‘الروس، الروس: إن جملة واحدة كتبتها في مقالتي عن العنصرية في معاملة المهاجرين وطالبي اللجوء من افريقيا (‘هآرتس’ 22/12)، أثارت غضبا كبيرا بين عدد من المهاجرين من روسيا. ‘إن مليون مهاجر من روسيا، ثلثهم ليسوا يهودا، وتبين في دم عدد منهم قدر من الكحول والجريمة، لم يكونوا مشكلة. لكن بضع عشرات آلاف من الافارقة هم الخطر’، هذا ما كتبته بعد أن ذكرت فورا أنه يوجد بين السكان الاسرائيليين القدماء جريمة بالطبع كانت حتى الفترة الاخيرة أقل منها بين الافارقة. كان القصد بريئا وهو البرهنة على أن ادعاء أن الافارقة جاءوا بالجريمة الى اسرائيل هو تحريض، فالجريمة موجودة بين السكان جميعا، بين القدماء وبين الروس، لكن لا يوجه الغضب إلا على الافارقة، لكن مهاجرين كثيرين من روسيا شعروا بالاهانة وغضبوا واتهموني بالعنصرية، لا أقل من ذلك. فقد أصبحت مقالة معادية للعنصرية عنصرية، وتبين أني عنصري. كتبوا إلي بدم قلوبهم، أكثرهم ضدي وأقلهم معي، وهدد واحد أو اثنان بالغاء الاشتراك في صحيفة ‘هآرتس’؛ وهاجت الشبكة ولا سيما الروسية النشيطة والفوارة جدا؛ وانتشرت فيها عريضتان مضادتان لي. بل إن وزيرة استيعاب الهجرة، صوفا لندفر، توجهت أمس الى المستشار القانوني للحكومة طالبة محاكمتي. وفي البرنامج الواقعي المركزي في القناة التاسعة ظهر العنوان: ‘صحيفة هآرتس ضد المهاجرين من روسيا’. أنا آسف جدا لاولئك الذين شعروا بالاهانة بصفتي قد جربت الهجمات علي، لكن الحديث هنا عن عاصفة في كأس. ولا توجد أية صلة بين ما كتبته وبين العنصرية. ما الذي أفضى الى الغضب؟ كلمتان مشحونتان: ‘الدم’ و’المهاجرون’. إن الكحول يمكن أن توجد في الدم لكن الجريمة لا توجد. فالجريمة تولد على نحو عام من العُسر عند الافارقة والروس والاسرائيليين. لكن الغضب كان أشد على استعمال عبارة ‘مهاجرين’ بدل عبارة ‘مهاجرين الى اسرائيل’. يجوز بين آن وآخر ألا نتبنى المصطلح الصهيوني. إن الجزء الأكبر من الهجرة الاخيرة من روسيا لم يأت الى هنا لاسباب صهيونية خصوصا. ذلك حقهم، وهو ثابت بقانون العودة لدولة اسرائيل. يجوز أن نسميهم مهاجرين من غير أن يمس ذلك أحدا ما. لكن كان يجري تحت السطح مصدر غضب وشعور بالاهانة آخر ربما هو أكثر اتقادا وهو ذكر الروس مع الافارقة في نفس الوقت. وهنا خصوصا تظهر العنصرية الخفية للمهاجمين بغضب شديد والشاعرين بالاهانة حتى أعماق نفوسهم. صحيح أن الروس تم استيعابهم هنا بفعل قانون العودة لكنه يوجد لعدد ايضا من طالبي اللجوء من افريقيا حق قانوني في البقاء في اسرائيل، بفعل المواثيق الدولية التي وقعت الدولة عليها حتى لو كانت تتجاهلها تجاهلا فظا ولا تُجهد نفسها بالفحص عن مكانتها. ومهما يكن الامر فان الروس أو الافارقة كلهم بشر متساوون ولدوا على صورة الله وهم مهاجرون (أو مهاجرون الى اسرائيل اذا شئتم) في اسرائيل ينبغي علاج مشكلاتهم. وقع من أضرت بهم الجملة التي كتبتها في شرك الفكرة المقولبة المسبقة للمهاجرين من روسيا التي يريدون هم أنفسهم التحرر منها ولهم الحق في ذلك. الجريمة والروس؟ إياك وأن تذكر ذلك. والجريمة والاسرائيليون، والجريمة والافارقة يجوز ذكرهما، لكن الجريمة والروس؟ لا يوجد مخلوق كهذا. كما هي الحال في موضوع مؤلم آخر وهو النضال لتحرير المرأة حيث تتحول السلامة السياسية هنا ايضا الى غول يحاول افتراس صانعه. أجل يجوز أن نذكر الجريمة والروس دون أن يعتبر ذلك عنصرية. إن الهجرة الى اسرائيل أو الهجرة من روسيا هي قصة نجاح مبرهن عليها ولا توجد حاجة الى الثناء عليها. والعنصرية الموجهة على المهاجرين الى اسرائيل، اذا كانت موجودة، موجودة بعيدا في هوامش مجتمع مصاب بعنصرية أعمق كثيرا موجهة على مجموعات اخرى العرب والافارقة والشرقيين والحريديين. أحاول منذ سنين أن أكتب مقاوما لها. لا يستحق المهاجرون من روسيا بالطبع معاملة عنصرية أو تمييزية، لكن يبدو أنهم أصبحوا أقوياء ولهم أسس متينة بقدر كاف كي لا تمس بهم جملة واحدة لم تُفهم كما ينبغي، أو لم تُصغ كما ينبغي. والمسؤولية عن عدم الفهم كلها تقع عليّ.
اخي العزيز انت انسان بتعرف الانسانيه تشكرا كتير للمقال التوضحي ونتمني منك ان تستمر في توعيه الاسرائليين اللذين هم يعرفون الحقيقه ويجهلونه ولكن الايام دول الحصل للافارقه في اسرائيل وانا واحد منهم لم يحصل له مثيل في الدنيا في النهايه هم ابشر ابن ادميين
اخي العزيز انت انسان بتعرف الانسانيه تشكرا كتير للمقال التوضحي ونتمني منك ان تستمر في توعيه الاسرائليين اللذين هم يعرفون الحقيقه ويجهلونه ولكن الايام دول الحصل للافارقه في اسرائيل وانا واحد منهم لم يحصل له مثيل في الدنيا في النهايه هم ابشر ابن ادميين