لوس أنجليس تايمز: “الوثائق السرية للقصة الدنيئة” لأكاذيب الإدارة الأمريكية في غزو العراق

رائد صالحة
حجم الخط
26

لوس أنجليس-“القدس العربي”:
شن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش حرباً مدمرة على العراق، بعد أقل من عامين من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، على أساس فشل استخباري لم يسبق لها مثيل في التاريخ، في حين شهدت وكالة المخابرات الأمريكية المركزية وغيرها من الوكالات الاستخبارية أن البيت الأبيض سعى بشكل فعال لتبرير غزو دولة لم تهاجم– أو حتى هددت بالهجوم- على الولايات المتحدة.
الأخطاء السيئة والمفاهيم الخاطئة حول أسلحة الدمار الشامل المفترضة في العراق والدعم المزعوم لتنظيم “القاعدة” هي موضحة بالتفصيل في كتاب روبرت درابر الجديد “بدء الحرب: كيف ورطت إدارة بوش أمريكا في العراق؟”، هو كتاب أثار اهتمام صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” التي قدمت عرضاً وافيا ً لقصة الغزو الأمريكي للعراق.

أصر ديك تشيني بعد أيام من الهجمات على تورط العراق على الرغم من نفي المخابرات، وقال مسؤول استخباري :” لقد كان الأمر كانك تسأل عن مدى تورط بلجيكا؟”

ويستند الكتاب، وفقا للقراءة، على وثائق سرية تم الإفراج عنها مؤخراً، وهي وثائق تتناول العديد من مسؤولي وكالة المخابرات المركزية الذين لم تتح لهم الفرصة سابقاً لإبراز “القصة الدنيئة” للفترة التي سبقت الغزو في مارس 2003، والذي استمر لحرب لمدة ثماني سنوات وحياة الآلاف من العراقيين والأمريكيين.
لماذا الآن؟ في الواقع، لا توجد عناوين جديدة يمكن استخلاصها من النزاعات الشخصية والسامة في عهد بوش بعد عقدين من الزمن، ولكن روبرت درابر كتب رواية مقنعة عن مدى الكارثة التي يكون عليها النهج الأيدلوجي ولماذا تعرض الشعب الأمريكي لخدعة؟.
وعلى النقيض من الرئيس دونالد ترامب، الذي ينطق بالباطل كل يوم، كان بوش مؤمناً بالكذبة، وهو ما منحه مناعة ضد الأدلة المتضاربة أو الشكوك حول التهديد العراقي المفترض، وكما تضيف قراءة “لوس أنجليس تايمز”، فقد منحت هذه الحماقة سبباً للأمريكيين للتشكيك في تقديرات المخابرات الأمريكية، والأسوأ من ذلك، فقد منحت ترامب القدرة على تشكيل حالة من الإحباط الدائم المنتظم للتشويش على الخبراء حتى في إدارته.

الطريق لغزو العراق بدأ بعد أيام قليلة من هجمات سبتمبر على الرغم من علاقة بغداد بالأمر

يقول الكاتب إن الطريق للحرب بدأ بعد أيام قليلة من الهجمات، عندما زار ديك تشيني، نائب الرئيس، مقر وكالة المخابرات الأمريكية في ولاية فيرجينيا، حيث تحدث قادة الوكالة عن بحث محموم لزعيم القاعدة اسامة بن لادن، ولكن تشيني أصر من جهته على ضرورة التركيز على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقد كان هناك قناعة لدى وكالة المخابرات المركزية بعدم وجود دليل على أي تورط عراقي في الهجمات، إلى حد أن أحد قادة الوكالة قال فيما بعد “لقد كان الأمر وكأنك تسأل عن مدى تورط بلجيكا في الهجمات”.
وعلى مدار العام التالي، دفع تشيني وغيره من الإيدلوجيين نظريتهم الزائفة إلى الأمام، مع مزاعم كاذبة كئيبة بشكل متزايد بأن صدام أنتج وخزن ترسانة من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيمائية سراً.
وكشف الكتاب أن وزارة الدفاع الأمريكية أنشأت دائرة استخبارية خاصة في ذلك الوقت لتقديم تقارير غير مثبتة إلى تشيني وبوش، عبر مجموعة من المخبرين الذين يتمتعون بمصداقية قليلة، بقيادة جورج تينيت، وسرعان ما سقطت وكالة المخابرات المركزية في الخطأ البشع وبدأت في تعزيز التقييمات الحذرة للتهديد العراقي المزعوم من أجل مساعدة البيت الأبيض على إقناع الجمهور بالخطر العاجل.

المخابرات المصرية اخترعت قصة اعتراف ناشط تحت التعذيب والمخابرات التشيكية روجت لتقرير كاذب

ولم يكن بوش بحاجة إلى الكثير من الاقناع، حيث أمر بالتخطيط لحرب العراق بعد شهرين فقط من هجمات 11 سبتمبر، وحسب ما قاله الكاتب، فقد كان الخوف وراء اندفاع بوش للحرب وليس الذكاء و”بالخيال وليس الحقائق”، إلى حد اعترافه بأنه لا يمكن الانتظار حتى نصل إلى الدليل النهائي.
ولم يكن للعراق أي برنامج نووي ولا غازات سامة ولا قذائف مليئة بالفيروسات القاتلة، فقد بحثت بعثة الأمم المتحدة هناك لعدة أشهر ولكنها لم تعثر على أسلحة غير مشروعة.
وكشف الكتاب، ايضاً، عن قصة اخترعتها المخابرات المصرية لناشط تحدث تحت التعذيب بأنه ” سمع من زميل له لم يذكر اسمه” أن هنالك ارتباط بين العراق وتنظيم القاعدة، كما تبنى البيت الأبيض تقريراً كاذباً من المخابرات التشيكية تحدث أن محمد عطا، أحد الخاطفين في 11 سبتمبر، التقى دبلوماسي عراقي في براغ في أبريل 2001، ليتضح من سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي أن عطا كان خارج الولايات المتحدة خلال الاجتماع المزعوم، وان الدبلوماسي العراقي لم يكن في براغ.
وزعمت إدارة بوش أن عراق صدام حسين كانت تحاول شراء اليورانيوم من دولة النيجر الأفريقية، ولكن كان من السهل دحض هذا الخبر الملفق، ولم يتوقف البيت الأبيض عند ذلك، حيث حاول الترويح تصريحات كاذبة مهندس عراقي بشأن أن صدام يحاول انتاج الجمرة الخبيثة، لتسارع المخابرات الألمانية إلى التحذير من أن التصريحات غير موثوقة بها على الأطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هكر:

    حرب دمار شامل في العراق.
    يجب تعويض العراق وشعبه وقيادته الشريفه المخلصه.
    لكن أين هم الرجال في بغداد السلام؟.
    أصبح إسم العراق مرتبطا في جميع المجالات بالفساد والجهل.

  2. يقول على عبدالرحمن الزين الفضل:

    الماسونيه@الصهيونيه
    دفاعا عن إسرائيل اولا
    وحرمان المسلمين والعرب بالذات من القوه والتقدم

  3. يقول عفاف عنيبة:

    أختلف مع كاتب المقالة الكريم في نقطة مهمة جدا برنامج المرشح الرئيس ترامب في 2016 تركز علي إنعزالية أمريكا و إنكفاءها علي نفسها و سحب اكبر عدد من الجنود من القواعد الأمريكي في الخارج و إعتماد التكنولوجيا المتقدمة جدا لوضع حد نهائي للتدخل العسكري الأمريكي المباشر و سنوات حكم دونالد ترامب أثبتت صدقية ترامب أراد سحب القوات الخاصة من سوريا، تفاوض مع افغانستان لتخفيض عددا الجنود الأمريكيين في افغانستان و قواعد أمريكا في الساحل و ترك لتركيا العضو الفعال في الأطلسي ملفات سوريا و ليبيا و ركز جهده في الحرب الإقتصادية علي الصين…و يسعي حاليا لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في ألمانيا…أما الرئيس بوش فقد كان مصدوما من 11 سبتمبر 2001

  4. يقول البياتي:

    لقد كان العراق ضحية الدسائس التي حاكتها أمريكا بدعم من اذيالها الخونة من الحكام العرب الذين فتحوا ابواب بلادهم أمام الغزاة الأمريكيين للقضاء على أبناء الشعب العراقي الذين دافع عنهم ضد كل الأطماع وأبو ضحية السياسة الخاطئة التي اتبعها صدام الذي كان يحلم بأن الدول العربية ستقف الى جانب العراق لأنه لم يكن سياسيا ولم يمتلك بعد النظر، ولم ينظر الى خلفية هؤلاء الحكام وتاريخهم المليء بالخيانة ضد شعوبهم وأبناء جلدتهم، فضح بأبناء الشعب العراقي من أجل هؤلاء…

  5. يقول سعداني شهدان:

    عندما تشاهد وتسمع ما وقع خلال هذه الحرب وما سببت فيه من ماس وقتلي من العراقيين والأمريكيين وغيرهم ودون محاكمة المسوءولين فانك تعرف ان هذا العالم تحكمه إياد خبيثة من الخلف فأين حقوق الانسان والحربة ؟؟

  6. يقول سعداني شهدان:

    عندما تشاهد وتسمع ما وقع خلال هذه الحرب وما سببت فيه من ماس وقتلي من العراقيين والأمريكيين وغيرهم ودون محاكمة المسوءولين فانك تعرف ان هذا العالم تحكمه إياد خبيثة من الخلف فأين حقوق الانسان والحربة أين محاكم ننبورك واين الأمم المتحدة

  7. يقول إبن كسيلة:

    الثالوث التعيس …..كيف لهؤلاء النوم براحة بعد كل ما فعلوه في الشعب العراقي ظلما و بهتانا ……؟

  8. يقول احمد .. فلسطين:

    لا نستغرب .. لا نزال نعيش الحالة كل يوم .. العراق .. سوريا وغيرها .. لنا الله ثم الصبر والاحتساب والعلم والعمل النافع .. ولهم مصالحهم التي يقتلون ويدمرون ويخططون لاجلها ..

  9. يقول Zakihere:

    العراق الشقيق ينزف دم الي هذه اللحظه وتوني بلير وبوش الاب ينامون مرتاحين في الفراش والشعب العراقي ليس لديه ماء نقي كهرباء لا حوله ولا قوة الا بالله

  10. يقول سامى عبد القادر:

    الذى كان يدير أمور الإدارة الأمريكية فى ذلك الوقت هما الأبالسة ديك تشينى, ودونالد رامسفيلد, أما بوش الإبن فهو إنسان بائس يعانى من حالة تخلف عقلى واضحة, ولا يستطيع إدارة محل كفتة من بتوع عبد العاطى السيساوى!!!
    .
    وإذا افترضنا أن تنظيم القاعدة -وليس الصهاينة- هو الذى أسقط البرجين, فإن القرار الأسود بشن حرب شاملة على العراق, تم اتخاه فى تل أبيب حصرياً, والتى أبلغت به الشياطين تشينى ورامسفيلد لتنفيذه, لأن الكيان الصهيونى كان قلقاً بشدة من تنامى القوة العراقية (برغم مآخذى المهولة على الديكتاتور صدام حسين)
    .
    هذه هى قصة الحرب القذرة على العراق التى دمرت العراق خاصة, والشام عامة, وأرهقت الإقتصاد الأمريكى بشدة, ولم يخرج منها منتصراً سوى الكيان الصهيونى وإيران

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية