باريس- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “لوموند” إن الانجراف القومي المتطرف للحكومة الإسرائيلية، التي تشكلت قبل ستة أشهر برعاية بنيامين نتنياهو، لم يعق بالمرة عملية التقرب بين الدولة العبرية والإمارات التي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها في صيف 2020، مع الإعلان عن اتفاقات أبراهام.
وأضافت “لوموند” أنه على الرغم من المحاولات المتعددة، لم يتمكن نتنياهو حتى الآن من الذهاب إلى الإمارات. والمؤكد أن التصريحات التحريضية التي يطلقها بعض وزرائه على فترات منتظمة، والعنف شبه اليومي الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، لا علاقة لها بالتأجيلات المتتالية لخطط زيارته.
لكن التطبيع الإسرائيلي- الإماراتي يتقدم على الأرض، تتابع “لوموند”، مذكّرة أنه في شهر مارس الماضي، دخلت اتفاقية التجارة الحرة المبرمة بين البلدين في مايو 2022 حيز التنفيذ، مما أدى إلى خفض أو إلغاء الرسوم الجمركية على جميع المنتجات المستوردة تقريبا. وخلال نحو ثلاث سنوات، زار مليون إسرائيلي دولة الإمارات، وفقاً للسفير الإسرائيلي في أبو ظبي.
ومضت “لوموند” إلى القول إن سلطات أبوظبي تروّج لسلام “ساخن” مع الدولة اليهودية، خلافا للسلام “البارد” الساري في عمّان والقاهرة. فالإسرائيليون موضع ترحيب في الإمارات، الدولة التي لم تكن في حالة حرب أبدا مع إسرائيل ، على عكس مصر والأردن.
ووفقا للحاخام ليفي دوشمان، يبلغ عدد أفراد الجالية اليهودية في الإمارات ما بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف، مضيفاً: “في السابق، لم تكن هناك بنية تحتية لنا، ولا طعام كوشير… أما اليوم، فلدينا وسيلة لدعم الجالية اليهودية والزوار”.
وبحسب السفير أمير حايك، بلغ حجم التجارة بين البلدين في العام الماضي 2.56 مليار دولار، باستثناء العقود المبرمة ومبيعات البرمجيات. وهذا يجعل الإمارات الشريك التجاري السادس عشر لإسرائيل. كما استثمرت الإمارات 3 مليارات دولار في إسرائيل، خاصة في قطاع الطاقة.
واعتبرت الصحيفة أنه في دبي، عندما يتعلق الأمر باتفاقيات أبراهام وتأثيرها الاقتصادي، لا يمكن لأحد أن يخرج عن الخط الرسمي. ولسماع قصة أخرى؛ عليك إجراء مسح للإماراتيين في الخارج. كان الناس يتوقعون استثمارات إسرائيلية كبيرة في الشركات الناشئة ومجالات أخرى تؤدي إلى خلق فرص العمل، لكن لم يحدث أي من ذلك.
وتابعت “لوموند” التوضيح أن الإسرائيليين يتولون الوظائف وسط مخاوف بشأن البطالة في البلاد. وفقا للبنك الدولي، بلغ معدل البطالة في الإمارات 5% في عام 2020؛ في إشارة إلى أن اتفاقية التطبيع لا تثير نفس الحماس لدى الجانبين. فقد سافر 1600 إماراتي فقط إلى إسرائيل في عام 2022، بحسب وزارة السياحة. ويبدو أن محرمات التطبيع ما تزال قائمة بين المواطنين.
بالنسبة للينا الخطيب، مديرة معهد الشرق الأوسط في جامعة SOAS في لندن، فإن تطرف السلطات الإسرائيلية يمكن أن يشجع أبو ظبي على تقليل الدعاية لعلاقتها مع الدولة اليهودية. لكن الاختراق غير مرجح، لأنه “بالنسبة لدولة الإمارات، تعتبر اتفاقات أبراهام قرارا استراتيجيا طويل الأمد”.