لوموند: لماذا ما زال رياض سلامة صامداً رغم إفلاسه؟

آدم جابر
حجم الخط
1

باريس- “القدس العربي”:

قالت صحيفة لوموند الفرنسية محافظ مصرف لبنان المركزي رياض سلامة وبعد أن تمتع بهالة كبيرة لفترة طويلة، ها هو اليوم يتعرض للرفض والشتم والسب من اللبنانيين، بسبب “سياساته المالية” التي أغرقت بلد الأرز في أزمة عميقة.

ووصف مراسل الصحيفة في بيروت بنجامين-بارت، رياض سلامة (69عاما)، بأنه “الرجل الذي عشقه اللبنانيون ويريدون الآن حرقه”.

وأضاف بارت أن رياض سلامة الذي جسّد على مدار نحو ثلاثة عقود أحلام إحياء حقبة ما بعد الحرب الأهلية، بات اليوم مرتبطاً بإفلاس الدولة وانهيار العملة الوطنية، التي انخفضت بمعدل 60% مقابل الدولار.

ففي نظر المراطنين اللبنانيين، والذين أضحت ودائعهم المصرفية مهددة بالتبخر؛ فإن رياض سلامة “ساحر” سنوات الـ1990 و2000، يظهر اليوم “كساحر متدرب”، إذ أن “هندساته” الشهيرة التي سمحت لبلد الأرز لفترة طويلة بتحدي قوانين الجاذبية المالية، أدت اليوم أزمة ذات أبعاد كبيرة، يلخصها مبلغ فلكي: 68 مليار دولار-  والخسائر التراكمية للبنك المركزي (50 مليار دولار) والبنوك الخاصة (18 مليار دولار). فكونه (رياض سلامة) العقل المدبر للسياسة النقدية، على رأس الحكومات الإحدى عشرة المتتالية، فإن مسؤوليته عن الكارثة أكبر من مسؤوليات غيره.

واعتبر بنجامين بارت أن خطة الإصلاح الحكومية التي قدمها رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب يوم الخميس الماضي، تعد بإعادة هيكلة ديون البنك والسماح بتعويم الليرة.

وباتت اليوم عملة الاستقرار، التي تعد الإنجاز الكبير لسلامة، موضع تساؤل وانتقاد كبيريْن في لبنان. فغيره من المحتمل أن يقدم استقالته، لكن الرجل الذي تستمر فترة رئاسته للبنك المركزي اللبناني حتى عام 2023، ما زال صامداً، يقول مراسل لوموند في بيروت دائما.

وعليه تساءل بنجامين بارت بخصوص رياض سلامة: هل هي الغطرسة؟ أم هل أن الولايات المتحدة التي أجبرته على قطع مصادر تمويل جماعة حزب الله هي من تحميه؟ أم أنه يعرف الكثير عن قادة البلاد لدرجة أنه أصبح لا يمكن المساس به؟

واعتبر الكاتب أن حسان دياب على الرغم من انتقاداته العلنية لرياض سلامة، إلا أن رئيس الوزراء اللبناني لا يبدو مستعداً “لإنزاله”. وبالتالي فإن الكلام عن “العبقري- السيئ” للنظام النقدي اللبناني لم ينته، يختتم مراسل صحيفة لوموند في بيروت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Jowkar:

    Request a council vote form

إشترك في قائمتنا البريدية