“القدس العربي” – وكالات: أعلنت قوات “البنيان المرصوص”، التابعة لحكومة الوفاق الليبية، أن قوات تأمين سرت تقوم بإعادة الإنتشار في مداخل ومخارج المدينة، شمالي البلاد.
وقالت القوات، في بيان مقتضب عبر صفحتها بموقع “فيسبوك”، الخميس، إن عملية إعادة الانتشار جاءت بعد تعزيز القوة العسكرية الموجودة، بقوات مساندة، ضمن خطة جديدة لتأمين وحماية المدينة.
تأتي الخطوة بعد شهر من بث تنظيم “الدولة الاسلامية”(داعش) الإرهابي، مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، يظهر علمية انتشار ودوريات لعناصره بمنطقة أبوقرين (شمال غرب/ على الطريق بين مدينتي مصراتة وسرت)، ومحافظة الجفرة وسط ليبيا، بحسب التسجيل.
وبعد أيام من بث التسجيل، في 28 أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون”، مقتل 17 من “داعش” إثر قصف جوي أمريكي استهدف معسكراً لهم، قرب سرت.
وجاء في بيان للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، أنه “بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني الليبية (يرأسها فايز السراج)، نفذت القوات الأمريكية، 6 غارات جوية” على منطقة صحراوية شمالي ليبيا.
وأضاف البيان بأن الغارة كانت مركزة واستهدفت معسكراً لمسلحي التنظيم، على بعد 150 ميلاً، جنوب شرقي مدينة سرت، أسفرت عن مقتل 17 مسلحاً من التنظيم، وتدمير 3 مركبات (عربات) عسكرية تابعة له.
و”البنيان المرصوص” من أقوى الفصائل المسلحة، التي تدعم حكومة السراج المعترف بها دولياً، ومعظمها ينحدر من مصراتة وضواحيها.
ولعبت تلك القوات الدور المحوري في طرد تنظيم “داعش” الإرهابي من مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) وإعلان تحريرها في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وزير الخارجية الإيطالي يتوجه إلى طرابلس في زيارة رسمية
يصل في وقت لاحق من الخميس، إلى العاصمة الليبية طرابلس وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنجيلينو ألفانو في زيارة رسمية.
جاء ذلك في رسالة بعث بها الوزير ألفانو إلى لجنتي الخارجية والدفاع، في كل من مجلسي الشيوخ والنواب الايطاليين ونشرتها الوزارة على موقعها الالكتروني.
وقال الوزير في رسالته “سأتوجه الى طرابلس حيث سألتقي قادة المؤسسات الشرعية في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، وآمل أن تسفر الاجتماعات التي سأعقدها في تعزيز الشعور بأهمية الدور الإيطالي الذي لاقى الاشادة الدولية على نطاق واسع حتى في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أعمال دورتها الأخيرة في نيويورك”.
وتأتي الزيارة(التي لم توضح الرسالة مدتها) بعد يوم من محادثات أجراها خليفة حفتر قائد القوات التابعة لمجلس النواب الليبي، في روما الثلاثاء مع وزيري الداخلية ماركو مينيتي ووزيرة الدفاع روبرتا بينوتي، حيث جددت تلك المحادثات في ختامها التأكيد على “دعم إيطاليا للتوجه الشامل لجميع الأطراف الذي يتبناه مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة في سبيل إعطاء مزيد من الزخم للحوار السياسي الليبي”.
وأعربت التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيطاليين، عن الأمل “في أن تتمكن جميع الأطراف من المساهمة بفعالية في هذه الاستراتيجية”.
كما شددت وزيرة الدفاع الايطالية وحفتر على “استبعاد كل حل عسكري”، وفق التلفزيون الحكومي.
وكانت آخر زيارة قام بها رئيس الدبلوماسية الإيطالية إلى العاصمة الليبية قد جرت في مايو/أيار أجرى خلالها محادثات مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج حول ملفي المصالحة الوطنية والهجرة غير الشرعية.
خليفة حفتر في باريس بعد روما
يزور المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، باريس الخميس حيث يلتقي وزير الخارجية جان ايف لودريان بعد مباحثات أجراها في روما ابتداء من الثلاثاء، وفق ما علم من مصدر دبلوماسي.
وعزز المشير حفتر قائد “الجيش الوطني الليبي” والمعارض لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ومقرها في طرابلس منذ عدة اسابيع دوره كمحاور لا غنى عنه لحل الأزمة الليبية التي تثير قلق الدول الأوروبية لا سيما تلك التي تقف في الخطوط الأولى في مواجهة أزمة الهجرة والتهديد الإرهابي.
وتأتي زيارتاه لروما وباريس في حين انطلقت برعاية مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة في تونس جولة من المباحثات الرامية إلى تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق التي عرضها الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة وتقوم على جمع أطراف النزاع حول إطار مؤسساتي وتنظيم انتخابات عامة السنة المقبلة.
وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن زيارة حفتر لباريس لا تتعارض بأي حال مع جهود الأمم المتحدة، لأنه “ليس من غير المجدي” أن تمارس مختلف الدول الأطراف في الملف ضغوطا على الأطراف الليبية.
وأضاف المصدر الدبلوماسي “لن نعرض أي اقتراح جديد على حفتر، نريد أن نمرر له رسالة مفادها أن عليه أن يحترم التزاماته ووساطة الأمم المتحدة”.
استضافت باريس في تموز/ يوليو لقاء بين حفتر والسراج صدر عنه إعلان مبادئ لإخراج البلد من الفوضى التي تعمه منذ سقوط معمر القذافي في 2011.
وتم التوصل في الصخيرات في المغرب في نهاية 2015 إلى اتفاق بين عدة أطراف ليبية برعاية الأمم المتحدة وشكلت بنتيجته حكومة السراج.
وعلى الرغم من نجاحها في توسيع دائرة نفوذه في طرابلس منذ آذار/ مارس 2016، لا تزال حكومة الوفاق عاجزة عن فرض سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد ولا سيما في الشرق في مناطق نفوذ المشير حفتر.
وشدد غسان سلامة في نيويورك الأسبوع الماضي على أسبقية الأمم المتحدة في أي مبادرة لحل النزاع.
وأكد في مقابلة مع قناة “فرانس 24” أنه “لا يمكن منع دولة عضو من أن تسعى إلى القيام بوساطة (…) ولكن يجب أن يكون ذلك تحت مظلة الأمم المتحدة”.