الناصرة- “القدس العربي”: في ظل استمرار المأزق السياسي الداخلي في إسرائيل، ضمن حالة التعادل بين المعسكرين المتصارعين على السلطة، كما تدلل استطلاعات الرأي المتتالية منذ شهور، تتصاعد لهجة التراشق بين الخصوم، وبالأمس حمل وزير المالية رئيس حزب “يسرايل بيتنا” أفيغدور ليبرمان على رئيس المعارضة ورئيس الليكود بنيامين نتنياهو وقال إنه يتبنى تماما ذات الوسائل التي استخدمها وزير الدعاية النازي غوبلز، ووسائل عمل الرئيس السوفياتي الراحل جوزيف ستالين. وخلفية ذلك تسريبات صحفية للقناة 13، قبل أسبوع، أفادت أن ليبرمان طلب من مجرم قتل رئيس وحدة التحقيقات السابق في الشرطة الإسرائيلية الذي حقق في السابق معه في قضايا فساد. بعدها تطرق نتنياهو للموضوع، وأطلق سهامه ضد صديقه وحليفه السابق وخصمه الحالي ليبرمان، الذي رد عليه بعنف، مستخدما تشبيهات نازية، مما دفع حزب “الليكود” للقول إن تصريحات ليبرمان تحقّر المحرقة، وطلب من رئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد ووزير الأمن بيني غانتس استنكار تصريحات ليبرمان، وهما من جهتهما فعلاً استنكرا لاحقاً، وأكدا على ضرورة وضع حدود للنقاش وللتراشق.
وفي تصريحات للإذاعة العبرية العامة، كان ليبرمان قد شن هجومه الشديد على نتنياهو، وقال إنه يستخدم تماما ذات أساليب غوبلز وستالين، من ناحية تكرار الكذب والافتراء طمعاً بأن تتحول الأكاذيب إلى حقيقة يصدقّها الناس.
وقبل ذلك بأيام قليلة كان ليبرمان قد قال، في حملته على نتنياهو، إنه حثالة بشرية، وقد جاء ذلك على خلفية تصريحات مستشار سياسي إسرائيلي للقناة العبرية 13 يدعى يوسي خميسة بأن ليبرمان طلب من جهات إجرامية قتل ضابط شرطة. وكان خميسة قد قال، خلال الحديث التلفزيوني معه، إنه عمل مستشاراً مع ليبرمان قبل عقدين، وسمع منه رغبته باغتيال رئيس قسم التحقيقات في الشرطة الإسرائيلية الذي فتح ملف تحقيق بالفساد ضد ليبرمان، وأن الأخير أبدى استعدادا لتسديد 100 ألف دولار مقابل عملية القتل، وتابع خميسة: “مستعد أن أخضع لاختبار ماكينة الكشف عن الكذب للتثبت من روايتي حول ما سمعته من ليبرمان قبل 20 سنة”.
خميسة قال إنه عمل مستشاراً مع ليبرمان، وسمع منه رغبته باغتيال رئيس قسم التحقيقات في الشرطة الإسرائيلية الذي فتح ملف تحقيق بالفساد ضده، وأنه أبدى استعدادا لتسديد 100 ألف دولار مقابل عملية القتل.
ويعتبر ليبرمان أن نتنياهو هو من يقف خلف تصريحات خميسة، ومن شجعه على إطلاقها آملاً بتسويد صفتحه والنيل من سمعته بصفته خصما سياسيا له. وعن هذه التصريحات قال ليبرمان: “هذه فرية دم وتجسيد لوسائل عمل نتنياهو الذي “يتذكر” أموراً من قبل 20 سنة ويلقي بها الآن نحو العامة عشية الانتخابات للكنيست في نوفمبر القادم. كما قال ليبرمان إن نتنياهو يدرك أن أي تصويت لحزب “يسرائيل بيتنا” سيبعد احتمالات عودته للحكم، ولذا فهو يفعل كل شيء في سبيل المس بي وبحزبنا”.
وتابع ليبرمان: “يقوم نتنياهو والثلة المحيطة به بممارسة ضغوط كبيرة على المستشارة القضائية للحكومة كي تتخذ قراراً بفتح ملف تحقيق ضدي، رغم أن الحديث يدور عن أمور فارغة”. وأعرب ليبرمان عن أمله بأن تبادر المستشارة القضائية لحكومة الاحتلال باتخاذ قرار بإغلاق ملف الفحص الأولي الذي فتحته بخصوص الشبهات التي نسبت له بعد تصريحات خميسة للقناة العبرية 13، فهي تدرك أن الحديث محض كذب وافتراء ولا أساس من الصحة له”.
وجاء في بيان “الليكود” تعقيباً على هجمات ليبرمان: “المحرض القومي، الدون ليبرمان، بحالة ذعر منفلتة. وأقواله الكاذبة والمثيرة للغضب هي تحقير للمحرقة. ونطالب قائدي اليسار لبيد وغانتس بالتنديد فورا بهذه التصريحات الصادمة”.
وأدان وزير الأمن، بيني غانتس، أقوال ليبرمان، وقال: “أحترم وزير المالية جدا، لكني أستنكر التشبيه الذي لا يقبله العقل بالذين نفذوا أشد الفظائع في تاريخ البشرية. ويجب وضع حدود حتى في معركة انتخابية صعبة مقابل من يسعى إلى استهداف الروح الرسمية وجهاز القضاء”، في تلميح واضح إلى بنيامين نتنياهو”.
الليكود: “المحرض القومي، الدون ليبرمان، بحالة ذعر منفلتة. وأقواله الكاذبة والمثيرة للغضب هي تحقير للمحرقة. ونطالب قائدي اليسار لبيد وغانتس بالتنديد فورا بهذه التصريحات الصادمة”.
كذلك أدان رئيس الحكومة، يائير لبيد، رئيس حزب “هناك مستقبل” الذي ينافس نتنياهو في الانتخابات القادمة على رئاسة الوزراء، بصفته زعيم ثاني أكبر حزب صهيوني، بأقوال ليبرمان، وقال إنه “حتى عندما نقف مقابل ماكينة سمّ وتحريض لا ينتهي، يجب إبقاء المحرقة خارج الخطاب والتراشق”.
يذكر أن ليبرمان مهاجر جديد قدم من الاتحاد السوفياتي بعد انهياره في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والتحق بحزب ” الليكود”، وكان نصيراً لنتنياهو، بل شغل منصب مدير عام رئاسة الوزراء بعد تشكيل نتنياهو حكومته الأولى عقب فوزه على شيمون بيريز في انتخابات 1996. ولاحقا انتخب ليبرمان مع نتنياهو ضمن قائمة الليكود، وما لبث أن غادره وشكّل حزباً للروس المهاجرين الجدد استبدلت تسميته عدة مرات، حتى استقر على حزب “يسرائيل بيتنا”، وهو من أحزاب “الرجل الواحد” في الخريطة الحزبية الإسرائيلية، ويعتبر اليوم من أشد خصوم نتنياهو على خلفية شخصية رغم أنهما متقاربان جداً في المواقف اليمينية على المستوى الداخلي، وحيال القضية الفلسطينية الغائبة المغيبة في هذه الانتخابات الإسرائيلية المبكرة (الخامسة).
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرج الفلسطينيين منهم سالمين غانمين غانمين بالانتصار ينعمون وبالقدس يفرحون