باريس- ‘‘القدس العربي’’
بعد خروجه من نصف نهائي بطولة اليورو الأخيرة في ظروف استثنائية حيث كان مفاجئة البطولة، يدخل المنتخب الدنماركي بقيادة كاسبر هيولماند مونديال قطر بثقة كبيرة ومعنويات مرتفعة، أملا ًفي تحقيق أفضل أداء له في تاريخ مشاركاته في المونديال أو على الأقل الوصول إلى ربع النهائي الذي بلغه الجيل الذهبي لعام 1998، ولملا الذهاب إلى ما هو أبعد وتحقيق المفاجأة الكبرى.
“الديناميت الدنماركي”، الذي يحتل المركز العاشر ضمن آخر تصنيف للمنتخبات صدر عن الفيفا، برز خلال التصفيات المؤهلة لمونديال 2022 حيث فرض نفسه كثالث المتأهلين بعد قطر) البلد المستضيف- تتأهل تلقائياً) وألمانيا، يأمل في مواصلة هذه الديناميكية الكبيرة في قطر، يبدأ من دور المجموعات، عندما يصطدم لاعبو المدرب كاسبر هيولماند بمنتخبات فرنسا وأستراليا وتونس ضمن المجموعة الرابعة، التي تبدو نسبياً سهلة مقارنة بغيرها، لكن الرهان يكمن في المنافسة على صدارتها. فرغم أن غالبية المراقبين يتوقعون بأن تذهب إلى أبطال العالم، إلا أن أصدقاء كريستيان أريكسون يمتلكون الأسلحة الكافية لقب المعادلة، لاسميا وأنهم تمكنوا في الأسابيع القليلة الماضية من الفوز على لاعبي المدرب ديدييه ديشان ذهاباً وإياباً، بهدفين لهدف وهدفين دون رد، ضمن دوري الأمم الأوروبية.
فكتيبة كاسبر هيولماند تتمتع بخاصية مهمة جداً في عالم كرة العصرية، ألا وهي القدرة على التكييف مع المواقف المختلفة، وذلك بفضل تحولات تكتيكية متنوعة. فتراه تارة يلعب بخطة 3ـ5ـ2، وتارة أخرى بخطة 3ـ4ـ3 وتارة ثالثة بخطة 4ـ2ـ3ـ1.وهي ميزة غير متاحة لغالبية المدربين، بما في ذلك مدرب منتخب “الديوك”. فعلى الرغم من امتلاكه لكوكبة من اللاعبين في جميع الخطوط، إلا أنه وجد مشاكل كبيرة عندما تحول من خطة 4ـ3ـ3 إلى خطة 3ـ5ـ3.
تتجسد قوة المنتخب الدنماركي، في قدرة لاعبيه على إمساك الكرة والصعود بها تدريجياً، ولكن أيضا بالتراجع إلى الخلف والاعتماد على حيوية مهاجميه في الهجمات المرتدة. ويجمع هذا الفريق بين مزيج ذكي من اللاعبين أصحاب الخبرة واللاعبين الشباب الموهوبين. كل هذا وذاك، يأهل هذا الفريق ‘‘لأن يكون مفاجأة مونديال قطر، كما كان مفاجأة بطولة اليورو العام الماضي، وقبل ذلك بثلاثة عقود مفاجأة البطولة نفسها عندما توج بها بشكل دراماتيكي.
ومع ذلك، تبقى هناك بعض الأمور التي قد تعرقل سير الماكنة الدنماركية أو تشوش عليه. ويتعلق الأمر بعلامات استفهام حول عنصرين أساسين من حيث التموضع التشيكلة : حارس المرمي كاسبر شمايكل، على الرغم من خبرته، لكن بدايته المعقدة للموسم مع نادي نيس القرني لا تقدم ضمانات استثنائية على قدرته التنافسية. بالإضافة إلى رأس الحربة كاسبر دولبيرغ، الذي تراجع مستواه مؤخراً. لكن تجربتنا في متابعة عالم المستديرة تذكرنا أن بعض اللاعبين ظلوا دائما، أو لنقل في أغلب الأحيان، يقدمون الاداء المنتظر منهم كلما ارتدوا قمصان منتخباتهم الوطنية، رغم تراجع مستواهم مع أنديتهم، وخير مثال على ذلك في السنوات الأخيرة بول بوغبا و آنتوان غريزمان.