لهذا… سيظل الأردن شريكاً إستراتيجياً لإسرائيل 

حجم الخط
0

إحدى الحجج السائدة في الأيام الأخيرة ضد بسط القانون الإسرائيلي على غور الأردن –وبقدر معين ضد قسم من بنود صفقة القرن– هو الخوف على استقرار المملكة الهاشمية في الأردن. هذه المخاوف مبالغ فيها.

   المملكة الأردنية شريك استراتيجي لإسرائيل منذ سنوات عديدة، حتى قبل معاهدة السلام مع إسرائيل في 1994، والسبب الأساس لذلك هو العدو المشترك: الحركة الوطنية الفلسطينية. للدولتين نسيج هائل من المصالح المشتركة التي تتضمن دعم التواجد الأمريكي في المنطقة، ومعارضة الحركات القومية والعربية والإسلامية، والإسلام المتطرف، السني أو الشيعي. كما أن عمان ترى بانسجام مع تل أبيب موضوع التهديد الإيراني.

   يستعين الأردن بإسرائيل كي يردع محافل متطرفة تهدده. مثلما حصل مع العراق في حكم صدام حسين، أو سوريا تحت حافظ الأسد في خريف 1970. إسرائيل، من جهتها، ترى في الأردن دولة فصل بينها وبين العناصر المتطرفة في شرقي المملكة. الأردن، بالتأكيد غير معني بكيان سياسي مجاور وراء النهر، من شأنه أن يتطور إلى نوع من غزة بحكم حماس. مريح له السيطرة العسكرية الإسرائيلية في الغور، التي تحميه من الغرب. هكذا كان أيضاً في الفترة التي سيطرت فيها إسرائيل حصرياً على غور الأردن حتى قبل اتفاقات أوسلو الثانية (في 1995)، التي عرفت المنطقة كمنطقة “ج”.

   ينبغي أن نتذكر بأن الأردن لم يمتنع عن التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل في الوقت الذي كانت فيه القدس، وهي الأهم من الغور، تحت سيادة إسرائيلية (مقابل الاعتراف بدور أردني في الحرم). منذ التوقيع على اتفاق السلام، ازداد التعلق الأردني بإسرائيل. فإسرائيل توفر كميات متزايدة من المياه، أكثر بكثير من تعهداتها، كما أنها بدأت توفر الغاز من حقول الغاز في البحر المتوسط لجارها في الشرق. إضافة إلى ذلك، يعمل اللوبي الإسرائيلي في واشنطن ساعات إضافية كي يضمن مساعدة اقتصادية أمريكية لعمان.

   إضافة الى ذلك، يصعب الافتراض بأن ضغطاً من السعودية ودول الخليج أو من مصر سيمارس لاتخاذ خطوات ضد ضم إسرائيلي لغور الأردن. في ضوء تهديد إيران وإمكانية انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، بقيت إسرائيل الواقي ضد محاولات توسع الجمهورية الإسلامية.

   ثمة معارضة للنظام الأردني من الداخل بسبب توثيق العلاقات مع إسرائيل، ومن الصعب الشرح للشارع الأردني تلك الفضائل التي وراء العلاقات الطيبة مع إسرائيل، ولا سيما حاجة الأردن الأمنية إلى سيطرة إسرائيلية على غور الأردن. ولكن لا يجب الاستخفاف بقدرة الهاشميين السياسية للتصدي للمشاعر المناهضة لإسرائيل المنتشرة في نطاق المملكة. فهم يفعلون هذا منذ زمن طويل من خلال قوات أمن ناجعة ومرونة سياسية بالغة. تجدر الإشارة إلى أنه وبخلاف دول عربية أخرى، بقي الأردن على قيد الحياة متجاوزاً على نحو جميل جداً “الربيع العربي”.

   أمامنا لحظة مناسبة أن ندفع إلى الأمام تنفيذ ترسيم الحدود الأمنية لدولة إسرائيل في الشرق، وذلك باعتراف القوة العظمى الأكبر في العالم. حان وقت مبادرة مثل مشروع “ألون” من مدرسة حركة العمل، التي تشدد على الحاجة إلى حدود قابلة للدفاع، وحساسة تجاه المسألة الديمغرافية أيضاً.

بقلم: أفرايم عنبر

إسرائيل اليوم 27/1/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية