“ليزيكو”: هل أجهض مشروع إسرائيل لضم 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة.. وكيف؟

آدم جابر
حجم الخط
1

باريس- “القدس العربي”:

تحت عنوان: تأجيل الضم الجزئي للضفة الغربية، قالت صحيفة “ليزيكو” الاقتصادية الفرنسية إن تاريخ الأول من يوليو/ تموز 2020 يحل اليوم الأربعاء، لكن يبدو أن مشروع  ضم 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة (كان يفترض أن يبدأ اليوم) تم إجهاضه من قبل الولايات المتحدة، وسط تجاهل تام من قبل غالبية الشعب الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاق التحالف الذي وقع عليه بين حزبي الليكود وأزرق-أبيض في العشرين من إبريل/ نيسان الماضي كان واضحاً: ضم 30% من الضفة الغربية قد يخضع لتصويت الحكومة بحلول اليوم الأربعاء الموافق الأول من يوليو/ تموز. وبعد سنوات من التكهنات حول حجم وتفاصيل هذا المشروع، يبدو أن العملية لن تتم، في هذا التاريخ على الأقل، وفق ما أكدت مصادر أمريكية رسمية لوسائل إعلام إسرائيلية.

وأوضحت “ليزيكو” أن هناك عدة أسباب لهذه العودة إلى الوراء، لكنها تطالب جميعها بالتأجيل أو التخلي عن فكرة الضم:

فأولاً، ثمة تحفظات من بعض المسؤولين الكبار داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقدمتهم صهره غاريد كوشنير، على ضمّ من جانب واحد خارج أي عملية تفاوضية حول إنشاء دولة فلسطينية كما هو منصوص عليها في خطة ترامب (صفقة القرن). وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي قوله إن “هذا الملف سيكون جزءاً من إرث دونالد ترامب في حالة لم يتم انتخابه، ولذلك فإن كيفية القيام بالأمور مهمة للغاية بالنسبة لإدارته”.

معارضة من الأردن

كما أشارت “ليزيكو” إلى خروج السلطة الفلسطينية يوم الإثنين الماضي من رفضها القاطع لأبسط حوار من خلال الكتابة إلى اللجنة الرباعية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي)، التي تم إنشاؤها في عام 2002 لدعم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. ويقول الفلسطينيون إنهم “مستعدون لاستئناف المحادثات المباشرة” من حيث توقفت في عام 2014، وإنهم سيوافقون على امتلاك “كمية محدودة من الأسلحة”، بالإضافة إلى “التبادلات الإقليمية الصغيرة”، على أساس حدود يونيو/ حزيران 1967.

ثم إن عدة دول عربية حذرت من مغبة أن الضم ستكون له عواقب وخيمة. في مقدمة هذه الدول، المملكة الأردنية، التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994، والتي تعد معنية مباشرة بضم وادي الأردن. وتنقل الصحيفة عن يشير إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، تشديده على أن “الأردن معني بشكل كبير على المستوى العاطفي”. فبالنسبة لهذا الدبلوماسي وكذلك بالنسبة لعدد من الضباط الإسرائيليين السابقين، فإن الأردن يقدم لإسرائيل عمقًا إستراتيجيًا لا يقدر بثمن أكثر فعالية بكثير من ضم غور الأردن.

من جانبه، نشر يوسف العتيبة، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، للمرة الأولى رسالة مفتوحة بالعبرية في “يديعوت أحرونوت” -وهي أول صحيفة إسرائيلية- موضحا أن التطبيع المستمر بين إسرائيل وعدة عواصم عربية (في مقدمتها أبوظبي) والذي توليه تل أبيب أهمية قصوى […] قد يتم تقويضه بسبب قرار ضم الضفة الغربية.

انقسام المستوطنات

بالإضافة إلى الأسباب سالفة الذكر، توضح “ليزيكو” أنه على المستوى الداخلي الإسرائيلي، فإن الضم ليس محل إجماع، بحيث إنه يلقى معارضة من النشطاء اليساريين وإن كان وزنهم السياسي ضئيلاً. كما ينقسم المسؤولون وسكان المستوطنات بين “المؤيد” لفكرة الضم و”المُعارض” لها.

فالمؤيدون يعتقدون أنه يجب اغتنام الفرصة الفريدة التي تتيحها خطة ترامب، فيما يفضل المعارضون الوضع الراهن على إنشاء دولة فلسطينية. ولكن علاوة على هذين الرأيين، فإن الغالبية العظمى من الشعب الإسرائيلي منشغلة بأمور أخرى؛ حيث إن 85% منهم قلقون بشأن وضعهم الاقتصادي بعد وباء كورونا العالمي، وسط حالة من عدم الرضا على الطريقة التي تدار بها الأزمة الاقتصادية من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ناهيك عن أن وباء كورونا قد انتشر مجدداً في البلاد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صفي الدين لبات مبارك - موريتانيا:

    اذا قالت المعارضة الإسرائيلية إنها ضد ضم اراضي في الضفة الغربية نكون مقتنعين بموقف المعارضة ، أما قالت الامارات إنها تعارض الضم و إن ستكون له عواقب وخيمة فإننا نبادر بالقول اليقين أن موقف الامارات هذا أريد به باطل و أنه إنما هو تشجيع انتم ياهو بعدم التردد في الوفاء بوعده الانتخابي.

إشترك في قائمتنا البريدية