لنتنياهو: أتعلم أن جيشك يتآكل وبات رهينة لمفاجآت حماس؟

حجم الخط
0

يصر نتنياهو على عدم التقدم في المفاوضات لتحرير المخطوفين إذا لم يترتب موضوع السيطرة على محور نتساريم، أي منع عبور المسلحين من الطرف الجنوبي إلى شمال القطاع. ويتفق جهاز الأمن على أن المحور هو بالفعل شوكة في حلق الغزيين بعامة وحماس بخاصة، لكن من المهم وضع كافة المعطيات في هذه المسألة على الطاولة.

أولاً، الوضع الفعلي: المحور، بعرض كيلومتر، يقطع القطاع بالتوازي مع وادي غزة في وسط القطاع، من جدار الحدود شرقاً وحتى البحر غرباً. ولحماية المحور، نفذ كشف تضمن تدمير مئات المباني واقتلاع الأحراش والكروم في عمق كيلومتر آخر حتى كيلومتر ونصف على عرض المحور، سواء من شمال المحور أم من جنوبه. بمعنى؛ يوجد في هذه اللحظة مجال من نحو3  كيلومترات ونصف حتى أربعة كيلومترات.

بدأ الجيش الإسرائيلي ببناء 8 استحكامات في المكان، أربعة من شمال المحور وأربعة من الجنوب. بالتوازي، يبقي الجيش الإسرائيلي في المحور مئات حتى آلاف جنود الاحتياط في مهام الحراسة. طريقة الحراسة تتمثل في أعمال جمع المعلومات، والكمائن، والاقتحامات للمجالات المجاورة وغيرها.

كل جنود الاحتياط في المحور سينهون حتى 7 أكتوبر 2024 بين 200 – 300 يوم خدمة احتياط. إبقاؤهم في نفس الوتيرة في السنة القادمة أيضاً معناه انهيار آلاف العائلات، ليس اقتصادياً فحسب، بل عائلياً أيضاً، وتشغيلياً، ونفسياً وغيرها.

هذا الموضوع يقلق قادة الجيش الإسرائيلي جداً؛ فهم يرون الجنود، ويسمعون المشاكل، ويفهمون تعقيدات الوضع. هكذا مثلاً، حين وصل الجمعة قائد فرقة 252 العميد ميران عومر إلى إحدى ساحات القتال في هوامش المحور، حيث التقى مع مجموعة رجال مدرعات في الاحتياط. هم يقاتلون منذ عشرات الأيام وممتلئون بالدوافع ويعرفون المهمة، لكن اللكنة الكبرى التي يعرضونها – حتى وإن لم يكن في الجملة الأولى فوراً – هي المصاعب؛ مصاعب في البيت، في مكان العمل، في التعليم الأكاديمي. الآن، عدد جنود الاحتياط الذين يمتثلون للخدمة أدنى من العدد الذي جاء في 7 أكتوبر. فإلى متى سيحتمل رجال الاحتياط العبء؟ ليس كثيراً. في النهاية، ثمة نمط الحياة يقيد. هل يأخذ نتنياهو هذا بالحسبان؟

الخميس، كشف مقاتلو لواء القدس من الجيش الإسرائيلي ممن يحتلون جزءاً من المحور نفقاً كان تحت المحور ويتجاوزه من الشمال إلى الجنوب. بمعنى أن حماس، إن شاءت، فستعرف كيف تعمل أيضاً من تحت أقدام الجيش.

آفي أشكنازي

 معاريف 5/8/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية