طرابلس – «القدس العربي»: أعلنت الغرفة الصحية المشتركة ببلدية الخمس حالة الطوارئ نتيجة اشتباكات وقعت في البلدية ليل الأربعاء – الخميس، فيما استقبل مستشفى الخمس التعليمي جثماني متوفيين وثلاثة مصابين جراء تلك المواجهات.
ونشرت الغرفة منتسبي جهاز الإسعاف والطوارئ وطب الطوارئ والدعم في محيط موقع الاشتباك، محذرة الأهالي من الاقتراب، حسب بيان البلدية على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وقال مستشفى الخمس التعليمي، في بيان، إن الوضع العام عاد للهدوء، لافتاً إلى أن اثنين من الجرحى مصابان برصاص وشظايا جرى إسعافهما ونقلهما لمستشفى آخر.
وأشار البيان إلى إسعاف مصاب آخر، كان في حالة حرجة، حيث جرى التعامل معه بمشاركة اختصاصيين من قسمي الجراحة والعظام. وقالت مصادر محلية إن سبب الاشتباكات يعود لإقدام أحد أفراد عائلة “البكوش” من سكان منطقة التحلية في الخمس، على قتل شخصين من قوة الدعم والسيطرة أثناء محاولتهم دخول منزله، واندلعت اشتباكات مسلحة بالقرب من مساكن المحطة البخارية بمدينة الخمس على خلفية الحادث.
وليست هي الحادثة الوحيدة في المنطقة، فقد سجلت خلال الأيام الماضية عدد من الخروقات الأمنية جاء على رأسها حادثة مقتل آمر الأكاديمية البحرية عبد الرحمن ميلاد الملقب بـ”البيدجا”، إثر استهداف سيارته من قبل مسلحين في منطقة صياد غرب جنزور طرابلس.
وفي جديد القضية وجهت النيابة العامة وزارة الداخلية بضبط 3 مشتبه بهم في حادثة مقتل المواطن عبد الرحمن سالم ميلاد المعروف بـ “البيدجا”. وقال مكتب النائب العام إن مأمور الضبط القضائي استمع لأقوال أحد المشتبه بهم بعد أن سلم نفسه طوعاً، وأمر بضبط الثلاثة المشتبه بهم، بعدما أثبت البحث ضلوعهم في الجريمة.
وسبق أن أعلنت النيابة العامة التوصل إلى شخصين مشتبه بتورطهما في مقتل آمر الكلية البحرية ووجهت الداخلية بضبطهما.
وأفادت النيابة بأن عملية كشف هوية المتهمين جاءت بعد إجراءات بحث واستدلال في ملابسات الواقعة وظروفها، ما أسفر عن معرفة سيارة المتهمين.
جاء ذلك بعد مطالبات بالتحقيق في الحادثة من قبل رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة و كذلك رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري الذي طالب بدوره مكتب النائب العام بعدم إفلات المتورطين من العقاب وملاحقتهم.
وفي الأول من أيلول/ سبتمبر، أكد مصدر من جهاز الطب والطوارئ بالزاوية مقتل آمر الأكاديمية البحرية عبد الرحمن ونقله للمستشفى بعد الاستهداف.
ونقلت “الأناضول” عن مصدر أمني مسؤول، لم تسمّه، إن مسلحين اعترضوا سيارة الرائد عبد الرحمن البيدجا بمدينة جنزور (الضاحية الغربية لطرابلس)، مساء أمس الأحد، وفتحوا نيران بنادقهم الآلية عليه وأردوه قتيلاً.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو وصوراً على منصات التواصل تظهر “البيدجا” في سيارته والدماء تغطي وجهه.
وعلى خلفية ذلك، أفادت مصادر محلية في الزاوية بأن المدينة تشهد حالة من التوتر الأمني. وفي السياق نفسه، نعى رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، “عبد الرحمن ميلاد، مشيدا بدوره في إنهاء الخلافات وتهدئة الأوضاع في الزاوية، وطالب النائب العام والجهات المعنية بالكشف عن المتورطين في الحادثة وتقديمهم للعدالة.
وفي السياق ذاته، نعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، آمر الأكاديمية البحرية، مؤكداً تكليفه وزارة الداخلية والأجهزة المختصة بفتح تحقيق عاجل في واقعة استهدافه.
وقال الدبيبة، عبر حسابه الرسمي في فيسبوك، إنه تابع تفاصيل ما وصفها بالعملية “الآثمة” التي طالت البيدجا، مضيفاً أن الأخير كانت له مساع لإعادة تأهيل الأكاديمية البحرية وتخريج دفعات جديدة منها بعد توقف دام أكثر من عقد، فضلاً عن مساعيه للصلح والمصالحة في مدينته الزاوية، حسب قوله.
كما نعى النائب بالمجلس الرئاسي، عبدالله اللافي “البيدجا”، مؤكداً أن المتورطين لن ينجوا من الإفلات من العقاب، وفق قوله.
وقال اللافي عبر حسابه الرسمي بفيسبوك إن ميلاد كان حريصاً على استئناف مهام الأكاديمية البحرية، لتكون رافدة لمؤسسات الدفاع عن الدولة، حسب تعبيره.
وعبد الرحمن ميلاد من أشهر الشخصيات الأمنية في غرب ليبيا، وتتهمه عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا بتزعم عصابة كبيرة للمتاجرة بالبشر، لا سيما أنه أحد قادة خفر السواحل الليبي في الزاوية التي تُعد من أهم مناطق انطلاق المهاجرين نحو أوروبا.
وفي حزيران/ يونيو من عام 2018، ورد اسم “البيدجا” في التقرير الصادر عن مجلس الأمن بوصفه “زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، ومتورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان”، فيما صدرت ضده مذكرة اعتقال من الشرطة الدولية.
وفي الشهر نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات ضده مع 5 ليبيين آخرين بسبب ما قالت “تهديدهم للسلام والأمن والاستقرار في ليبيا من خلال تورطهم في تهريب المهاجرين”، وهو الإجراء ذاته الذي أعلنت عنه بريطانيا في الوقت نفسه.
واتهمت عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا عبدالرحمن ميلاد بتزعم عصابة كبيرة للمتاجرة بالبشر، لا سيما أنه أحد قادة خفر السواحل الليبي في الزاوية التي تُعد من أهم مناطق انطلاق المهاجرين نحو أوروبا.