باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: “لولوة الخاطر.. الوجه النسائي للقوة الناعمة للدوحة”، أوضحت صحيفة “ليبراسيون” أن وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية كانت المسؤول العربي الوحيد الذي تواجد على الأرض في غزة منذ بداية الحرب، حيث أمضت لولوة بضعة أيام هناك خلال الهدنة التي تفاوضت عليها بلادها في الفترة من 24 نوفمبر إلى الأول من ديسمبر. وكمسؤولة عن الجانب الإنساني في اتفاق تبادل الرهائن والأسرى، قامت بتأمين المرور السلس لمئات شاحنات المساعدات القطرية والدولية للسكان، عبر معبر رفح الحدودي. وهي زيارة لم تحظ باهتمام كبير على المستوى الدولي، لكنها حظيت بتغطية واسعة النطاق من وسائل الإعلام العربية، ومن قبل الوزيرة القطرية نفسها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضافت “ليبراسيون” التوضيح أنه في التقارير المتعددة ومقاطع الفيديو التي تم بثها من جولتها، ارتدت الوزيرة القطرية سترة بألوان “الهيئة القطرية لإعادة إعمار غزة” فوق عباءتها السوداء التقليدية.. وبوجهها الطفولي ابتسمت لولوة الخاطر للأطفال وتحدّثت إلى ذويهم وشاركتهم فطيرة خبز حضرتها امرأة على موقد في الشارع، كما زارت المصابين في المستشفى، والتقت بمراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح الذي فقد زوجته وابنه وحفيده في القصف، وفنان شاب معاق دمر منزله، والفرق الطبية المثقلة بحالات الطوارئ والنقص في المعدات والأجهزة.
أثناء استقبالها مجموعة من الصحافيين الأوروبيين، بما في ذلك صحيفة “ليبراسيون”، في الدوحة عام 2019، كانت لولوة الخاطر تجيب دائمًا على الأسئلة بابتسامة ولغة إنكليزية لا تشوبها شائبة كخريجة من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، تُذكِّرُ الصحيفة الفرنسية، موضّحة أن اللحظة كانت حساسة بشكل مضاعف بالنسبة لقطر، في ظل الحصار الذي فرضه عليها جيرانها العرب لمدة عامين، وفي خضم الهجوم عليها من جهات غربية في إطار تنظيمها لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وأبرزت حينها لولوة الخاطر، المتحدثة باسم الدبلوماسية القطرية دور بلادها كوسيط “من أجل السلام والأمن العالميين”.
ففي قطر، بطلة القوة الناعمة الدبلوماسية والثقافية والرياضية، لا يتم إظهار مكانة المرأة بشكل خاص.. فالنساء يمثلن 60 في المئة من خريجي التعليم العالي و52 من المئة من الوظائف، كما تشير لولوة الخاطر، التي تحتل بإخلاص واحداً من أعلى المناصب التي تمنح للمرأة. يتذكر أحد الأصدقاء المقربين للوزيرة قائلاً: “ تظل في مكتبها حوالي 16 ساعة في اليوم.. في الواقع، من الصعب العثور على أدنى إشارة إلى حياتها الشخصية”.
وتبدو صفحتها على ويكيبيديا متقنة بشكل جيد، وتشرح بالتفصيل مسيرتها الأكاديمية والمهنية ولكنها لا تشير حتى إلى تاريخ الميلاد أو الحالة الشخصية للمرأة التي يبدو أن عمرها حوالي 40 عامًا، تقول “ليبراسيون”، مضيفة أنه في رحلتها الميدانية النادرة إلى غزة، كانت عمليتها التواصلية فعّالة للغاية خلال جولتها الإنسانية.
منذ عودتها إلى قطر وبينما استؤنفت الأعمال العدائية مع تجدد القصف الإسرائيلي، واصلت لولوة الخاطر عملها من أجل سكان غزة من خلال الترحيب بـ“الإخوة الفلسطينيين” المصابين والمعاقين بجروح خطيرة في الدوحة لتلقي العلاج. وذلك “بفضل مبادرة سمو أمير قطر استجابة للواجب الديني والوطني والإنساني”، كما تقول الوزيرة على موقع “إكس”(تويتر سابقاً)، تُشير “ليبراسيون”.