لا يخفى على احد ان الاخوان المسلمين في مصر انتهزوا ثورة 25 يناير ونزلوا الى الشارع في صفوف المصريين البسطاء الذين احتشدوا في ميدان التحرير انذاك لاسقاط حكومة حسني مبارك. مخاطبة ود الشعب المصري وتبييض صفحتهم المشوهة في الخيال العام، والتي طالما حذر منها زعماء مصريون سابقون كثر. استفاد الاخوان من عدة امور منها كسب الشارع المصري لهم فيما بعد وتأييده لمرشحهم والمطالبه بعزل من أسموهم بالفلول، لان هذا يصب في مصلحتهم والاستفاده القصوى من هذا الغضب الجماهيرى حتى تمكنوا من الوصول للسلطة في دولة كبيرة ولها دورها وثقلها على الساحة العربية والدولية.. فمصر التي تمثل للعرب قلبها النابض والتي تعيش هذه الأيام فوق صفيح ساخن ملتهب والتي تحاول تصحيح مسار تلك الثورة السلمية التي طالب فيها الشعب المصري بتحسين معيشة المواطن المصري على كافة الصعد والمستويات هي الان تعيش منعطفا تاريخيا وله السبق كشعب عربي يرفض الظلم والخديعة والتعسف وتشويه الدين على يد بالإخوان من يحكم مصر الان وحتى أشعار آخر … وقد قال الله تعالي {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة آل عمران .
وحقيقة لقد تبين للشعب المصري أن الاخوان من الأسباب التي أدت الى إجهاض ثورة يناير وان ما حدث في مصر خلال هذه الفترة القصيرة التي حكم فيها الاخوان من خلال محمد مرسي وكم المشاكل والفتنة الطائفية في دولة كبيرة يتعايش فيها المسيحي والقبطي والشيعي والسني وادارة غير حكيمة لمجريات الاحداث شيء يؤلم القلب والتاريخ العريق لها. فتاريخ مصر الطويل والمشرف ليس عبثا.. ويحز في النفس ان تأتي حقبة يشوه فيها هذا التاريخ وهذه الحضارة وكلنا نعلم ان التاريخ لا يرحم.
ما نشاهدة اليوم لملايين المصريين الذين خرجوا في الميادين والساحات في مختلف المدن المصرية هذا تعبير حقيقي عن إرادة شعب هو دائماً على مر العصور يرفض الظلم والتعسف، فمصر عرابي وزغلول وجمال عبد الناصر آرائهم اليوم وجوها لكثير من ابناء الشعب المصري وفئاته البسيطة المثقفة والاجتماعية والسياسية آرى اليوم ثورة ضد الكذب والفتنة وضد من دخلوا باسم الدين وجعلوا منه استرزاقا وهذه ثورة شعب حقيقية لم تصنع في الغرف السوداء وإنما هي غضب حقيقي وربيع حقيقي سيكون ان لم تلوثه أي ايد خفيفة وتدخلات أجنبية.
انا آرى وبفخر ما يحدث في مصر صوت الشعب الغاضب الثائر.. متمنية ان يحدث هذا في ليبيا الآن وأتمنى ان ينتفض شعب ليبيا وهو الذي ظلم وانتهكت حروماته واغتصبت نساؤه ورجاله على ايدي عملاء مأجورين عاثوا في ليبيا فساد وقتل ونهبوا خيرات ليبيا. والتي ما زال مسلسل القتل على ارضها فكل يوم يقتل أبناؤها من قبل ميليشيات متأسلمة وعابثة وأشباه ثوار ومأجورين.
فالعدوان على ليبيا أدّى، إلى حدوث حرب أهلية كما يراها البعض فأحداث العنف لا تنتهي وحرب للمليشيات التي انتشرت في ليبيا كانتشار النار في الهشيم وأصبحت هي المتصدره للمشهد في ليبيا ولم تتوقف أبدا عن ارتكاب ابشع أنواع الجرائم في حق شعبنا الليبي بل زادت في غياها وطغيانها وتجبرها وكل ذلك ووفق متتاليات حسابية لهم يسعون لها بشتى الطرق والوسائل ويقودن ليبيا إلى صوملة و (دوفرة) بل أصبحنا مثال آخر للتشرذم في المنطقة وهذا يأتي مع جغرافية ليبيا، ذات المساحات الكبيرة والغنية بالثروات الطبيعية، من نفط وغاز وذهب ومعادن اخرى ثمينة في ايدي الحركات الإسلامية المتطرفة، الى نمو أفراخ القاعدة في ليبيا لتكون موطنا جديدا لهم في شمال أفريقيا.
ليبيا والتي ينشغل عنها الإعلام بأحداث ثورة الشعب المصري ستكون فيها أبشع الجرائم مجددا والاقتتال بين الميليشيات المتناحرة والتي تعد العدة للانقضاض على بعضها في الأيام القليلة القادمة وما أحداث بوسليم عنكم ببعيد. ويدفع الشعب الثمن ثمن صمته بسبب الخوف والترهيب الذي يقع عليه من قبل هذه المليشيات.. وهنا انادي وأخاطب شعبي وأدعو الله العلي القدير متمنية ان تنتقل العدوى من الشعب المصري اليه هذه المرة للقضاء على هؤلاء المجرمين الذين ضيعوا امننا وخيرات بلادنا وسرقوا وباعوا ليبيا في المزاد وجعل منها ارضا مستباحة ومطمعا للكثيرين.
فالشعب المصري لم يحدث على أرضه ما حدث في ليبيا من جرائم بشعة في حق الانسانية. واللهم احمي ارض مصر وشعبها. ومع هذا انتفض غاضبا ضد هؤلاء العابثين بمصيرهم المخادعين الذين التفوا عليهم كذبا وزورا.. فلما لا ينتفض الشعب الليبي وهو الذي يقبع الآلاف من ابنائه في السجون يذبحون ويقتلون على ايدي الميليشيات لما لا ينتفض الشعب الليبي وهو الذي هدمت بيوت الله والزوايا على أرضه وسرقت بنوكه ومؤسساته لما لا ينتفض وهو الذي وهجر اكثر من مليون ليبي خارج بلاده، ناهيك عن المهجرين عن مدنهم في الداخل على أيدى هذه المليشيات.
هذا يحتاج منكم فقط لانتفاضة حقيقية يا شعبنا الليبي مثل شعبنا العربي في مصر وتحيا مصر نبض الأمة.
ياسمين الشيباني
نتمني من الله أن يحصل هذا في ليبيا ولا صوت السلاح أقوي من صوت الشعب
اللهم أمين ويزاح هذا العبث عن ارض الوطن
الفرق شاسع …
ففي مصر مؤسسات دولــــــة …. فاستطاعت الجماهيـــــر أن تفعل …
ولكن في ليبيا لا توجد مؤسسات دولــة …
فالجماهير لا تستطيع مواجهة مسلحي القبائل وما أكثرهم ….
وخاصــــة أن وجود النفط
والمصالح الغربيـــــــة لهـــا دور لا يقلل من أهميته …
ولعل لكل ذلك ما يدعو لصعوبة نقل العدوى …
والمعذرة والسلام
انت تتمني مش الليبين يثمنون