باريس- “القدس العربي”:
سلمت فرنسا الجزائر 24 جمجمة تعود لبعض محاربي المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، الذي قطع رؤوسهم في القرن التاسع عشر وتم تخزينها في متحف بباريس، في خطوة تأتي عشية احتفالات الذكرى 58 لاستقلال الجزائر؛ ما يعد بحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية بادرة ورغبة في التهدئة بين باريس والجزائر.
بالعودة إلى الوقائع… في يوم 26 نوفمبر 1849، بعد حصار دام أربعة أشهر، شن ما يقرب من 6000 جندي فرنسي بقيادة الجنرال إميل هيربيلون هجومًا على الزعاطشة، وهي واحة محصنة على بعد (200 كيلومتر) جنوب قسنطينة، وكان يسكنها عدة مئات من السكان، كان يدافع عنها مقاتلو المقاومة بقيادة أحمد بوزيان، الملقب الشيخ بوزيان.
لقد قتل جنود الاستعمار الفرنسي حينها أكثر من 800 من السكان المحليين في المعارك، وتم قتل الناجين، ومن أبشع الوقائع قيام أحد الجنود ببتر ثدي امرأة فقيرة ماتت بعد لحظات قليلة، وهناك أيضا أخذ جندي آخر طفلاً صغيراً من ساقيه وكسر دماغه على جدار، وفق شهادة الصحافي لويس دي بودكور في كتابه “الحرب والحكومة الجزائرية”.
من بين هذه الجماجم جمجمة الشيخ بوزيان، التي كان يحتفظ بها في مجموعات متحف الحياة بباريس، الذي كان يضم 24 من الجماجم التي أعادتها فرنسا إلى الجزائر يوم الجمعة 3 يوليو، ووصلوا على متن طائرة عسكرية فجر السبت، محاطين بالعديد من الطائرات المقاتلة واستقبلهم الرئيس عبد المجيد تبون.
وكان المؤرخون والأكاديميون الجزائريون ثم الفرنسيون قد طالبوا بإعادة هذه الرفات إلى بلادها لدفنها دفنًا كريمًا، كما كان الحال بالنسبة لـ20 رأسًا من الماوري إلى نيوزيلندا من قبل المستكشفين والبحارة الغربيين في عام 2012، أو بالنسبة إلى Saartjie Baartman، المعروفة باسم “Hottentot Venus”، والتي أعيدت بقاياها إلى جنوب أفريقيا في عام 2002.
يجب اعادة 7 مليون جزائري التي هربت الى فرنسا من التفقير في بلد الغاز والبترول كما يجب اعادة الاموال المهربة الى اوروبا من طرف العصابات التي حكمت الجزائر
لقد اتلفت بصيرة بعض الحاقدين على الجزائر شعبا ودولة ومؤسسات، فعوض قول ما يرضي الله، بالترحم على الشهداء والتذكير بماثرهم الجهادية ضد العدو الفرنسي الصليبي النازي، سلكوا ما يبين على انحطاط الشعور والرقي بالنفس الى الاعلى، حتى لا تنجر الى ما يغضب الله.
الشعب الجزائر كافح الظلم منذ ان وطئت اقادامه ارض الجزائر الطاهرة ولا زال، ونقل جهاده الى فرنسا التي شرد فيها اثناء الاحتلال، كعبيد، لاكنه لم يسبل في كرامته وواصل كفاحه ضد الاستدمار على التراب الفرنسي،وجرائم لسان التي راح ضحيتها اكثر من 1000شهيد جزائري، في مظاهرات سلمية، لاكبر دليل على ان هذا الشعب اصيل ومكافح ولا يرضى العبودية ولا يتعايش معها. فما يقارب 2مليونين من الجزائريين كانوا بفرنسا اثناء الاحتلال، والثورة جعلت من فرنسا الولاية السابعة،لان برنامجها كان الثورة في داخل الجزائر وخارجها علئ ارض المحتل الغاشم، وهذه الفئة من الجزائريين بعد الاستقلال تكونت لديهم اوضاع اجتماعية حسنة بفضل قيادة البلاد، وهم اليوم 6ملايين، لاكن هم دائما اوفياء للجزائر وشهدائها…