باريس- “القدس العربي”:
تطرقت أسبوعية “لوبوان” الفرنسية إلى قصة جاسوس سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتية (KGB ) سيرغي جيرنوف، الذي يعيش اليوم فى فرنسا كلاجئ، بعد أن تسلل إلى المدرسة الوطنية للإدارة المرموقة بباريس ( L’ENA ). غير أن هذا الأخير يجد نفسه اليوم خاضعاً للمراقبة من قبل جهازه السابق.
يروي جيرنوف (59 عاماً) لمجلة الفرنسية “بلغة فرنسية غير مألوفة”: في نهاية فبراير/شباط عام 2018، دخل ثلاثة أفراد شقة صغيرة مجاوره للشقة حيث يسكن والتي لم تكن مأهولة حتى ذلك الوقت، فانتابني شعور سيء”.
وتقول “لوبوان” إن هذا الجاسوس السابق النحيل في جهاز الاستخبارات السوفيتية (KGB)، يعلم أن موسكو تراقب جواسيسها القدامى، لذلك أقام منذ حصوله على اللجوء بمنطقة بعيدة ظنا منه أن الوصول إليه سيكون صعبا جدا. غير أن هذا الأخير كان يجهل أي ذلك الوقت أن عميلا روسيا آخر يدعى سيرغي سكريبال سيدخل في غيبوبة بعد تسممه بـ Novichok، وهي مادة عصبية ترسبت على مقبض باب منزله في سالزبوري، بالقرب من لندن. وقد نجا هذا الأخير لكن أحدًا لم يراه مرة أخرى.
كان سيرغي جيرنوف يعرف أن هناك قائمة يتم تداولها لـ“الخونة” للقضاء عليهم. ولذلك قرر هذا العملية السابق في KGB أن يجري تحقيقه بخصوص جيرانه الجدد. فذهب إلى وكالة العقارات المحلية، حيث حصل على اسم المستأجر. بعد ذلك، بحث عن اسم الشخص المعني على الانترنت، ليكتشف أنه مدير شركة تابعة لـ JP Morgan في جنيف. لكن جيرنوف لم يتوقف عند هذا الحد، وسّع من بحثه ليكتشف أن جاره الروسي الجديد، وهو مسؤول تنفيذي كبير في بنك دولي جاء ليستأجر تلك الشقة الصغيرة جدا، ويحمل شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية المطبقة في المجال الطبي.
فقال سيرجي جيرنوف: “ قلت لنفسي إنه قادم ليضع شحنة مشعة على جدار غرفتي وأنني سأموت بسبب اللوكيميا في غضون ستة أشهر.
تحرك العميل الروسي السابق، واتصل بممثل للأجهزة الفرنسية، طالبا منه زيارة جاره الروسي والضغط عليه؟ . لكن محاوره الفرنسي رد عليه: “إنه هنا كسائح بسيط، لا يمكننا فعل أي شيء”. ولم يتوقف سيرغي جيرنوف. وقرر الرد بطريقته، فدخل على حساب LinKedIn الخاص المصرفي الروسي الغريب، حيث بقي هناك لمدة ثلاثة أيام دون أن يحاول إخفاء نفسه. ففهم الآخر أنه تم رصده. ويقول جيرنوف “ ربما كانت رسالة لي مفادها أنهم يعرفون مكاني”. لكن جيرنوف لم يتوقف عند هذا الحد، فقرر كتابة رسالة منشورة على الشبكات الاجتماعية: “ أنا عاقل ، ليس لدي ديون ولا عشيقة ولا عاشق وأنا سعيد في حياتي. إذا تبين أنني قد انتحرت فسيكون ذلك اغتيالًا”.
منذ ذلك الحين ، عاش جيرنوف هاجسًا واحدًا: مضاعفة الظهور في الأمام العامة، واجراء المقابلات الصحافية . ويصر قائلاً: “إذا بقيت في الضوء، فسيترددون في لمسي.. انظر إلى العميل المزدوج السابق سكريبال ، فقد عاش في عزلة ، ولم يعرفه أحد ، بل كان مؤيدًا لبوتين”.
ومن ملجأه في جبال الألب حيث يكرس نفسه للتزلج، يراقب سيرغي جيرنوف، مبادرات جهازه القديم. ويقول إنه اختنق عند اكتشاف الأخطاء الفادحة التي ارتكبت خلال بعض العلميات، مثل قضية سكريبال ، حيث تم التعرف على المهاجمين ، أو قضية تسميم المعارض أليكسي نافالني ،حيث اعترف أحدهم بالحقائق عبر الهاتف. “كيف يمكن خداع عميل في جهاز الاستخبارات الروسية (FSB ) بهذه الطريقة يتساءل العميل السابق في KGB مستغربا !؟. ويقول :” يا له من خطأ كبير ! لست متأكدًا من أن بوتين يدرك كيف فقدت الاستخبارات كل المصداقية
الذي يخون بلده لا يؤمن جانبه وسيلاحقه عار ورعب الخيانة حتى مماته وسيرث العار ابناءه ايضا …. وانا في “حركيي” الجزائر خير مثال حيث تتدحرج كل العائلة الى مستنقع السقوط الاخلاقي والمخدرات والضياع