صحفٌ فرنسية: استقالة ليبرمان تتسب في زلزال سياسي وتطلق الموسم الانتخابي

حجم الخط
1

باريس- “القدس العربي”- آدم جابر:

قدّم وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، صباح اليوم الخميس، استقالته مكتوبة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن أعلن الأربعاء قراره الاستقالة من منصبه، احتجاجا على “وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

واعتبرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن وزير الدفاع الإسرائيلي المستقيل، يأمل في أن يستثمر سياسياً خروجه من حكومة بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي لا تصب فيه استطلاعات الرأي في صالح حزبه “إسرائيل بيتنا”.

وقالت الصحيفة الفرنسية إن مغادرة ليبرمان حكومة نتنياهو تفتح موسم الانتخابات؛ حيث بات من المرجح أن يتم تقديم موعد انتخابات الكنيست المزمع عقدها في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، وذلك بسبب ما وصفته الصحيفة بالانقلاب الذي يضع الائتلاف الحاكم في وضع محفوف بالمخاطر؛ إذ أن انسحاب النواب الخمسة التابعين لليبرمان، يترك نتنياهو مع أقل أكثرية ممكنة، 61 مقعدا من أصل 120.

غير أن نتنياهو يبقى صاحب القرار بشأن إجراء انتخابات مبكرة من عدمه، وذلك وفقا لحساباته وتطور التحقيقات القضائية التي تورطه، فضلا عن ضغوطات حاشيته.

وأوضحت الصحيفة أن الثلاثي المتنافس، ليبرمان وبينيت ونتنياهو، يعرفون بعضهم جيداً؛ إذ يحاول كل منهم منذ سنوات جذب ناخبي اليمين الاسرائيلي بطريقته الخاصة. وفِي ذلك، يعتمد نتنياهو على مكانته كرجل دولة، بينما يتهمه الآخران بالضعف. وبعد قرار ليبرمان الاستقالة من الحكومة، طالب نفتالي بينيت بخلافته على رأس وزارة الدفاع، تحت طائلة إسقاط الحكومة.

وخلصت “لوموند” إلى القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخلافاً للصورة المختزلة التي ينظر إليه بها في بعض الأحيان في أوروبا، لا يريد شن الحرب على غزة لأن سيناريوهاتها ومدتها لا يمكن التنبؤ بها. لكن كذلك لا يحب أن يصنع السلام، لأن التكلفة السياسية لليد الممدودة للفلسطينيين لا تخدم مصالحه.

استقالة ليبرمان تضعف نتنياهو

صحيفة “لوفيغارو” من جانبها، قالت إن وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه حكومة نتنياهو وحركة حماس يشكل القشة التي قصمت ظهر البعير؛ معتبرةً أن خروج أفيغدور ليبرمان من الحكومة، يضع رئيسها بنيامين نتنياهو في وضع دقيق، حيث يلومه جزء من ناخبيه على عدم مواجهته لـ“التحدي الذي تطرحه حركة حماس”.

وأضافت “لوفيغارو” أن نتنياهو يواجه كذلك انتقادات بسبب “افتقاره للرؤية الاستراتيجية”؛ إذ يبدو أنه يؤيد الوضع الراهن في غزة بسبب عدم وجود حل سياسي طويل الأمد. لكن هذا الموقف الحذر، إن كان سينقذ حياة الجنود الإسرائيليين ويقوي مكانته كرجل دولة، لا يحول في المقابل دون اندلاع العنف، تقول الصحيفة.

استقالة ليبرمان تعرض الائتلاف الحاكم للخطر

أما صحيفة “ليبراسيون”، فقد أكدت أنه في إسرائيل عندما يتم فرض وقف إطلاق النار في غزة، تستأنف الأعمال العدائية على الفور في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).

وقالت الصحيفة الفرنسية إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتأكيده عن قناعته أن الحرب ضد حماس كانت “غير ضرورية”، فإنه يضعف نفسه لدى الرأي العام الاسرائيلي؛ ولكن أيضا داخل ائتلافه الحاكم.

كما اعتبرت “ليبراسيون” أن توقيت استقالة وزير الدفاع اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان هي استجابة لصور مئات الإسرائيليين الذين أغلقوا ليلة الثلاثاء مدخل بلدة سديروت بالإطارات المشتعلة للتعبير عن معارضتهم لإيقاف ضربات الجيش الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة أن الغضب الذي عبر عنه سكان تلك المنطقة التي تعد إحدى معاقل حزب نتنياهو (الليكود)، أقنع ليبرمان بأن هناك فرصة للمناورة السياسية، لا سيما أن حزبه (إسرائيل بيتنا) يمر بأسوأ الأحوال في استطلاعات الرأي؛ ولذلك فهو يسعى إلى الاستفادة من القرارات غير الشعبية جدا لنتنياهو بشأن غزة لجذب عدد من الناخبين، قبل موعد الانتخابات المقررة في مارس 2019، والتي دعا إلى تقديم موعدها وإجراء انتخابات مبكرة.

من جانبه، سارع نفتالي بينيت، زعم حزب “البيت اليهودي” ووزير التعليم الحالي، بحقيبة الدفاع خلفا لليبرمان المستقيل، مهددا هو الآخر بمغادرة الائتلاف الحكومي، وهي خطوة

قالت الصحيفة الفرنسية إنها كانت متوقعة. فخلال الأشهر الأخيرة ومع تصاعد التوتر على طول السلك الحدودي؛ لم يتوانَ بينيت عن وصف ليبرمان بـ”اليساري الضعيف”.

وفِي محاولة للترفع عن هذه الحسابات السياسية في أعقاب وقف إطلاق النار مع حماس ثم استقالة وزير دفاعه ليبرمان، قام نتنياهو يوم الأربعاء بزيارة  قبر دافيد بن غوريون،  مؤسس الدولة العبرية، وقال “في أوقات الأزمات، كان عليه اتخاذ قرارات حاسمة ضد آراء الرأي العام. ولكن على المدى الطويل، أثبتت تلك القرارات أنها صحيحة. في هذه اللحظات، أن تكون قائدا ليس بالأمر السهل”.

وخلصت “ليبراسيون” إلى القول إن موسم الانتخابات بدأ فعلا في إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول .Dinars:

    أيتها الصحف الفرنسية ما قولكن في غزة وهي محاصرة وقد غيرت المشهد ” السياسي ” في إسرائيل؟
    # اِرفع الحصار عن غزّة.

إشترك في قائمتنا البريدية