لا ذاكرةَ.. يا لورد الركض
إنَه جلدي يمشي عليّ !
لاوقتَ.. نفدَ فَناءُ الدار
نفد الممشى.. حدّ الباب
نفد الباب..
لم يبق من الناطر خلف يديه وعينيه
غير يديه وعينيه..
كبر الغدُ.. صار طاعنا.. غزيرا مثل «المَلْحة»
وهي تعدُك بشمس أكثرَ على الرغيف
بأيّام كلّ يوم تتعرّجُ في الأزقّة
حتى حجرتِكَ الإسمنتية
لم يردْ ذِكرُ الحجرة في التقاويم
ولا حين استقلّها في القصب أديمٌ بعيد
لكن في نعتٍ وقع من صرخة عالية
طشّتْها الطشّاشات مع الخرز
وشمسٌ نيئة لا تنزل عن السياج نزلتْ..
فصار كل شيء فوق !
سكّان الأيام يصعدون في السبت جبال الأحد
تلعب السماء دور الإثنين على الإسفلت
وحين تفتح عينيك أو لا تفتحهما..
تك.. تك..
تنتحل الأشجارُ ثلاثاءاتِ العالم
تخشخشُ الأربعاءُ بالرماد..
مثل مطرٍ محبوس في أغنيةٍ زجاجية قابلةٍ للكسر
مثل دخان تاه في رأس
لم يعثرْ عليه المارّة ولا فاتناتُ النظافةِ
سرَدَتْهُ جدّاتٌ بعيدات..
بعيداتٌ.. جداً.. قبل أن نكبر !
لا وقتَ كي تكبرَ يا لورد
السماءُ مفرطةٌ في محاكاة مرورك..
طبقة طبقة تزحف وأنت تحجلُ
وصفيرُك يقلّبُ النائمين على المصاطبِ
وكتبَ التاريخ..
لا إسم لخروج هذا الأخيرعن النصّ
في عنوانه طبل على جادّة
وحياتُك كبيسة وجسدُك المدقوق
أيُّ أنتَ آيلٍ إليك..
أيّ إيقاع قايضَ الصراع بالإله..
والوجود بالصعود
يا بلدا ولدا حدّ الإفراط
إصعد !
كلّ شيء فوق..
الله..
عيونُ القنّاصين..
عيونُ القنّاصين كلُّها في سلّة البيض والأمّهاتُ يذهبن
إلى أين تذهبُ الأمهاتُ الذاهبات !
أين يضعُ الله يديه !
الأماكنُ لاوعيُ قدميك !
وبكامل قواهُ العقليةِ.. الموتُ
يقضم الهواء ويبصقه
يقضم الدخان ويبصقه
يقضم الجهات ويبصقها
يقضمُ كلّ شيء..
يبصقُ كلّ شيء..
متأكدٌ هو الآن أنّهُ صالحٌ للأكل وللشرب
الموتُ صالحٌ للأكل وللشرب يا لورد الركض
لن يعود فارغاً الأبدُ
في التك تك أبدا..
الأيّامُ كلّ يوم تطرقُ باب حجرتك الإسمنتيةِ
وأنت تجمّعُ في حلمك الطَرَقات
حتى يمتلئَ الحلمُ ويغط في النوم
ثمّة في نومتهِ يجهّزُ السماء..
ثمة يرسم الهواءَ من بدايتهِ إلى نهايتهِ
ثمّة يبلّل الجوع بلسانهِ ويلصقه
يقعُ ويلصقه..
منغرسا في صورته
ثمّة في صورته ينبش..
عن غطيط وطرقات وأيّام تأتي كل يوم…
٭ شاعرة من العراق