بيروت – «القدس العربي»: فيما تتصدّر مأساة غزة وتطورات الجنوب اللبناني واجهة الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تراجع التركيز على قضية النزوح السوري التي شغلت اللبنانيين وحكومة تصريف الأعمال، إلا أن قضية النازحين السوريين عادت لتحضر مرة أخرى في أعمال سينمائية ودرامية، فبعد مسلسل «النار بالنار»، الذي عُرِض في السباق الرمضاني المنصرم من بطولة كاريس بشار وعابد فهد وجورج خباز، وحقق نسبة متابعة عالية في لبنان والعالم العربي، تعود أحداث هذه القضية مجدداً عبر فيلم سينمائي بعنوان «المزرعة» من إنتاج شركة «أن أم برو» لصاحبها المخرج نديم مهنا.
وهذا الفيلم سيُعرض قريباً في الصالات اللبنانية اعتباراً من الثامن من الشهر المقبل، وهو فكرة واخراج نديم مهنا، وتأليف مجموعة من الكتاب اللبنانيين هم فؤاد يمين، رامي عواض وانطوني حموي. ويتناول قصة واقعية للنازحين السوريين مع معالجة لعلاقة الشعبين اللبناني والسوري من زاوية جميلة وواقعية من مبدأ أن تعاطي الإنسان مع الإنسان يجب أن يبقى بطريقة محترمة بمعزل عن الظروف كافة.
ويضم الفيلم مجموعة من ألمع الممثلين اللبنانيين والسوريين، وهو من بطولة وسام حنا، ميرفا قاضي، ميشال حوراني، رولا شامية، بالاشتراك مع كل من مالك محمد، عهد ديب، اليكو داوود، انطوانيت عقيقي، طوني عاد، شربل زياده، فيصل اسطواني، جوي حلاق وسواهم من الوجوه التمثيلية.
وأعرب المنتج والمخرج نديم مهنا عن أمله في أن ينال هذا الفيلم إعجاب المتابعين، معتبراً ان بعض الاحداث التي شهدها بالصدفة كانت السبب الرئيسي الذي ألهمه لانتاج فيلمه الجديد تحت عنوان «المزرعة».
وفي سياق غير بعيد، تحضر قضية النازحين السوريين في فيلم سينمائي آخر بدأ عرضه في الصالات اللبنانية، وهو الفيلم الروائي الطويل بعنوان «حديد، نحاس، بطاريات» للمخرج والصحافي اللبناني وسام شرف الذي قدم هذا العمل انطلاقاً من تجربته وتغطيته الاعلامية في بيروت لهذه القضية.
وتدور قصة الفيلم حول أحمد اللاجئ السوري، الذي نجا من الحرب وتأثر بمرض غامض في جسمه ومحظور عليه العمل شأن كل السوريين، ويجول في شوارع العاصمة بيروت يبحت عن أشياء معدنية ليصار إلى تدويرها فيجمع بقايا الأدوات والأجهزة المعدنية أو بطاريات السيارات المستهلكة، ويسلمها للتاجر الذي يشغله ليدفع له القليل من المال، ويقع في حب «مهدية» وهي عاملة من الجنسية الأثيوبية جاءت إلى لبنان عن طريق وكالة لتشغيل العاملات في الخدمة المنزلية، فألحقت بخدمة رجل مسن وزوجته هما إبراهيم وليلى، وهي تقوم بكل الخدمات الأساسية، مثل شراء مستلزمات البيت والغسيل وسواها، الا أن قصة حبهما تكون مستحيلة لأن المؤلف أراد من خلال هذا الحب المستحيل أن يضيء على جانب العنصرية لدى بعض اللبنانيين، الذين يرفضون بسهولة أن تكون هناك علاقة بين هذه الفئة من الناس، بل هم فقط يعيشون من أجل العمل. وقد استوحى عنوان الفيلم عندما كان يسمع بعض الشباب ينادون «حديد نحاس بطاريات»، في خطوة من أجل العمل وكسب لقمة العيش.
ويشارك في هذا الفيلم زياد جلاد بدور(أحمد) ورفعت طربيه ودارينا الجندي والممثلة الأثيوبية الشابة «كلارا كوتريه» التي أجادت دورها باللغة العربية، وهو من إخراج وسام شرف، يشاركه في التأليف هالة دباجي ومارييت ديسير.