ليبيا: باتيلي يتوجه للمسار العسكري ويكثف مشاوراته لإنجاح مبادرته الرامية لعقد الانتخابات

نسرين‭ ‬سليمان‭
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»:عقب الانتقادات التي طالت مبادرة باتيلي الرامية للوصول إلى الانتخابات في ليبيا قبل نهاية العام الجاري، حاول باتيلي أن يدعم خطواته بالتوجه للمسار العسكري بعد مطالبات جادة لإيلاء هذا الملف أهمية قبل التوجه لغيره.
وبدأت خطوات البعثة الأممية بعقد اجتماعها الأول ضمن أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 الذي ضم عددًا من قادة المجموعات المسلحة من المنطقتين الغربية والشرقية، الأربعاء، في العاصمة التونسية حيث اتفق العسكريون على توحيد صفهم من أجل المُضي باتّجاه دعم تنظيم انتخابات حرة خلال العام 2023، والاستمرار في عقد اجتماعاتهم في طرابلس وبنغازي.
وأصدرت بياناً ليل الأربعاء–الخميس، قالت فيه إن الاجتماع هدف إلى إرساء بيئة آمنة ومواتية للدفع بالعملية السياسية مع تأكيدهم على وجوب الامتناع عن استخدام القوة وأعمال العنف، والاعتقال أو التهديد، للحصول على مكاسب سياسية أو مادية أو مصالح جهوية أو فئوية.
وترأست البعثة جلسات اجتماع مجموعة العمل الأمنية التابعة للجنة المتابعة الدولية في إطار عملية برلين، الخميس أيضاً وناقشت من خلالها دور ومهام القوة العسكرية المشتركة التي جرى الاتفاق على تشكيلها في الاجتماعات السابقة وتجهيزها بالشكل اللازم ودور الدول الأعضاء في مجموعة العمل الأمنية، حسب بيان صادر عن البعثة الأممية.
وشارك في الاجتماع، للدعم في ليبيا والمملكة المتحدة، كل من الفريق أول عبد الرازق الناظوري، والفريق أول محمد الحداد، وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وسفراء الرؤساء المشاركين لمجموعة العمل الأمنية الآخرين لكل من فرنسا وتركيا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي.
وقالت البعثة في بيان لها: «تطرق الاجتماع إلى الاستعدادات بشأن انسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة على النحو المنصوص عليه في خطة العمل الموضوعة في القاهرة الشهر الماضي».
وأكدت الرئاسة المشتركة أهمية الوحدة الوطنية والحفاظ على سيادة ليبيا، ودعت إلى تقديم دعم بناء من المجتمع الدولي للمساعي الحميدة للأمم المتحدة.
وأشاد المبعوث الأممي بالقادة العسكريين لتحليهم بالروح الوطنية في جميع الاجتماعات التي ترأسها، سواء داخل ليبيا أو خارجها، كما رحب أيضاً بمشاركة رؤساء الأركان وجهودِهم في سبيل توحيد المؤسسات العسكرية، وجدد باتيلي الإعراب عن تقديره للقادة العسكريين على التزامهم، قائلاً إنه إذا اجتمع القادة السياسيون بالروح بنفسها، لكانت الأزمة في ليبيا قد حُلت منذ وقت طويل.
وفي السابع والعشرين من شباط / فبراير الماضي، أعلن المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي عن اطلاقه مبادرة تركز على إمكانية وضع خارطة طريق واضحة للوصول إلى الانتخابات في منتصف يونيو المقبل، لإجراء الاقتراع في نهاية 2023. كما تعتمد على تهيئة المساريْن الأمني والعسكري، بما يضمن سلامة الأجواء المحيطة بالانتخابات.
ودعا باتيلي جميع الرؤساء المشاركين في مجموعة العمل الأمنية على تقديم الدعم الجماعي لإجراء الانتخابات الوطنية من أجل إعادة الشرعية للمؤسسات الليبية حيث يعد إيجاد بيئة أمنية مواتية أمراً أساسياً لنجاح هذه العملية.
وقال باتيلي: نحث المؤسسات الأمنية الليبية على مواصلة العمل معاً من أجل السلام والاستقرار في ليبيا ودعم خلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة وشفافة في العام 2023.
ورحبت السفيرة البريطانية كارولين هورندال الرئيسة المشاركة لمجموعة العمل الأمنية لهذا الشهر، بالتقدم الذي أحرزته اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) منذ آخر اجتماع لمجموعة العمل الأمنية، وأكدت أهمية البناء على هذا الزخم للحفاظ على أمن ليبيا وترسيخه.
وقالت إنه مع إمكانية إجراء انتخابات في ليبيا، فإن ضمان بيئة سليمة وآمنة أمر بالغ الأهمية.
وأوضحت هورندال أن هذا يستلزم انخراط جميع الجهات السياسية والأمنية في حوارات بناءة حول أمن الانتخابات. والمجتمع الدولي على استعداد لدعم ليبيا في هذه الجهود.
وبالمناسبة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن مبادرة المبعوث الأممي في ليبيا عبد الله باتيلي تحظى بدعم كامل من مجلس الأمن الدولي، مما يوفر للقادة الليبيين أفضل فرصة لإنهاء الاضطرابات وتأمين الشرعية من خلال الانتخابات، وفق تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.
ودعا الناطق الأمريكي القادة الليبيين على العمل مع الممثل الخاص للأمين العام للبناء على التقدم وإبرام اتفاق من أجل مستقبل مستقر وديمقراطي.
وقبل ذلك، قال سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، في لقاء مع قناة الجزيرة مباشر أول أمس الخميس، إن مبادرة المبعوث الأممي جاءت بعد مشاورات مُعمقة مع السياسيين الليبيين والأطراف الدولية، لافتاً إلى أنها تقوم على تحشيد الجهود الدولية وجمع الأطراف الفاعلة لإجراء الانتخابات.
وشدد المبعوث الأمريكي على أهمية الوصول لتوافق على قاعدة دستورية لإجراء انتخابات يحترم نتائجها الفائز والخاسرون، مؤكداً أنه ما من حل خارجي يمكن فرضه على الليبيين، قائلاً إن الشعب الليبي وحده له الحق في تحديد معايير الترشح بالانتخابات الرئاسية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية