنجد الكثير بالطبع يقولون ان نظام بشار الاسد نظام قمعي فاسد , وقد يكون في هذا او بعضه شيء من الصواب, ونتساءل : هل من نظام ما في اي مكان في العالم مستعد لتسليم السلطة للمعارضة هكذا وبكل بساطة؟ ولكننا من جهة أخرى سنجد على الجانب الاخر من يقول ان هذه ( الثورة ) مستوردة ؛ وفي هذا الكثير من الصحة ايضا , والا لما وصل الحال بالمجاهرة بالتدخل المباشر في سوريا تحت ذريعة توفير السبل لحماية المتظاهرين , ونحن نعلم حق العلم ان هذا كلام يستثير الضحك من ناحيتين اولاهما اننا لم نسمع على مدى التاريخ بوجود مظاهرة ( سلمية ) و ( مسلحة ) في نفس الوقت , اما الامر الثاني فهو : كيف يصح ان يكون هذا الدعم مصدره دول وجماعات لا تؤمن بحرية شعوبها هي , ودعنا نأخذ الامثلة مما ورد في القدس العربي : كان قد اصدر مفتي السعودية بيانا يحرم فيه الخروج على الحاكم وعدم شرعية الانتخابات لانها تساوي بين الرجل والمرأة وهذا مخالف لشرع الله ( حسب فتوى الشيخ ).. ومع هذا نجد ان السعودية اكثر الناس حماسا في توفير الحرية والديموقراطية في سوريا , وربما تكون قطر الاكثر حرصا على هذا ؛ لا اقدر على الجزم بهذا الامر ونتركه لاولي الرأي لتقريره , لكننا جميعا نعرف ان قطر هي اول من افتتح مكتبا تجاريا اسرائيليا في منطقة الخليج وافتتحت مكتبا لها في تل ابيب , ولقاءات حمد بن خليفة وتسيبي ليفني ليست سرية ويمكن رؤية الكثير من المقاطع التي تؤكد ذلك على اليوتيوب وهي مقاطع غير مفبركة.. اما لماذا ابتعد عن الموضوع الرئيسي للمقال , فانني اعتقد انني اناقش صلب الموضوع لان الاستماتة غير العادية التي بذلتها قطر من اجل تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية ومنح المقعد للائتلاف فانه يصب في الغرض القطري نفسه من اجل حل ( سلمي ) يرضي اسرائيل .
    اما لماذا لم نسمع من السلطة الفلسطينية رفضها الصريح للتعديل على المبادرة العربية فلذلك اسيايه ايضا كما نفهمها نحن المواطنون البسطاء , لان السلطة ونعني ازلامها . قد باعوا فلسطين والقضية منذ التوقيع على اتفاق اوسلوا وانصرفوا الى فتح البسطات السياسية للتربح والتكسب , وما من طفل فلسطيني يعيش في ما تبقى من فلسطين الان الا ويعرف هذه الحقيقة جيدا . والمزايدات التي تعرض على بسطات السياسة امام دكاكين هؤلاء ( الوطنيين ) للاستهلاك الذاتي , واقول الذاتي لانها لا تقنع احدا هنا , وقد يظن البعض ممن يطلقون هذه الشعارات ان بعض الناس يصدقون دعاويهم وان كانوا غير متأكدين من ذلك. وحماس وما ادراك ما حماس : ان السيد خالد مشعل يطلق الان التصريح تلو التصريح برفضه التعديل ( واتمنى ان يكون هذا موقف حماس الحقيقي ) لكننا ندرك الان ان الاوراق ليست كثيرة او ذات فعالية ونحن نرى ان ما تغدقه قطر من اموال تنهال على حماس ليست من اجل المشروع الوطني ووالذي يجد تعبيره في المقاومة ؛ بل من اجل انشاء الطرق والمساكن التي لا ننكر اهميتها, بل ربما تأمل الدول والجماعات الداعمة لحماس حاليا بان تقوم هذه بالضغط على جماعة الجهاد الاسلامي ( المرتبطة بايران ) كما يرون وذلك من اجل الاقتتال معها بعد حين او جرها الى المربع السياسي الذي تخطط له جهات كثيره آخر ما يهمها ان يعود الحق الفلسطيني الى اصحابه… نسأل الله الهدى الجميع واتمنى ان اموت لأدفن في فلسطين قبل ان تتحقق مخاوفي نتيجة تصوراتي المرعبة لما قد يحدث.. وهنا في فلسطين بالتحديد

  7. يقول ديك الجن:

    السلطة الفلسطينية وافقت وفاوضت على أساس مبدأ تبادل الأراضي، فلا داعي لطرح الأمر وكأنه مفاجأة الموسم. الموقف العربي كان، في شكل المبادرة، أكقر تقدما من موقف السلطة. الآن هناك تطابق. ما نريده من السلطة هو بعض الأفعال أو حتى التصريحات الجريئة قبل الإنخراط في التفاوض مرة أخرى. مثلا لماذا لا يقوم عباس بالرد على تصريحات نتنياهو بالمثل والتأكيد على أن أي إتفاق سلام مع إسرائيل سيتم طرحه للإستفتاء على كامل أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات؟

    1. يقول عمر المصري - فلسطين:

      عزيزي ديك الجن : اوافقك على كل ما قلت الا قضية الاستفتاء وانت تعرف اننا نحن العرب امهر الناس في تزوير نتائج الاستفتاءات. ما من فلسطيني في ما تبقى من الوطن او الشتات يقبل الاعتراف باسرائيل فكيف بمسألة تبادل الاراضي ؟ هل نعطيهم جزءا من ما احتلوه بعد عام 67 مقابل ما اغتصبوه في عام 48؟

  8. يقول الدكتور محمــد عـــلاّري:

    أعتقد ان السلطة الفلسطينية بقياداتها ووزرائها وفصائلها قد دخلوا النفق المظلم الذي سيفقدهم الرؤيا السياسية والأستراتيجية ويقعدهم مع العجزة والمكفوفيين والمتسوليين السياسيين شأنهم شأن بقية أنظمة العرب المنبطحة . السلطة الفلسطينية لم تعد قادرة على تمثيل شعبها في الداخل والشتات واصبحت عاجزة عن تمثيل نفسها مع انها دولة غير عضو في الأمم المتحدة وهمّها الأرتزاق من الدول المانحة المرتبطة بموافقة اسرائل من غير العرب . السلطة الفلسطينية التي انتزعت وحدانية التمثيل في مؤتمر القمة العربي في الرباط عام 1974 تتنازل عنه بالتدريج وخطوة وراء خطوة عندما سمحت لوفد الجامعية العربية بعمل صفقات لا تخدم القضة وشعبها ومن ثم التلويح بالكونفدرالية مع الأردن قبل دحر الأحتلال الأسرائلي ونيل الأستقلال الحقيقي وقيام الدولة على أن تبدأ الكونفدرالية بين الشعبين الشقيقين بعد استفتاء عام وشامل وليس بين ( زعيمين ) في الغرف المغلقة .

  9. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    من المعروف ان الاقتراحات الاسرائلية تسوق كاقتراحات امريكية لان العرب سيرفضونها. الان تسوق كمبادرة من الجامعة وهي في الحقيقة مقترحات فلسطينية امريكية. اعتقد بن السلطة لا تدراي ما تفعله واكيد ان النتائج ستكون بالمقاييس التي تحلم بها اسرائيل . الانبطاح العربي لن يجني اي شيء سوى المزيد من ضياع القضية. اقترح عليكم فعلا ما اقترحه الاخرون هنا – فككوا السلطة وعودوا الى بيوتكم يرحمكم الله.

  10. يقول يحيي ابو دبورة النرويج:

    ننتظر من حماس الرد المزلزل كما اعتدنا ان نسمع ، لا ادري ماذا تفعل حماس و حزب الله و ايران بالأسلحة المتوفرة لديها ؟ كم من المليارات تنفق علي التسلح بدلا من إنفاقها علي التصنيع و بناء المدن و التعليم و التكنولوجيا ؟!

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية