مدريد ـ ‘القدس العربي’: تراقب وكالة الأمن القومي الأمريكي منطقة المغرب العربي باهتمام أقل بكثير من منطقة الشرق الأوسط العربي. كما يتفاوت اهتمام هذه الوكالة بدول المغرب العربي ، إذ تحظى الجزائر وليبيا باهتمام أكثر من تونس والمغرب وموريتانيا، وفق خريطة نشرتها ذي غارديان. وتقف عوامل متعددة وراء هذا الاهتمام سياسيا وأمنيا.
ويعيش العالم على إيقاع فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على مختلف الاتصالات الالكترونية والرقمية والهاتف بعدما نجحت في إقناع كبريات الشركات العالمية الفايسبوك وياهو وغوغول وميكروسوفت وآبل ضمن أخرى في السماح لها بأخذ ما يتم تسجيله في خوادمها من معلومات للزبائن والمشتركين. وانفجرت هذه الفضية التي تضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في موقف حرج للغاية بعدما هرب موظف من وكالة الأمن القومي إدوارد سنوودين الى هونع كونغ وسرب ملفات حساسة حول التنصت الى جريدتي ‘ذي غارديان’ البريطانية ‘الواشنطن بوست’ الأمريكية.
ونشرت ‘ذي غارديان’ خريطة تنصت وكالة الأمن القومي على دول العالم خلال شهر مارس الماضي حيث التقطت الوكالة 97 مليارا و111 مليون معطى ومعلومة حول سكان الأرض. والدول التي تأتي على قائمة الأكثر تنصتا هي إيران بأكثر من 14 مليار معطى بحكم برنامجها النووي ورغبة الاستخبارات الأمريكية في متابعة رأيها العام بسبب الانتخابات الرئاسية وكذلك بسبب برنامجها النووي علاوة على معرفة هل ستنفجر الأوضاع سياسيا على شاكلة الربيع العربي. وتأتي باكستان في المركز الثاني بأكثر من 13 مليارا بسبب تموقع القاعدة والطالبان فيها.
ومن خلال مقارنة منطقة الشرق الأوسط العربي بالمغرب العربي، يتبين بوضوح أن دولا مثل المغرب وموريتانيا والجزائر وليبيا وتونس لا تحظى بالتنصت المنصب على دول مثل مصر والعربية السعودية أو حالة الأردن التي تبقى حالة استثنائية، بعدما تبين أن الوكالة جمعت 12 مليار معطى رقمي عن هذا البلد رغم أن ساكنته محدودة للغاية وتتجاوز بالكاد ستة ملايين. وهذا الرقم هو ضعف ما جمعته وكالة الأمن القومي عن بلد مثل الهند بستة مليارات معطى رقمي، علما أن ساكنته تتجاوز مليار نسمة. ويعود الاهتمام بالأردن الى القرب من إسرائيل وتطورات الأزمة السورية ثم القضية الفلسطينية ثم تبعات الحرب العراقية والربيع العربي ضمن مواضيع أخرى.
وعلاقة بالمغرب العربي، ووفق خريطة ‘ذي غارديان’ التي سربها عميل وكالة الأمن القومي، تأتي ليبيا على رأس اهتمام الاستخبارات الأمريكية، حيث لديها لون أخضر مفتوح جدا، وهذا يعني أنها تأتي في الصنف الرابع بعد الأحمر والبرتقالي والأصفر. والاهتمام بليبيا يعود أساسا الى ما جرى منذ سبتمبر الماضي من اغتيال السفير الأمريكي في بنغازي وتمركز أنصار القاعدة في جنوب البلاد.
وبعد ليبيا، تأتي الجزائر بسبب التطورات التي يعيشها هذا البلد منذ الاعتداء الإرهابي الذي استهدف عين اميناس في جنوب البلاد وخلف عشرات القتلى. كما يأتي الاهتمام بالجزائر بكونها تهم شركات الطاقة الأمريكية بسبب موارد الغاز والبترول. وتقدم الخريطة الجزائر بأخضر أقل فتاحة مقارنة مع ليبيا.
ويحتل المغرب وموريتانيا وتونس المرتبة نفسها بأخضر قوي أو غامق، وهذا يعني أنها لا تحظى باهتمام كبير بسبب الاستقرار السياسي مقارنة مع دول أخرى في المنطقة وكذلك مقارنة مع الشرق الأوسط.
المثير في الأمر هو أن منطقة الساحل الصحراوي التي شهدت التدخل الفرنسي في مالي للقضاء على تنظيم القاعدة، لا تشهد اهتماما من طرف وكالة الأمن القومي الأمريكية، وكل دول المنطقة مثل مالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر كلها باللون الأخضر الغامق.
ممكن الأستاذ المجدوبي أن يعطينا مقارنة حول تطور التجسس على بلدان المغرب العربي عبر السنوات او خلال الأحداث التاريخية البارزة في هاته البلدان؟ من يدري فقد تتغير الأمور مع تغير السياسة الأمريكية
سيدي كاتب الموضوع: هل تعلموا ان احد الشروط التلاثة التي فرضتها الجزائر على المغرب لفتح الحدود البرية هو الكف عن الحرب الاعلامية التي يشنها المخزن(المخابرات) المغربي ظلما ضدها.