بيروت ـ من زهرة مرعي: عقدت لجنة ‘مهرجانات بيروت الدولية للتكريم’ أوBeirut International Awards Festival مؤتمراً صحفياً في أحد فنادق برومانا بحضور رئيس ومؤسّس مهرجانات بياف الدكتورميشال ضاهر وممثلة وزير السياحة منى فارس، وممثلة وزير الثقافة بشرى عيتاني رئيسة لجنة الثقافة والتراث في الوزارة، وممثلة رئيس مجلس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد وأعضاء اللجنة المنظمة في ‘بياف’ بالإضافة الى اهل الصحافة و الاعلام وذلك من أجل إطلاق فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان والتي ستحمل هذا العام اسم الأخوان رحباني، والذي سينعقد في البيال في 21 تشرين الثاني المقبل.
بعد النشيد الوطني اللبناني وقف الحضور دقيقة صمت عن روح الراحل وديع الصافي، تحدث رئيس المهرجان الدكتور ميشال ضاهر قائلاً: الابداع والتميّز، كلمتان تجمعنا ونجتمع في ظلها. طوال سنة من التحضير نلتقي خلالها بشخصيات من كافة المجالات ومختلف البلدان، مصححين قولاً مأثوراً هو ‘من كل وادٍ عصا’ قائلين ‘من كل جبل شجرة’. هذه هي مهرجانات بيروت الدولية للتكريم، أردناها كبيروت منارة لتلاقي الثقافات والحضارات، تحضيراتنا هي خلاصة سنة من البحث الدؤوب عن مميزين بصموا في افعلاهم وانجازاتهم لنخلق من خلالهم فئات مكرمة، فالمبدع هو الذي يخلق فئة تكريم ويفرضها على المجتمع. لذلك مهرجاننا لا يحمل فئات تكريم، بل يكرّم الابداع بكل فئاته. شرف لنا ان يقترن اسمنا بوسائل الاعلام كافة بجملة ‘بيروت تكرّم المبدعين’. انه الانجاز الذي ننتظره دوما والذي يحملنا مسؤولية اكبر في كل دورة نقيمها. ففي السنة الماضية كانت تحمل اسم البروفيسور ‘مايكل دبغي’ حيث شرّفنا رئيس الجمهورية ميشال سليمان بدعوته و استقباله للمكرمين واللجنة المنظمة في القصر الجمهوري وتسلّم منا جائزة ‘بياف’ الفخرية. هذه اللفتة تدل على ثقة الدولة بهذا المهرجان واللجنة المنظمة والشخصيات المكرّمة. بالإضافة الى تعاون بلدية بيروت ورئيسها الدكتور بلال حمد مع بياف، وايمانه بالمهرجان وبفكرة اهداء كل دورة منها الى معلم لبناني راحل تخطى بإبداعه حدود وطنه وأطلقه للعالمية ما ادّى الى منح المهرجان مساحة في حديقة الرئيس رينيه معّض اي حديقة الصنائع نضع فيها كل عام منحوتة تمثل الشخصيات المهدى لها المهرجان. هذه السنة ستكرّم مهرجانات بيروت الدولية للتكريم عشرين شخصية مميزة في مجالات عدة: ثقافة، فن، سياسة ،خدمات انسانية واقتصاد. وهي شخصيات من بلدان مختلفة: من الولايات المتحدة الاميركية ،اسبانيا، اكوادور، صقلية، تونس، فرنسا،الامارات العربية المتحدة، قطر، مصر، سوريا وطبعا لبنان. ويتشرف المهرجان هذه السنة في دورته الرابعة ان يحمل اسم توأمين في الشعر والموسيقى والفنون المسرحية أفاضا لبنان والعالم ابداعاً وتميزاً، هما الاخوان عاصي ومنصور الرحباني’.
وتوجه ضاهر بالشكر باسم اللجنة المنظمة الى وزارة الثقافة لإعطائها قيمة لهذا المهرجان. وإلى وزارة السياحة التي تعتبر ان للمهرجان طابعاً سياحياً بامتياز. وإلى بلدية بيروت التي تبنت هذا المهرجان كونه يحمل اسم بيروت، هذه العاصمة التي ادهشت العالم والتي كانت ومازالت مدينة تلاقي الحضارات والثقافات كونها صُنفت من بين اهم عشرين عاصمة عالمية في استقطاب السياح. كذلك شكر اعضاء اللجنة و كل من آمن بهذا المهرجان.
باسم وزير السياحة تحدثت منى فارس حول مواكبة الوزارة للمهرجان منذ انطلاقته والذي يهدف الى تكريم المبدعين من لبنان والعالم، خاصة انه يحمل هذا العام عنوان تكريم الكبيرين عاصي ومنصور الرحباني. وقالت: الابداع هو الضوء الذي يدل على ان لبنان حتى وفي فترة الظلام الذي يُخيم على وطننا تمّ اختيار بيروت من بين عشرين عاصمة لإستقطاب السياح. وهذا دليل على اهمية العنصر البشري في تشكيل بلد سياحي. وهذا المهرجان الذي يُكرّم مبدعين اضحوا سفراء لنا في كل العالم ويترجمون لبنان بقوة وبكثير من الحب، لذلك نعتبرهذه اللجنة شريكة في ادارة السياحة وفي عملية الترويج للبنان الابداع.
ووجدت فارس في تكريم الأخوين رحباني اللذين خطا تاريخ لبنان في اغنياتهم، وحملوا هموم الفقراء والمظلومين في مسرحياتهم التي اصبحت متداولة لدى كل اللبنانيين والعرب، والإضاءة على غيابهم هو واجب وطني.
ممثل وزير الثقافة ناجي الخوري شدد فيها على أهمية هذا المهرجان ومبادراته بتكريم الشخصيات المميزة، من أدباء وشعراء وغيرهم من المبدعين. ولفت الى ضرورة أن تقوم الدولة بهذه المبادرات وليس المجتمع المدني. وهنأ مهرجانات لتكريمها المبدعين من لبنان والعالم داعيا، الى الوحدة دوما لنثبت للعالم اننا قادرون على خلق العجائب.
عضو المجلس البلدي في بيروت والمسؤولة عن لجنة الثقافة والتراث بشرى عيتاني تحدثت عن أهمية هذا المهرجان كونه يحمل اسم بيروت أولا، وتكريم هذا المهرجان لمبدعين من العالم يجعل بيروت عاصمة على خريطة العالم. ويظهر مدى اهتمام اللبنانيين كمجتمع مدني بتكريم المبدعين، الأمر الذي يترك أثره الإيجابي على الصعيد الثقافي خاصة. وأكدت أن بلدية بيروت هي من الداعمين لهذه المبادرات والفعاليات، وهي خصصت مساحة من حديقة الصنائع للمشاهير الذين سيكرمون في المهرجان من خلال انشاء منحوتة لهم ايمانا منها في هذه المبادرة الذاتية للمجتمع المدني التي تساهم في اعمار بيروت.
عضو لجنة ‘بياف’ ورئيسة مجلس فكر الدكتورة كلوديا أبي نادر قالت في كلمتها أن بياف رأت ‘ثلاثة اقانيم تعلي رايتها هي الحق والجمال والخير، اي الثلاثية الافلاطونية. فالحق ما هو صحيح ومؤكد ويطبع بصمته على المسار التاريخي للحياة. والخير يرمز للعطاء ليكون الجمال الذي دونه يصعب تخيل الخالق الذي يرمز الى التحفة البشرية التواقة الى الكمال الالهي. و’بياف’ حين تكرم المبدعين اللبنانيين والعرب والأجانب، تكرّم التميز الذي لا يعرف الحدود والتعصب والتقوقع، فأفقه يحاكي الخلود.