لماذا نربط مصيرنا بالآخرين؟

حجم الخط
0

تتصاعد هذه الايام سخونة التصريحات والتهديدات من قادة دول التحالف الثلاثي في سورية وايران والعراق ومن قوى سياسية نافذة في العراق بالويل والثبور للمنطقة وشعوبها اذا تعرضت سورية لضربة عسكرية، كما تتزامن هذه التصريحات مع تصاعد خطير لأعمال العنف الارهابي والطائفي في العراق وغيره من دول المنطقة في اصرار واضح على ربط القضايا ببعض ليس لمصلحة شعوب المنطقة بل خدمة لمصالح بعض الحكام وأتباعهم، مما يجدد اثارة تساؤلات الشك والريبة حول الجهات التي تقف وراء هذا التصعيد وعن ترابط بعض تلك التصريحات بأعمال التفجيرات وهل ان ثمة خيوط وتنسيق فيما بينها.
والتساؤل المشروع الأول هو لماذا يصر بعض سياسيينا على تعريض مصير ومصالح بلدنا وشعبنا للتهديد والمخاطر دفاعا عن حكام رفضتهم شعوبهم وثارت عليهم وتصر على رحيلهم؟
لماذا ندافع عن حكام سورية الذين دمروا وطنهم وقتلوا وأذلوا شعبهم وشردوه من اجل التمسك بكرسي السلطة وحسب؟ ولماذا نقف ضد ارادة الشعب السوري بالتغيير؟
لماذا ندافع عن حكام كل تاريخهم مليء بالمواقف المعادية للعراق وشعبه؟ وهل نسينا اتهامات حكومات ما بعد الاحتلال ومراكز البحوث العالمية بمسؤولية النظام السوري عن تجميع مئات من عناصر القاعدة وإرسالهم الى العراق للقيام بأعمال ارهابية؟
ما الحكمة في الدفاع عن نظام لم نعرف عنه سوى امتهان اللعب على كل حبال السياسة الخبيثة التي تخدمه بعيدا عن أية مبادئ؟
أليس هذا النظام هو الذي دمر لبنان أثناء الحرب الأهلية وقتل خيرة قادته أمثال كمال جنبلاط وغيره من الشرفاء؟ وهو النظام الذي يقوم بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية بأبشع الصور.
ولماذا لم يهتم أو يتحرك دعاة التهديدات هؤلاء عندما تعرضت العراق وليبيا للاحتلال والعدوان؟
ولماذا تزايدت اعمال التفجيرات الارهابية والاغتيالات الطائفة في العراق ولبنان وغيرهما بمجرد ظهور تلك التهديدات.. وكأن قوى الارهاب تأتمر بتوجيهات بعض جهات التهديد؟
هل اصبح محتوما علينا ان ندفع من دماءنا ومصالحنا ثمن ربط البعض لمواقفه وسياساته مع دول وقوى اقليمية لديها كل الاستعداد للتضحية بمصالحنا لخدمة مصالحها؟
هذه التساؤلات وغيرها الكثير مطلوب من سياسيينا الاجابة عليها، ولو أننا نشك في الرد.
علي العلي – بغداد
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية