تتسارع الاحداث في سورية، كما يتسارع اللاعبون فيها للملمة اوضاعهم كل على هواه، اركان النظام السوري المنهكة تكاد تقع من هول ما هي فيه بعد ان ضاق الخناق عليها واشتد، فالثوار على مشارف مضاجع النظام في دمشق، فقد وصلت التفجيرات الى اشد الاماكن حساسية واكثرها امناً وتحصنا، مثل حي المزة وحي المرجة في قلب دمشق، تلك الاماكن التي يصعب على اصغر شيء دخولها إلا بعد فحصه والتأكد من مصدره واتجاهه، بغض النظر عمن وراء تلك الهجمات. إن كان الفاعل مخابرات النظام لتأليب بقية الرأي المحلي والدولي على من يسميهم النظام بالارهابيين وتحميلهم ما حدث فتلك مصيبةٌ، وإن كان الثوار او من يسميهم النظام بتسميته الخاصة قد وصلوا الى تلك الاماكن واخترقوا السدود المنيعة وحواجز مخابرات النظام فالمصيبة أكبرُ، التحول الدراماتيكي السريع للوضع في سورية الذي يحمل كثيرا من التقلبات بات اكثر تعقيداً بعد ان ادلى كل بدلوه ورمى كل صيادٍ بصنارته واصبح الصيد في الساحةِ السورية على الواضح، القوى المشاركة للنظام الاسدي في قتل الشعب لم تعد تخفى حيث امسك حزب الله في لبنان بالطرف الآخر لعصا النظام ليضرب بها الشعب السوري الذي كان له الفضل الكبير في ايواء لاجئي سكان الجنوب ابان الحرب الاسرائيلية عليه. وما حدث في محافظة طرطوس حيث اوضحت بعض المصادر انه ما لا يقل عن 150 شخصا بينهم أطفال ونساء قتلوا خلال أيام بالقذائف والرصاص، وفي قرية البيضا المتاخمة لبانياس، وفي أحياء داخل المدينة، خاصة في حي رأس النبع، دليل على اجرام النظام ومن يساعده. لن تذهب سدى دماء الشهداء الابرياء ولن يبقى النظام السوري جالساً على جماجم الشهداء من الشعب السوري طويلاً مهما حاول معاونوه اسناده للبقاء، فلن يجدي نفعاً ولن يعيد ذلك عجلة الزمان إلى الوراء فالنظام راحل مهما امعن في قتل الشعب الذي صبر عليه صبر ايوب د. صالح الدباني امريكا