لندن – “القدس العربي”:
في مقال نشره موقع “لوب لوغ” وأعده الخبير جورجيو كافيرو، مؤسس “غالف أنالاتيك” في واشنطن عن الوضع في جزيرة سقطرى اليمنية والصراع الدائر حولها الآن.
وقال فيه إن حكومة عبد ربه هادي منصور والإمارات كانوا وطوال الحرب الأهلية في اليمن حلفاء ولكن بالاسم.
إلا أن العلاقة بينهما ظلت متوترة نظرا لاختلاف الرؤية حول مستقبل اليمن بعد نهاية الحرب. ففي الجنوب تدعم الإمارات الإنفصاليين الجنوبيين الذين يهددون ترتيبات ما بعد الوحدة الشمالية- الجنوبية عام 1990 والتي يحاول هادي الحفاظ عليها. وحصلت عدة مناوشات بين الإنفصاليين وقوات الحكومة بالإضافة لعدم ارتياح الإمارات لعلاقة حكومة هادي مع حزب الإصلاح، وهو فرع الإخوان المسلمين في اليمن والذي تعتبره أبو ظبي منظمة إرهابية، وحاولت مواجهته بكل الطرق بما فيها الإغتيالات المستهدفة. وهناك جبهة جديدة بدأت بالسخونة بين الحكومة المعترف بها في عدن والإمارات وتتركز حول أرخبيل جزر سقطرى ذات الكثافة السكانية القليلة والمعروفة بنباتاتها النادرة التي جعلت اليونسكو تعتبرها في عام 2008 من التراث الثقافي العالمي. ففي بداية الشهر الحالي شجبت حكومة هادي الإمارات لإرسالها مئة من الجنود الإنفصاليين لسقطرى وهي كبرى جزر الأرخبيل. ورد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش على اتهامات عدن بأنها مجرد أخبار زائفة.
سقطرى ابتعدت عن المشاكل التي تدور في البر اليمني منذ عام 2014 إلا أنها تعتبر محلا لنزاع قوى وتصارع على السلطة بين عدة أطراف كل يحاول تأكيد سيطرته عليها.
وليست هذه المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهة حول سقطرى، ففي العام الماضي نشرت الإمارات وأثناء زيارة رئيس الوزراء السابق أحمد بن دغر للارخبيل دبابات في ميناء الجزيرة الرئيس هادي، وشجب الوزير اليمني التحرك الإماراتي وطالب بتأكيد واضح للسيادة اليمنية على الجزيرة وسط ما تراه الحكومة استعمارا إماراتيا لسقطرى. وعرضت حكومة هادي الموضوع أمام مجلس الأمن بشكل أدى لتراجع الإمارات واعترافها بيمنية الأرخبيل. ومن أجل نزع فتيل التوتر بين الحكومة اليمنية والإماراتيين، نشرت السعودية قواتها فيما غادرت الإماراتية. وأدى هذا لتجنب المواجهة لكن الترتيبات هذه كانت ضعيفة. وفي الحقيقة لم تغادر القوات الإماراتية سقطرى وبقيت فيها باعتبارها جزءا من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. وبحسب مصادر فقد ظلت القوات الإماراتية في الجزيرة وسيطرت على الميناء والمطار. يعلق كافيرو أن سقطرى ابتعدت عن المشاكل التي تدور في البر اليمني منذ عام 2014 إلا أنها تعتبر محلا لنزاع قوى وتصارع على السلطة بين عدة أطراف كل يحاول تأكيد سيطرته عليها. ويؤكد التصعيد الأخير على سقطرى الكيفية التي أصبحت فيها الأزمة اليمنية مركزا للإنقسام بين دول مجلس التعاون الخليجي. فلم توافق الإمارات والسعودية على الحياد العماني في الحرب ضد الحوثيين بل وأدى الخلاف على سقطرى ومناطق الجنوب اليمني لخلاف سعودي- إماراتي. وتلتقي حكومة هادي مع المملكة على ضرورة الإحتفاظ بوحدة الشمال مع الجنوب، وهي رؤية تتناقض مع أجندة الحراك الجنوبي الذي تدعمه الإمارات. كما وضعت مسألة سقطرى اليمنيين في معسكرات متضادة. فرغم المشاكل التي عانى منها هادي مع حكام سقطرى السابقين الذين رحبوا بالتعاون مع الإمارات إلا أن حاكمها الجديد رمزي محروس يعتبر من المعادين لمحاولات الإماراتيين بناء تشكيلات عسكرية في الجزيرة. وتعهد المحافظ بمواجهة الوجود الإماراتي لكن لا يعرف أحد ماذا عنى به وما هي تداعياته. ويحاول المسؤولون في حكومة هادي إقناع الإمارات التركيز على قتال الحوثيين بدلا من ضم واحتلال مناطق لا وجود للحوثيين فيها. ولم تتدخل السعودية لوقف جولة ثانية من المواجهة بين الإمارات وحكومة هادي. ولم تشجب أنقرة بعد التحركات في سقطرى مع أن المنافسة تحتدم بينها وأبو ظبي في المنطقة. ففي أيار (مايو) 2017 وصف هادي الإمارات بـ “القوة المحتلة”، وتعكس هذه التصريحات مواقف اليمنيين من التدخل الإماراتي في شؤون بلادهم. وقبل النزاع على سقطرى عبر الكثير من اليمنيين عن قلقهم من الدور الإماراتي ومحاولات السيطرة على طرق الملاحة العابرة عدن ومضيق باب المندب. وكانت هذه المخاوف وراء إلغاء صفقة مع شركة دبي للموانئ العالمية لتطوير ميناء عدن وقعت عام 2012. وخشي الكثيرون أن وراء الخطوة الإماراتية محاولة لإضعاف ميناء عدن كمعبر للملاحة في بحر العرب ويمكن يوما ما أن ينافس دبي. ومع السيطرة الفعلية للإمارات على أجزاء من اليمن بما فيها ميناء عدن فقد زادت المخاوف. وتظهر مسألة سقطرى الكيفية التي تتناقض الإستراتيجية الخارجية الإماراتية الكبرى مع حليفتها السعودية. فأبو ظبي مستعدة للقيام بتحركات قد تضعف مواقف الرياض وبدون أخذ اعتبار للرغبة السعودية في الحفاظ على يمن موحد.
مع زيادة طموحات السياسة الخارجية الإماراتية فستتزايد الضغوط على اليمنيين للإختيار بين بقية الشعب الرافض للتدخل الإماراتي وتلك القوى في الجنوب.
ويتكرر المشهد في محافظة المهرة، شرق اليمن بشكل يجعل من الصعوبة بمكان على السعودية الحفاظ حتى على تحالف موحد. وعملت حكومة هادي مع الحكومتين منذ عام 2015 لمحاربة الحوثيين إلا أن مصالح الإمارات تمتد أبعد من مجرد التحالف لسحق المتمردين المتحالفين مع إيران. فمصالح أبو ظبي الجيوسياسية طويلة الأمد تتعلق بمضيق باب المندب وشرق إفريقيا والمحيط الهندي بشكل عام. ولتقوية هذه المصالح فعلى الإمارات التي ليس لها بحر أحمر ولا خليج عدن وليست قريبة من المحيط الهندي أن توجد موطئ قدم لها في خليج عدن وجنوب اليمن بما فيه سقطرى والقرن الإفريقي. وظلت سقطرى الواقعة قرب إفريقيا أكثر من الجزيرة العربية بعيدة عن مشاكل الحرب الاهلية الجارية منذ سنين. إلا أن التوتر الحاصل بين القوى الوطنية والإمارات بشأن السيادة على الجزيرة أثر على الوضع في مناطق البلاد الأخرى. ومع زيادة طموحات السياسة الخارجية الإماراتية فستتزايد الضغوط على اليمنيين للإختيار بين بقية الشعب الرافض للتدخل الإماراتي وتلك القوى في الجنوب الساعية لبناء دولة منفصلة عن الشمال.
الإمارات تتصرف في الجزيرة وكأنها ملك لابوهم يرسلون شركات للتنقيب عن النفط والمعادن وسفن صيد ويعملون مركز أمن تابع لهم وأشياء لا تصدق بوقاحة شديدة وكأنها جزيرتهم صدق أن لم تستح فافعل ماشءت بس إلى متى السكوت على هذة الأعمال القذرة والجبانة لبلد شقيق تطحنة حرب أهلية وتدمير من قبل السعودية لمدن اليمن أين الأخوة ياجماعة هذة الدولتين تصنع ماعجز الأعداء عن صنعة في الوطن العربي تدمير ومؤامرات على الشعوب العربية