عند تراكم المحن والكوارث، وتفاقم البلاء، وطول مداه، من الطبيعي في مثل هذا الحال، ان يبحث الناس عن أي وسيلة، للخلاص مما هم فيه، حتى لو كانت هذه الوسيلة غريبة وبسيطة وغير مضمونة، وكما يتشبث الغريق، بأي عود، حتى لو كان من الغش، ولا امل للنجاة بواسطته، لكنه وهو في هذا الظرف، لا بد ان يبذل جهده ولا بد ان يحاول اسعاف ذاته. ونحن العرب شهدنا وطوال اكثر من نصف قرن كل انواع المحن والمآسي والكوارث، الطبيعية منها وغير الطبيعية، وصبت فوق رؤوسنا المصائب كالمطر الغزير ومن كل حدب وصوب، ومن كل الاطراف والجهات، وعلى كل الجبهات، وفي كل محنة تصعقنا، ينطلق السادةه الرسميون الى مجلس الامن والامم المتحدة، ودول عدم الانحياز والجامعة العربية، وكل المنظمات والهيئات الدولية المعروفة وغير المعروفة، التي تكون حصيلتها على الدوام العجز والفشل الذريع، ولم تنجح في استعادة ولو ذرة تراب عربيـــة مغتصـــــبة، تكــــرر ذلك لالاف المرات منذ نكبة فلسطين الحبيبة وضــــياع قدســــنا الشريف والى هذه اللحظة، مرورا باجتياح الكيان المسخ للبنان الحب والثقافة والعروبة، واحتلال العراق عراق المجد والبطولة والتاريخ العريق. والى مأساة سوريه العــــز والفداء والبطولة، حتى باتت هذه الوسيلة تثير ســخط وقرف وازدراء المـــــواطن العربي الكــــريم، لكثر تكرارهـــا مع انها لا فائدة ترجى منها، وهي تماما، كما يأمل البعض المساندة وقضاء الحاجات من اصحاب القبور، حتى ان المواطن العربي الكريم، بات يظن – وبعض الظن اثم، كما هو معروف – ان يتشبث البعض بذلك الاسلوب الذي ثبت عدم جدواه، انما مرجعه الى هذه العلة ذاتها، وادراكهم ان الحال سيبقى على ما هو عليه، وهذا كما هو معروف يفضي لصالحهم، لــــذا يقــترح المواطــــن العربي العفيف والنزيه، تغيير هذه الاسلوب، الى احدث منــــه، لانه بات يثير سخطه وغضبه وحنقه، ان يقصدوا وجهة جديدة، فيطرقوا ابواب زحل وارانوس ونبتون، بعـــــد كل محـــنة تعصف بالامة، انها الافضل لهم والاكثر ضمانة لمصالحهم، انها تستغرق زمنا طويلا، يتطلب بناء مركبات فضائية ومحطات ومنصات لاطلاقها، لذا تبقى لهم كراسيهم وتتواصــــل مآسينا، وما عليهم الان الا ان يباشروا باطلاق حملات دعائــية مكثفة وهائلة، عبر كل وسائل الاعلام المسخرة اصلا لخدمتهم، ليزفوا البشائر تتلو البشائر لابناء امتهم، بقرب انجاز فتحهم المبين هذا. عبد حامد [email protected]
رائع ومؤلم