اجتمعت في الأيام القليلة الماضية عدة قصص إخبارية تتعلّق باستخدام سلاح الإساءة الجنسيّة الفاحشة ضد ناشطات سياسيا.
انتهى الأول نهاية سعيدة نسبيّاً فقد توفّر للضحيّة الأولى، هاجر الريسوني، عفو ملكيّ مفاجئ أخرجها من السجن بعد الحكم عليها بسنة سجن، كما طال العفو أحكاماً متعلّقة بالقضية، تخصّ خطيب الريسوني، رفعت الأمين، الأستاذ الجامعي السوداني المقيم في المغرب، المحكوم أيضا بالسنة سجنا، وطبيبها الذي حكم عليه بالسجن عامين، وذلك بعد اتهامات مشينة لها بالإجهاض والفساد ومحاكمة اتهمت بالانتقام السياسي من صحافية ناشطة في صحيفة «أخبار اليوم» المعارضة كانت آخر تدويناتها عن ضحايا فيضانات ونقدا للمسؤولين عن «تسيير البلاد».
وكانت تداعيات الثاني سلبيّة على القائم بالهجوم، وزير المهجّرين اللبناني غسان عطا الله الذي ظهر على قناة تلفزيونية تستضيف النائبة المستقلة بولا يعقوبيان ليهاجمها ليس بالمحاججة السياسية ولكن بالتعريض الأخلاقيّ بها، مقارنا بين تاريخه «المشرّف» و«تاريخها المشبوه»!
ورغم أن النائبة والإعلامية ردّت بشكل مفحم على وزير محسوب على تيار رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي وصفته بـ«تيار الصفقات والنصب»، ورادة عليه بأنهم «كذابون وبلا شرف»، وهي محاججة منطقية لأنها تردّ على سخافة المنطق الذي يربط الأخلاق بالكذب في المسائل الشخصية، وباستسهاله تحقير المرأة بيولوجيا، فيما كان ردّ يعقوبيان يعيد السجال إلى سكته الحقيقية: الأخلاق في السياسة تتعلّق بالكذب على الجمهور والفساد واللصوصية ونهب البلاد، فمصلحة البلاد تتعلق بهذه المسائل التي تنعكس على حياة الملايين من البشر، وليس بما يحصل في غرف نوم السياسيين.
يتعلق الحدث الثالث بقيام أذرع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحملة إساءة لسمعة الناشطة إسراء عبد الفتاح، والتي كان من أشكالها ظهور عنوان رئيسي مخجل في صحيفة «الجمهورية» يقول: «ليالي الأنس في بيت إسراء عبد الفتاح: «الناشطة» تشعل مواقع التواصل بسهرات الفرفشة حتى الفجر».
حسب المعلومات الواصلة فقد تعرّضت الناشطة للضرب والتعذيب وتم الاعتداء عليها كي تقبل بفتح هاتفها الجوال، كما قام الجلادون بمحاولة خنقها بأكمام ملابسها وتعليقها بواسطة كلبشات مع استمرار الضرب والإهانات.
تشكل واقعة إسراء الحالة الأكثر سوءا، فإضافة إلى الخطف والاعتقال والتعذيب فقد شارك الإعلام الرسميّ في إضافة أشكال خسيسة من التدمير المعنويّ إضافة إلى التنكيل الجسدي الذي تتعرض له، وهو ما يعني أن الإعلام المصري تحوّل عمليّا إلى تابع للأجهزة الأمنية ومشارك فاعل في التعذيب.
أما اللجوء إلى التشويه الأخلاقي لفتاة سجينة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها فهو يمثل هبوطا بالإعلام إلى مستوى الغرائز المتوحشة والتخلص من أي عائق أخلاقي يمنع هذا الهبوط الشنيع.
تدل الحوادث الثلاثة على وجود بنية متخلّفة عن الشرائع الأممية المعروفة لحقوق الإنسان والمرأة والتي تتباهى نخب هذه الدول الذكورية بتوقيع أنظمتها عليها، كما أنها تدلّ على انفصال مريع عن الواقع الذي تجاوز طرق تفكير الساسة، كما يدل على تخلّف قانوني يسمح لبعض الأنظمة العربية، حين تريد، أن تستخدم عقوباتها بشكل انتقائي للتعريض بالنساء وانتهاك حرياتهن وأجسادهن وعقولهن. صحيح أنه يوجّه نحو النساء لكنّ المقصود به إرهاب الجميع والتدليل على وجود فكرة الدولة الشمولية المسيطرة على البشر والمجالات العامة.
يا اخ علي
ليس هناك اصرار بل هو الواقع وعليك تذكر الانتفاضة الفلسطينية التي قادتها النساء والاطفال ضد اسرائيل وكيف اعطت نتائج باهرة للقضية الفلسطينية ومن قام بايقافها او اخماد نارها وكيف تقتل حاليا الناشطات في العراق وفي البصرة بالذات لان الاسلام السياسي واحزابه لا يريد ان تكون هناك ظاهرة هي خروج المراة للشارع والمشاركة بالمجتمع فهو شرع لها الزواج وبها بعمر 7 سنوات
من وجهة نظري، هذه سمة كل الأنظمة التي تعتمد الأمن أولاً في نظام الأمم المتحدة تعليقاً على عنوان (ظاهرة عربية: تشويه سمعة الناشطات لإرهاب المجتمع المدني) والأهم لماذا؟!
فالكيان الصهيوني، وحتى الإتحاد الأوربي بقيادة فرنسا (ماكرون)، والتي كان عنوان رأي جريدة القدس العربي بالأمس (ماكرون و«الشر الإسلامي»: أي وحش نواجه؟)،
أفضل دليل عملي لتشويه سمعة من يمثل ثقافة الآخر (التخويف من التسقيط الأخلاقي لضمان الولاء)، بواسطة ممثلي ثقافة الأنا.
ولذلك تجد أن الشعب عندما لا يستطيع نقد الملك،
يصب جام غضبه على أهل وأصل الملكة (الأردن مثال عملي، فيما نشرته الملكة رانيا العبدالله)،
وما حصل لبولا يعقوبيان بواسطة الوزير، لأن هو يظن أنّ الصحفية لم تقم بواجبها، مع (سعد الحريري) وسؤاله عن سبب تهربه من دفع الضرائب والرسوم والجمارك في السعودية أو لبنان،
ولولا واسطة ومحسوبية ورشوة الرئيس الفرنسي (ماكرون) لما تركه يخرج دون تسديد ما عليه، كما سدّد ممن تم حجزهم في الرياض (فندق الريتز).
*بدون ديموقراطية وقضاء مستقل
تتحول الدولة الى(غابة) بكل ما في
الكلمة من معنى.
الظاهرة العربية الغريبة وخاصة منها المغربية، أن الإنتماء إلى معارضة الدولة وخاصة من الإسلام السياسي واليسار الراديكالي، صار حجة للتهرب من مواجهة العدالة إذ يخطر على بال المدافعين عن ( النشطاء والنشيطات) كل سيناريوهات المؤامرة من طرف الدولة ولا يخطر على بالهم أن النشيط أو النشيطة يمكن أن يكون بالفعل مذنبا لأننا أمام بشر يمكن أن يخطئوا ولسنا أمام ملائكة أو أنبياء معصومين والإنتماء إلى المعارضة لا يعني أن المنتمي هو بالضرورة نزيه ومستقيم وطاهر.
اخي عبد المجيد انت محق ولكن لماذا لم يتم المحافظة على سرية القضية تحت طائلة المسؤولية القانونية هذا ما بناقشه المقال التشهير بالذنب والمذنب استثمار سياسي بذنوبه لا احد فوق قانون الله ولا يشفع للمعارض معارضته اذا انتهك القانون لكن التشهير به خرق شرعي وقانوني ووديني مرفوض
استخدام سلاح الإساءة الجنسيّة الفاحشة ضد ناشطات سياسيا,
هو لإحتقارها,وعزلها إجتماعيا وخلق مشكلة لها مع عائلتها مسألة عند العرب لها دور كبير وإن كانت العائلة متعصبة تدافع عن شرفها فربما يتسببوا في قتلها
الناس الذين يسيئون لسمعة الناشطة . أناس لا يتحكمون في أنفسهم لا يتحكمون في غضبهم . طبعا المرأة تخطئ مثل الرجل لكن لا داعي لاستخدام سلاح الإساءة الجنسيّة الفاحشة لما ترتكب المرأة خطأ
على كل صحفي وناشط سياسي في هذا الزمن العربي المنحط ان يحاول قدر إمكانه ان لايسمح بثغرة في سيرة حياته تسمح لحثالات العسكر بان يدخلوا منها للحط من قيمته او قيمتها وخاصة اننا نعيش بين شعوب غالبيتها يعشعش فيه الجهل والتخلف وليست قادرة على التصدي لتفاهات وحقارات العسكر ومؤسساتهم الأمنية
لم أكن أرغب في الخوض في هذا الموضوع بسبب طغيان الجانب التسييسي على الإطار القانوني وهو صلب الموضوع. …لأن عناصر الفعل الجرمي التي يحددها القانون موجودة. …وبهذه التهم يحكم على الكثيرات ممن قمن بنفس الفعل فلماذا التمييز. ..وللعلم فان النشاط فيه وفيه. …وكثيرا مايختلط فيتحول إلى مظاهر تطرب المتربصات والمتربصين من الانتفاعيين بالمنح الأوروبية والأمريكية مقابل شرعة النشاط الآخر. ..وشرح الواضحات. ..الخ.
الأستاذ سلام عادل
نحن نفخر بإسلامنا ولو سميتموه الإسلام السياسي، والمسلمات قمن بأشرف الأعمال الجهادية
ضد العدو النازي اليهودي والأمهات الفلسطينيات مازلن يضحين، ويقدمن الشهيد وراء الشهيد.
دعونا وإسلامنا ، واعتقدوا ما شئتم. لكم الحرية أن تؤمنوا بما تعتقدون، ولنا أن نؤمن بإسلامنا
كما جاء من عند رب العالمين، وتبقى جريمة الحكام الأنجاس القتلة ضد النساء أو الرجال، قائمة
لا تسقط بالتقادم ويشاركهم في الجريمة أعوانهم من الأقلام المأجورة والأبواق الكاذبة.