مأساة اللاجئين السودانيين.. الولوغ بالخطأ
مأساة اللاجئين السودانيين.. الولوغ بالخطأ أثارت مأساة اللاجئين السودانيين في مصر، منذ بدايتها حتي مقتلهم وإجلائهم دون أن تنتهي، أحزاناً عدة، من قدرنا أن نعيشها، رغماً عنا، حتي صارت قدراً صنعناه. هؤلاء اللاجئون لم يدخلوا مصر في ظلمة الليل، لم يجتازوا أراضيها لابسين طواقي الإخفاء، لم يقيموا في أكبر ميادينها فجأة. لكنه التراخي المعتاد في مواجهة الأمور حتي تستفحل وتخرج عن السيطرة؛ ألم يغفل دوماً عن عشوائية تتوحش، في المرور، في البناء، في الأكشاك، في الباعة الجائلين، في القرارات، في الممارسات، في المعاملات حتي المسماة منها إلكترونية؟ حياة، العشوائية طابعها الأوحد، لا ينتج عنها إلا ردود أفعال منفلتة، في الوقت الضائع، ذراً للرماد في الأفواه. بعد الانفلات تكون التبريرات، نفس المنطق، اللامنطق، التهرب من الحقيقة، تبرئة ذات مخطئة، اتهام الآخرين.صحيح أن الخطأ مشترك، بين أجهزة الأمم المتحدة المختصة والحكومة المصرية، إلا أن اللاجئين السودانيين هم الحلقة الأضعف، لا بد أن يدفعوا الثمن العاجل، أما الآجل فمن المؤكد أن يدفعه غيرهم. الحكومة المصرية تتحمل مسؤولية تحويل أكبر ميادينها إلي عزبة هجانة أخري، تحت سمع وبصر العالم. تعلم اللاجئون السودانيون كيف يقيمون حياة عشوائية بوضع اليد، ملايين المصريين سبقوهم إليها، في المدن، والريف، والمقابر، لكنهم أحرجوا الحكومة المصرية أمام الكاميرات، لم يتركوا لها فرصة لغض طرف اعتادته. كانت حساباتها خاطئة، في التوقيت والوسيلة، لا غرابة، شاهدناها كثيراً، انتقدناها، في مجالات عدة، صحف الحكومة وإعلامها يستحيل أن تنشر، ليست منا، صحف المعارضة تؤول وتهيج وتمنع، وضع أكثر من مأساوي، اللاجئون السودانيون ليسوا وحدهم الضحايا. د. حسام محمود أحمد فهميمصر6