لوب لوغ :ما هو سر التوتر بين المغرب والسعودية والإمارات؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
6

لندن-“القدس العربي”:

إبقاء الملك محمد السادس الخطوط مفتوحة مع الجميع  ورفض  المغرب دعم حملة حصار الدوحة أغضب الرياض.

ما هو سر التوتر بين المغرب والسعودية والإمارات؟ تجيب سينزيا بيانكو، المحللة البارزة في “غالف ستيتس أناليتكس” بمقال نشره ” لوب لوغ” إن زيارة الملك محمد السادس لم تتم إلى السعودية الشهر الماضي رغم كل الإشارات عن التحضير لها، وبدلا من ذلك هناك توتر واضح وسط تدهور في العلاقات الثنائية بين البلدين والذي بدأ عام 2017. وتقول إن محمد السادس رد في أعقاب الربيع العربي عام 2011 بتبني دستور جديد وتنظيم انتخابات مبكرة قادت لفوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يحكم منذ عام 2012. وعرضت السعودية في ظل الملك عبدالله على المغرب ومن خلال مجلس دول التعاون الخليجي 5 مليارات دولار كحزمة مساعدات وبل وتحدثت عن فكرة ضم المغرب للمجموعة الخليجية. ومع وصول الملك سلمان إلى العرش بدت العلاقات بين البلدين قوية حيث دعم المغرب الموقف السعودي في لبنان وأرسل 6 مقاتلات للمشاركة في العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن. لكن الغيوم بدأت بالتلبد بعد الأزمة الخليجية-الخليجية في حزيران (يونيو) 2017. فرغم العلاقات القوية مع السعودية لم يوافق المغرب على أي عمل يعمق الانقسام السني. وقررت الرباط الوقوف على الحياد في الأزمة وعرضت مكاتبها لتكون مقرا للوساطة والتفاوض بين الأطراف المتخاصمة. وأبقى الملك محمد السادس على الخطوط مفتوحة مع الجميع وزار لاحقا كلا من قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة ورفض ان يدعم حملة حصار الدوحة بشكل أغضب الرياض. وكان المغرب قلقا من آثار الأزمة على الوضع المحلي حيث يلعب الإسلام دورا مهما. ولأن ما حرك المواجهة السعودية – الإماراتية من جهة ضد قطر من جهة أخرى هو العداء ضد الإخوان المسلمين والإسلاميين بشكل عام فقد خشي الملك من أثر الأزمة على استقرار بلاده إن دعم الحملة التي قادتها السعودية. أما الموقف المحدد في العلاقات فقد كان اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس كعاصمة لإسرائيل مما وضع الملك محمد السادس أمام تحد جديد، فهو كرئيس للجنة القدس عمل طويلا للحفاظ على مكانة القدس وكعاصمة للفلسطينيين ضمن حل الدولتين. وفي الوقت الذي كتب فيه الملك محمد رسالة احتجاج لترامب وللأمين العام للأمم المتحدة خرجت تقارير تتحدث عن موافقة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان وإن بشكل جزئي على القرار. وقيل إن ولي العهد السعودي ضغط على قادة الدول العربية الموافقة على خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ “خطة القرن” رغم تحيزها لإسرائيل. وحاولت الرباط تجاوز محمد بن سلمان والتعامل مباشرة مع والده الذي لم يدعم خطط ترامب في القدس. وعندما طاف ولي العهد السعودية شمال أفريقيا في أعقاب جريمة مقتل جمال خاشقجي في إسطنبول التي قالت المخابرات الأمريكية والتركية إنها نفذت بأمر منه، لم يتوقف في الرباط. وكان هذا أمر غير طبيعي نظرا للعلاقات القوية بين العائلتين الحاكمتين. وفي الوقت الذي أصدرت دول عربية بيانات تدعم ولي العهد التزمت الرباط بالصمت. وقبل أشهر من هذا اتهمت السعودية بممارسة الضغوط التي تؤثر على محاولات المغرب استضافة مباريات كأس العالم 2026. ومما زاد في التوتر قيام قناة العربية السعودية بعرض فيلم في شباط (فبراير) تساءلت فيه عن سيادة المغرب على الصحراء الغربية واعتبرت جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للصحراويين. الأمر الذي أعتبر تجاوزا للخط الأحمر بالنسبة للرباط حيث استدعت سفيرها من الإمارات العربية المتحدة والسعودية. وقررت الانسحاب رسميا من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وسط الشجب الدولي للطريقة التي تدار فيها وأثرها على المدنيين. ومع أن مشاركة المغرب محدودة في الحرب منذ سحبها للطائرات في عام 2018 إلا أن الخطوة تظل ذات رمزية سياسية. وفي آذار 2019 أعلنت الرياض وأبو ظبي عن خطط لتطوير ميناء ومنشآت عسكرية في موريتانيا، وهو ما اعتبرته الرباط تجاوزا لها ومحاولة بناء منشآت في نواديبو لمنافسة مشاريعها في الداخلة وطنجة.

العلاقة القديمة مهمة لكن تهميش السعودية  للمغرب كحليف قديم قد تكون له تداعياته السلبية.

وترى الكاتبة ان الحصول على موطئ قدم في موريتانيا كان سيخدم استراتيجية الإمارات البحرية خلق ممرات بحرية متواصلة من شواطئ البحر الأحمر من خلال اتفاقيات لتطوير الموانئ في القرن الإفريقي وشمال أفريقيا. ولهذا السبب تجنب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الإمارات في جولته الخليجية الشهر الماضي بعدما استدعت الإمارات سفيرها على عجل من الرباط. ولا يستبعد تدهور جديد في العلاقات بين المحاور القديمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فالعلاقة التي قامت على الثقة المتبادلة والتواصل أدت لتعاون وتنسيق بين المغرب والسعودية لمدة خمسة عقود. ومثلما وقف المغرب مع السعودية في العراق وضد إيران لعبت الرياض دورا في تامين استقرار المغرب وجواره. وفي الوقت الذي تمر به المنطقة بمسار صعب واحتجاجات في الجزائر يعني ان العلاقة القديمة مهمة لكن تهميش السعودية لحليف قديم قد تكون له تداعياته السلبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سفيان اسبانيا:

    كلاهما يتنافسان لكسب ود ترامب و اللوبي الصهيوني و كلاهما شارك في قتل اطفال اليمن و معاداة ايران و قطع العلاقات معها تناغما مع قرارات ترامب المعادية لايران .

    1. يقول المغربي-المغرب.:

      ولكنك نسيت من قتل نصف مليون من خيرة شبابه في العشرية. ..فقط لأنهم أرادوا تخليص بلادهم بشكل ديموقراطي من فرنسا وعسكرها واذنابها. …!!!!!

    2. يقول Kamal:

      صراحة أتعجب للمدافعين عن ايران تناسيهم لجراءىمها وكم قتلت من المسلمين في سوريا و العراق وتذكرهم فقط المغرب لماذا قطع علاقاته معها رغم أنها لم تقدم دليلا واحدا يكذب ما اتهمها به

  2. يقول احمد سليم:

    لا خير ياتي من هؤلاء الا القمع و الاستبداد لشعوبهما .

  3. يقول Molay:

    لقد خسر النظام المغربي في حريه على اليمنيين العزل فلا هو كسب ود الخليجين بل تجرع مرارة ظلم ذوى القربى من الأشقاء في اليمن

  4. يقول Said Lachgar:

    لأن دويلة تأسست في سبعينيات القرن الماضي وعدد سكانها لا يتجاوز عدد سكان عمالة في الدار البيضاء تريد أن تملي وتفرض إرادتها على دولة عمرها 12 قرن وعدد سكانها يعادل دول الخليج مجتمعة.

إشترك في قائمتنا البريدية